رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجارديان: "الجعبري" الاغتيال الذي سيرتد على إسرائيل


ذكرت صحيفة /الجارديان/البريطانية في افتتاحيتها اليوم الخميس أنه كانت هناك أحداث في الماضي كان يصعب خلالها الدخول في تفكير الحكومة الإسرائيلية..وأن أحداث الأمس أضافت واحدًا آخر إلى هذه الأحداث.

وذكرت الصحيفة - في تعليق نشرته اليوم وأوردته على موقعها الإلكتروني - أنه في حالة عدم الاستقرار، الذي يمس تقريبًا كل حدود إسرائيل، بدءًا من سيناء في الجنوب وانتهاء بالجولان في الشمال، ربما يتصور أحد أن آخر شيء كان يتعين على إسرائيل القيام به هو اتخاذ أي إجراء من المرجح أن يؤجج لهيبًا آخر.

واستطردت الصحيفة أن هذا لن يكون بالتأكيد تأثير قرارها بقتل أحمد الجعبري قائد الجناح العسكري لحركة حماس في غزة.. حيث حذر جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي /شين بيت/ من أن هذا هو مجرد بداية لحملة ضد "أولئك الذين يروجون للإرهاب ضد إسرائيل"، وكانت هناك تحذيرات حتى أمس من أن ذلك قد يشمل غزوًا بريًا لغزة.

وأضافت الصحيفة أن قلق إسرائيل المتزايد على أمنها أمر مفهوم، فالحرب الأهلية في سوريا، التي لم تظهر أي علامة على تراجع حدتها، صنعت حالة من عدم اليقين الكبيرة بشأن ذلك الوضع، الذي لا يهدأ، وعدم المستقر بشكل عام، وانه مع احتمال تسبب الصراع في سوريا في إحياء الحرب الأهلية في لبنان، فإن إسرائيل لديها كل الأسباب لتعزيز دفاعاتها وزيادة يقظتها.

وقالت الجارديان: غير أنه من أجل أن يتم السماح بتفيذ مثل هذا النوع من الإجراءات الوقائية - التي يتحمل الشين بيت مسئوليتها علنًا - يعد أمرًا خطيرًا يصل إلى حد أو درجة عدم المسئولية، وإن اغتيال أحمد الجعبري يمثل العودة إلى الاغتيالات غير القانونية القديمة.

حيث كان الرد الفوري في غزة هو تفجر موجة أخرى من الغضب، الأمر الذي ينذر بحدوث دوامة جديدة من العنف.

وتابعت الصحيفة أن إسرائيل تشهد انتخابات عامة في يناير المقبل، كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خسر الأسبوع الماضي رهانة على فوز الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وبالتالي فإن قتل الجعبري- الذي يصل إلى حد إعلان جديد للحرب على حماس - يهدف ليس فقط إلى إظهار أن نتنياهو يعتزم اللعب بورقة الأمن المجربة والمختبرة من قبل في حملته الانتخابية، ولكن أيضًا أنه لن يكون تحت ضغط واشنطن، ويمهد الطريق لشتاء مضطرب.

وإذا كان نتنياهو سيستمر كما بدأ، فإن تحقيق السلام في المنطقة سيكون أمرًا بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى.