رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حرب على النساء.. شح الموارد يخنق نازحات غزة

غزة
غزة

وضع مأسوي تعيشه النساء في قطاع غزة المحاصر منذ 7 أكتوبر وحتى الآن، فهن الأكثر تضررن بسبب اختلاف احتياجاتهن عن الرجال، في وقت تتعنت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي في إدخال المساعدات اللازمة.

وفي أغلب الأحيان حين تدخل المساعدات لا تكن بها المستلزمات النسائية اللازمة، أو تكون غير كافية لاستيعاب حجم المأساة التي تعيشها نساء غزة، وبالتالي لا تكفي النساء جميعهن لا سيما اللاتي في مراكز الإيواء والمخيمات.

حرب على النساء

تصف منظمة الأمم المتحدة، الحرب على قطاع غزة بأنها بمثابة حرب على النساء، إذ أن هناك 10 آلاف امرأة استشهدن، من بينهن نحو 6 آلاف من الأمهات اللواتي تركن وراءهن نحو 19 ألف طفلًا يتيمًا.

وأكثر من مليون امرأة وفتاة في القطاع لا يمكنهن الوصول إلى الغذاء أو المياه الصالحة للشرب، أو المراحيض، أو الحمامات، أو الفوط الصحية، مع تفشي الأمراض وسط ظروف معيشية غير إنسانية.

مؤسسة جذور: «النساء يعيشن أوضاع سيئة في غزة»

الدكتور أمية الخماش، مدير مؤسسة جذور المتخصصة في قضايا الصحة العامة للنساء في غزة، يؤكد أن أوضاع النساء في القطاع أصبحت صعبة للغاية بسبب نقص وشح الموارد التي يحتجونها طوال الوقت على رأسها الفوط الصحية.

يقول الخماش لـ«الدستور»: «تعاني النساء من نقص في توفير الفوط الصحية وأدوات النظافة الشخصية التي يتم استخدامها شهريًا، ما يسبب لهم التهابات جمة، في وقت لا تتوافر فيه أي عقاقير أو كريم يمكن استخدامه للعلاج».

تبلغ إمدادات المياه في غزة 7% فقط مقارنة بمستوياتها قبل 7 أكتوبر.

النساء أصبحن يستخدمن بدائلن غير أمنة وفق الخماش، الذي يوضح أن القطاع لم يعد متوفر به ملابس نظيفة للنساء، إلى جانب أزمة شح المياه والتي يحتجونها بشدة من أجل النظافة الشخصية الدورية.

يضيف:«البدائل التي تعتمد عليها النساء خطيرة، وعدم القدرة على الاستحمام في ذلك التوقيت ما يزيد من خطورة الأمر وتأثيره النفسي والجسدي على النساء، فلا بد من أن تشمل المساعدات مستلزمات نسائية خاصة».

إيمان: «الصيدليات لا يتوافر بها مستلزمات نسائية»

إيمان إسماعيل، فلسطينية، من مخيم النصيرات، تؤكد أن المخيمات وضعها أصعب على النساء، بسبب التكدس وعدم وجود حمامات متوفرة: «حين تأتي علينا الدورة الشهرية يكون الأمر صعب بسبب عدم توافر الفوط الصحية أو المياه اللازمة للاستحمام بشكل دوري».

توضح أنها بدأت تستخدم في بدائل لا تعرف هل آمنة أم لا، مثل القماش البالي أو ورق الجرائد أو ورق النباتات على حسب ما هو متوفر، إلا أنها أصيبت بحكة شديدة وإحمرار في الجلد نتيجة ذلك الاستخدام غير الآمن.

يتسق ذلك، مع تنديد خرجت به منظمة "أكشن آيد" قالت فيه أن الظروف المعيشية للعديد من النساء والفتيات في غزة صعبة للغاية، موضحة أنهن يعشن في مرافق مكتظة، وفي بعض الأماكن لا يوجد سوى "دش" واحد لـ700 شخص للاستحمام، ومرحاض واحد لـ150 شخصًا.

تضيف: «الصيدليات ليس بها فوط صحية، أغلبها خرج عن الخدمة والعدد المتبقي لا يوجد به مستلزمات صحية نسائية، لذلك الأغلب يعتمدن على البدائل غير الأمنة، والتي تكون في بعض الأحيان بدائل ملوثة وليست معقمة».

هناك 1.7 مليون شخص نازح، بينما تقدر هيئة الأمم المتحدة للمرأة وجود 1.1 مليون امرأة وفتاة بحاجة إلى الحصول على مياه كافية وصالحة لتلبية احتياجاتهن من المياه الصالحة للشرب والاحتياجات المنزلية.