رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صوت الناس| «المتحدة».. مشروع إعلامى يليق بـ«جمهورية جديدة»

جريدة الدستور

لم يكن الإعلام جزءًا من الفوضى بعد ما جرى فى يناير ٢٠١١، بل كان صانعًا لها ومُحرضًا عليها ومروجًا لأهلها، إن لم يكن تحت سيطرتهم المباشرة بالأساس.

كان «معول هدم» لا «أداة بناء»، والمدهش أنه كان يفعل ذلك بوضوح ودون مواربة.

أذكر أن بعضًا ممن أصبحوا نجومًا بعد «٢٥ يناير» كانوا يضعون خطط التحريض على الدولة مساء الخميس وهم على الهواء مباشرة، ثم يخرجون إلى الشوارع ظهر الجمعة يشرفون على التنفيذ فى «المليونيات».

لم يكن هناك أى معايير تحكم الإعلام، ولا ضوابط تكفل له حريته وتحمى الدولة من الانهيار فى الوقت ذاته، ولم تعد هناك خطوط حمراء حتى إذا تعلق الأمر بالأمن القومى للبلد بأكمله.

كانت هناك حالة سيولة كاملة فى كل شىء.. فى الإعلام الرسمى والخاص والحزبى.

هذا عن الصحافة والتليفزيون بإيجاز بسيط.

وحال الدراما لم يكن بعيدًا عن ذلك، بل يسير معه بالتوازى.

كانت النماذج السيئة والشريرة تُقدم فى صورة أبطال.. وكان البلد يعرض أسوأ ما فيه على الشاشة طوال ٣٠ حلقة!

بإيجاز.. كانت «دراما العشوائيات» بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ.

أسوأ قصص.. وأسوأ سيناريوهات.. وأسوأ نماذج.. وكانت البلطجة هى «القصة الأولى» على الشاشة.

انحدرت الدراما إلى «أسفل سافلين» بعد أن أدت دورها كما ينبغى فى تشويه صورة مصر أمام العالم؛ فالذى يراه منها فى أعمالنا الدرامية يتلخص فى العشوائيات، الجريمة، المخدرات.

«ثالوث» رسموا من خلاله صورة مصغرة لمصر.

هذا إلى جانب تعظيم سلوكيات مثل: التدخين وتعاطى المخدرات والكحول، والتركيز على كل الأفعال التى تدمر قيم الأسرة المصرية.

بل إننا ما زلنا نعانى حتى الآن من نماذج البلطجة التى نشرتها دراما ما بعد يناير ٢٠١١.

أما السينما فكانت أسوأ بمراحل والأمثلة كثيرة جدًا.

إننا فقدنا قوتنا الناعمة فى ضربة واحدة، كما فقدنا قوتنا السياسية كدولة بعد الأحداث.

وكان الشباب الصاعد يرى هذا كله ويسأل: ما القادم؟

هل ضرورى أن نكون بلطجية حتى يصبح لنا شأن فى المجتمع؟.. وإلى من نذهب لاكتشاف مواهبنا؟

فلم تكن البرامج الجادة لاكتشاف ورعاية المواهب على خريطة الإعلام، بل فقط كل الاهتمام بالتوك شو السياسى الذى دمر البلد مثل ما فعل الأعداء.

ثم إن هذا الشباب لم يكن أمامه أى سبيل لـ«تفريغ طاقته»؛ فالنشاط الرياضى متوقف ومراكز الشباب فى حالة يرثى لها، وقصور الثقافة حدث ولا حرج.

وكان طبيعيًا أن يذهب لأحضان الجماعات الإسلامية بعد أن تخلت «مصدات التطرف» عن دورها.

وعلى ذكر النشاط الرياضى اقتربت الأندية من الإفلاس واختفى الجمهور من الملاعب إذا كانت هناك مباريات.

وكان السؤال العريض: من يستطيع التصدى إلى هذه الكوارث؟

وكانت الإجابة صعبة؛ فالمهمة ثقيلة جدًا وتحتاج إلى «كيان وطنى» يبدأ عملية إنقاذ سريعة تمهيدًا لإعادة البناء على أسس سليمة.

ومن هنا جاءت فكرة «المتحدة»، ذلك الكيان الوطنى الكبير الذى تصدى لأصعب مهمة فى أصعب توقيت، وقد تطلب الأمر الكثير والكثير من الوقت والجهد والتكاليف وتحمل الافتراءات والشائعات.

بدأت «المتحدة» العمل على ضبط المشهد الإعلامى خطوة خطوة، وقد نجحت فى هذا الملف بصورة يشهد بها الجميع.

صار الإعلام المصرى منضبطًا بدرجة كبيرة جدًا، ثم بدأت عمليات التطوير، وتحققت نجاحات ضخمة تكللت بتدشين قطاع أخبار المتحدة، وقناة القاهرة الإخبارية، أول قناة مصرية موجهة للإقليم والعالم، لتحقق بذلك حلمًا طال انتظاره والمناداة به لسنوات.

صارت قنواتنا «محترمة» بحق، والقصد بالاحترام هنا احترامها لجمهورها. وصارت صحفنا مُعبرة عن الناس وداعمة للوطن.. وكل ذلك بجهود «المتحدة».

ثم إن الدراما تطلبت جهدًا وتكلفة كبيرة من الشركة لتعود من جديد لعصرها الذهبى، بل إنها تحاول التفوق عليه.

انتهت «دراما العشوائيات».. وانزوت النماذج السيئة.. وانتهى زمن البلطجة.

الدراما باتت دراما كما يجب أن تكون.

ولقد أعادت «المتحدة» نجومنا الكبار على صعيد التمثيل والكتابة والإخراج، وقدمت نجومًا جددًا ومواهب شابة، وخلقت مواسم درامية على مدار العام، وأدخلت مصر عصر المنصات الرقمية.

والجهد فى السينما لا يقل عما حدث فى الدراما، مستعينة فى ذلك بشركات الإنتاج المختلفة، فقد فتحت أبواب المشاركة والعمل الجماعى أمام الكثيرين، واهتمت بتحقيق العدالة الثقافية عبر مشروع «سينما الشعب» بالتعاون مع وزارة الثقافة.

وليس بعيدًا عن ذلك الطفرة التى شهدها الملف الرياضى من دخول «المتحدة» لهذه السوق، فشاهدنا بطولات دولية تقام على أرض مصر تحت رعاية وتنظيم الشركة، بعد أن كنا عاجزين عن إقامة مباراة ودية بين فريقين فى الدورى.

ولم يغب النشء عن اهتمامات «المتحدة»، إذ بدأت فى تقديم أضخم محتوى موجه للأطفال، هذا إلى جانب تعاون عظيم مع وزارة التربية والتعليم لإعادة الروح للمسرح المدرسى.

لقد فعل هذا الكيان العظيم الكثير والكثير على مدار السنوات الماضية، حتى نستطيع أن نقول «لقد عادت ريادتنا».

فى هذه الصفحات محاولة لتقديم صورة لما قامت به الشركة فى الفترة الماضية، لنقف على ما تحقق ونتطلع لما هو أفضل.

برامج الهوية والثقافة.. تاريخ وآثار وإنجازات صناعية وتصحيح مفاهيم مغلوطة

«قطاع الأخبار».. تغطيات من المناطق الساخنة وقنوات «صوت للشارع»

أكبر مشروع محتوى أطفال فى الإعلام العربى: خريطة برامجية ودراما وأعمال كارتونية

برامج لاكتشاف المواهب من كل ربوع مصر

«Watch iT»‫.. منصة وطنية تحفظ تراث التليفزيون المصرى وتقدم أعمالًا أصلية

«برزنتيشن» و«تذكرتى» و«استادات» تبعث الروح فى الرياضة

صناعة الوجدان وتحقيق العدالة الثقافية بـ«المسرح المدرسى» و«سينما الشعب»

ملحمة درامية.. عودة «زمن التليفزيون» من جديد بأقوى المسلسلات

ملحمة درامية.. عودة «زمن التليفزيون» من جديد بأقوى المسلسلات