رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هامثل مع فاتن حمامة ورشدى أباظة بحالهم

ما هى العلاقة بين كتابة الشعر والتمثيل ورسم الكاريكاتير.. إلى آخر مواهب الفنان الأكبر صلاح جاهين؟ هذا السؤال لم يجد من يجاوب عنه سوى هو نفسه من خلال مقالته فى مجلة روز اليوسف، التى كان يرأس تحريرها، فيقسم المقالة إلى أربعة أجزاء يبرز كل جزء منها أحد جوانب موهبته.

لكنه يؤكد أنه ممثل بالسليقة ومدى تأثره بالتمثيل، فهو يشعر بأنه ممثل أكثر منه شاعر أو رسام، هو الذى من بين كل شعراء مصر- سواء الذين عاصروه أو من جاءوا بعده- استطاع الجمع بين هاتين الموهبتين بشكل ملفت للنظر، حتى أنه وقف أمام كاميرات أكبر مخرجى السينما المصرية.

ويكفى أن نذكر منهم كمال الشيخ فى فيلم اللص والكلاب، وصلاح أبوسيف فى فيلم لا وقت للحب، ويوسف شاهين فى فيلم وداعًا يا بونابرت.

استطاع جاهين أن يترك بصمة براقة فى عالم التمثيل رغم قلة الأدوار التى قدمها، فذاكرة السينما لا يمكن أن تنسى «المعلم طرزان» صديق البطل فى فيلم اللص والكلاب، الذى ظل وفيًا له حتى النهاية ولم يتحول إلى واحد من الكلاب التى خانته. أما عن كتابته للسينما بعيدًا عن التمثيل الذى يعشقه، فإذا لم يلعب أدوارًا مؤثرة فقد صنع للآخرين ما سُطر فى تاريخ السينما المصرية والعربية مثل أفلام «خلى بالك من زوزو» و«أميرة حبى أنا».

وبدايات العلاقة القوية مع سعاد حسني، والتى لم تنقطع على مر تاريخهما الفنى مرورًا بشفيقة ومتولي، إخراج زوجها على بدرخان، ومن تأليف صلاح جاهين بالأغنيات والسيناريو والحوار «بانوا على أصلكوا بانوا والساهى يبطل سهيانه» و«عودة الابن الضال»، الذى اعتبرانه فيلمًا من أفضل الأفلام العالمية على مر العصور بأغنياته «ساعات بقوم الصبح قلبى حزين أطل بره الباب ياخدنى الحنين».

والتى كانت من مؤلفاته الخالدة مثلما خلدت أشعاره خاصة الرباعيات المكونة من 150 رباعية «عجبي» «أنا شاب لكن عمرى ألف عام، وحيد لكن بين ضلوعى زحام، خايف لكن خوفى منى أنا، أخرس ولكن قلبى مليان زحام».

محمد صلاح الدين بهجت من مواليد حى شبرا فى القاهرة 25 ديسمبر 1930، وقضى طفولة فنية مبكرة، حيث يرسم وجوهًا من حوله وأبدع فى رسم تلك الوجوه خاصة وجوه إخوته وأصدقائه القريبين المعتادة رؤيتهم، لكن والده وكيل النيابة أراد له أن يرث مهنته كرجل قانون، فانتقل جاهين من كلية الفنون الجميلة إلى كلية الحقوق فى انصياع لرغبة والده، الذى فتح دهاليز الفن فى نفس ابنه منذ أن كان يقرأ له الكتب صغيرًا وخاصة ملحمة «جحيم دانتي» الزاخمة بالصور والخيالات والأحداث المتخيلة عن الجنة والجحيم، حتى أنه رسم هذه اللوحة وهو فى السادسة عشر من عمره، وحصل على أول أجر له عن لوحته 5 جنيهات.