رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسيون يكشفون سر تراجع حماس عن رفض المبادرة المصرية للتهدئة في غزة

جريدة الدستور

موقف غامض يضاف لسلسلة المواقف الغريبة والغامضة التي اعتادت عليها حركة "حماس".. على الرغم من الجهود المصرية الحثيثة لإنقاذ الشعب الفلسطيني من العدوان الإسرائيلي الغاشم والتي تم تتويجها بالامس بالإعلان عن مبادرة لوقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي... بادرت قيادات الحركة بإعلان رفضها للمبادرة وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري: "إنه لم يتم التعاطي مع الحركة حول المبادرة، وبالتالي لا يمكن إملاء أي شيء عليها، خاصة في أمر لم تُستشر فيه".. ثم عادت الحركة بعد ذلك بساعات وأعلنت عن موافقتها المبدئية عليها".
قال الدكتور سعيد صادق، استاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الامريكية، إن موافقه " حماس" على المبادرة جاءت بعد الأزمة الدبلوماسية التى وضعتها فيها اسرائيل، عقب موافقتها على المبادرة، حيث ظهرت امام العالم اجمع انها تسعى للسلام وحقن الدماء.
واضاف " حماس حققت انتصار اعلامى بظهورها امام العالم العربى متفوقه عسكريا بعد اطلاقها العديد من الصواريخ على اسرائيل لكن بعد اقتناعها بعدم وقوف اى دولة بجوارها خاصة بعد موقف جون كيري وزير الخارجية الامريكي الناقد لهم ، اضطروا في النهاية للموافقة وهذا يدل على أن حربهم لم تكن من اجل التحرير بل هى مناوشات لتحقيق بعض الاهداف كالافراج عن المعتقلين وفتح المعابر".
قال الدكتور جهاد عودة استاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان ، ان حماس ليس لها تأثير فى الوضع العام ، والموقف الحقيقى هو ضغط الدول الممولة لها للتراجع عن التصعيد ، فجميع الدول اعلنت تأييدها للمبادرة المصرية، مؤكدًا أن موافقة إسرائيل علي المبادرة أحرج حماس امام العالم.
واشار إلى إن المتأمل للموقف الايدلوجى يجد ان حماس أعلنت الموافقه المبدئية بعد ان حققت العديد من الانتصارات، وإدراكها أن المبادرة ستتيح لها فرصة لاجراء مفاوضات على بعض الاهداف الآخرى التى تأمل فى تحقيقها.
قال محمود العلايلي، القيادي بالمصريين الاحرار، إن القضية الفلسطينية معقدة نظرا للعلاقات المتشابكة بين حماس واسرائيل واطراف دولية عدة على رأسها تركيا وقطر وانه ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الجانب المصري له اليد العليا في القضية ويتمتع بمصداقية عالية في الأوساط الغربية ومن ثم لم يكن امام حماس سوى الرضوخ لرؤية مصر لتهدئة الوضع بغزة.
وأكد أن المبادرة المصرية " محسوبة " وبها كثير من التوازن وإنها خطوة لابد أن يعقبها خطوات أخرى لحل الأزمة بشكل جذري .
قالت ايمان المهدي، عضو المكتب السياسي لحركة تمرد، إن القضية الفلسطينية ليست مختزلة في حركة وان هدف مصر هو مساندة الشعب الفلسطيني وحماية الاراضي الفلسطينية المقدسة وما يحدث الان هو مخطط امريكي تم فيه استخدام حماس وإسرائيل لتوريط الجيش المصري في حرب غير محسوبة العواقب مع اسرائيل بدليل إطلاق حركة حماس لتحذيرات قبل إطلاقها صواريخ على إسرائيل وعدم إسفار هذه الصواريخ عن وقوع ضحايا ، واستهداف إسرائيل للفلسطينين المدنيين وليس قيادات حماس.
واشارت الى أن حماس وإسرائيل لم يعد امامهم خيار إلا الاستجابة للمبادرة بعد أن فشلوا في تنفيذ المخطط الأمريكي وإثارة البلبة .