رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«موت دليفري».. "الدستور" تفتح ملف سائقي تطبيقات النقل الذكي

موت دليفرى
موت دليفرى

«الموت الدليفري»..الدستور تفتح ملف سائقي تطبيقات النقل الذكي 

حبيبة ليست الأخيرة ..باحث حقوقي : لا بدّ أن يكون للشركات مقرات في القاهرة 

خبيرة نفسية: هناك ما يسمى فوبيا ركوب السيارات وهذه هي الروشتة الخاصة بكل من يتعرضن لمثل هذه المواقف 

خبير تكنولوجي: داش كاميرا هى الحل.. ولا بد من مشاركة خط سير الرحلة 

23 يومًا هى المدة التى عاشتها أسرة حبيبة الشماع، (24 عامًا) بين الحياة والموت والأمل في عودتها مرة أخرى للحياة وبين اليأس من تحقيق ذلك؛ نظرًا لما تعرضت له من أذى بعد إلقاء نفسها من عربة أوبر خشية الخطف المحقق بالنسبة لها وتصديقا منها أنها بذلك تحمي نفسها، فلم تتردد في إلقاء نفسها من العربة بعدما لاحظت أسلوب غير سوي منه واصطدمت بالحاجز الأسمنتي على طريق السويس، ولم يسعفها سائق الأوبر بل تركها مع قدرها ولاذ بالفرار.

13 مارس هو يوم وفاة حبيبة الشماع نظرًا لما تعرضت له من ارتجاج بالمخ وفقدان للوعي وآخر ما تفوهت به كان للرجل الذي انقذها «أوبر كان عايز يخطفني» وواجه سائق أوبر البلغ من العمر 34 عامًا حكم بالسجن المشدد 15 عامًا.

لم تنته القصة عند هذا الحد، فحبيبة كانت الشرارة الأولى التى فتحت الستار على غيرها من الحوادث المشابهه وأصبحت مثل هذه الحوادث في تكرارا بشكل مريب من تطبيقات مختلفة، مما يقع الفتيات في ورطة وخطر كبير، وكأنهن يطلبن الموت ديلفيري لحد باب البيت بأيديهن.

«رماها ملفوفة ببطانية في الصحرا» هكذا كانت كلمات شقيقة الضحية الجديدة لسائق أوبر وأطلق على القضية «فتاة التجمع» فتعرضت الضحية إلى محاولة لهتك العرض منه، تحت تهديد السلاح الأبيض ما أدى إلى تعرضها لجرح غائر في اليد وجروح متفرقة في الجسد وكدمات نتيجة محاولاته، وهى الآن في محاولات للتعافي من الحادثة والمتهم يواجه العقوبة المقررة له عقب اعترافه وتنحي المحامي الخاص به.

وفي واقعة هى الأحدث كشف وزارة الداخلية عن التحقيق في ملابسات حادثة تحرش من قائد سيارة تابعة لأحد تطبيقات النقل الذكى حال توصيلها بدائرة القسم، وتم  تحديد وضبط مرتكب الواقعة (مقيم بمحافظة الفيوم) والسيارة المستخدمة فى الواقعة، و تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضده.

طلب إحاطة من البرلمان 

وعن تفاصيل الواقعة هى فتاة طلبت السيارة من منطقة حدائق الأهرام وحاول السائق يضع يده على جسدها إلاّ أنها طلبت منه إنزالها وعندما رفض واكتفى بتهدئة السرعة، وهي على الفور قامت بالقفز من السيارة وقدمت فيه بلاغًا في قسم شرطة حدائق الأهرام يفيد بمحاولة التحرش بها.

«الدستور» تفتح هذا الملف بعد وقوع العديد من الحوادث للفتيات؛ للوقوف على حلول تضع المسؤولين عن هذه الشركات في موضع المحاسبه.

من جانبه تقدم د.أيمن محسب، عضو مجلس النواب بطلب إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير النقل والمواصلات بشأن سحب ترخيص شركة أوبر للنقل الخاص حال عدم التزامها بتوفير ضمانات الأمن والسلامة لعملائها علي مدار الرحلة، وطالب بمجموعة من وسائل الأمن الواجب توفرها في مثل هذه التطبيقات 

خدمة عملاء وتواصل سريع 

في السياق، قال عبد الرازق مصطفي، باحث وخبير حقوقي، إن هناك ما يسمى سياسة الحماية وهذه السياسة يكون واضح بها كافة البيانات والأفعال المجرمة بحيث تحمي الفتاة وتحمي السائق ايضا، فهي تحمي المنظومة بأكمالها من المفترض أن يتم تطبيقها، بالإضافة إلى أن هذه الشركات ليس لها مقر أساسي في مصر مما لا يضعها في المسألة القانونية.

أضاف عبد الرازق لـ «الدستور» أن هناك مشكلة في التعيين الخاص بالسائق من جانب الشركة فتجد دون عمل مقابلة معه يتم تعينه دون معرفة الشخص نفسه، فأصبح امتلاك السيارة والرخصة هى الوسيلة التي من خلالها تضمن وظيفة في مثل هذه الشركة فلا بد أن يكون هناك خدمة عملاء ليست افتراضية ولا عن طريق الايميل بل يكون هناك مكالمة وخدمة عملاء خاصين بالشركة نفسها.

فيما يتعلق بالقوانين فيما يخص عقوبة المتحرش تصل إلى 7 سنوات فهو يعاقب بشكل جنائي وليس جنحة طالما الأمر مستوفي والأدلة متواجدة، أما عقوبة هتك العرض فهي تتعد الـ15 سنة.

عقوبة التحرش في القانون 

المادة 306 مكررا ب بتشديد عقوبة  التحرش الجنسى  فى مكان العمل أو وسائل النقل  إلى السجن مدة لاتقل عن 7 سنوات ، حيث نصت على: إذا كان الجانى  من أصول المجنى عليها أو من المتولين تربيتها  أو ملاحظتها أو ممن لهم سلطة عليها أو كان خادما بالأجر عندها أو عند من تقدم ذكرهم وممن لـه سلطة وظيفية أو أسرية أو دراسية على المجني عليه أو مـارس عليـه أي ضغط تسمح لـه الظروف بممارسته عليه، أو إذا ارتكبت الجريمة في مكان العمل أو في إحـدى وسائل النقل

نصت المادة 268 من ذات القانون على أن (كل من هتك عرض إنسان بالقوة أو التهديد أو شرع في ذلك يعاقب بالسجن المشدد وإذا كان عمر من وقعت عليه الجريمة المذكورة لم يبلغ ثمانى عشرة سنة ميلادية كاملة أو كان مرتكبها كما نصت عليهم الفقرة الثانية من المادة 267 تكون العقوبة السجن المشدد مدة لا تقل عن سبع سنوات.. وإذا اجتمع هذان الظرفان معا يحكم بالسجن المؤبد)

القلق المزمن وفوبيا ركوب السيارات 

فيما عبرت د.ريهام عبد الرحمن، استشاري نفسي عن ما تتعرض له الفتيات ايذاء هذا الأمر فهو لا يقتصر فقط على الفتاة محل الموقف بل يمتد الأمر للفتيات اللاتي يمر عليهم هذه المواقف ويسمعون عنها بل يصل الأمر إلى وجود فوبيا من السيارات بشكل عام، الفتاة التى تتعرض لمضايقات والأمر يصل للتحرش بها تعاني من فوبيا النزول للشارع وركوب السيارات بل تجد نفسها أمام القلق المزمن.

أضافت ريهام الكوابيس والمخاوف طوال الوقت والتوقعات السلبية وغيرها من الاعراض التى تقف حائل دون ممارسة الفتاة حياتها بشكل طبيعي، لذا على الأسرة أن تكون داعم وساند لها أمام هذه المواقف بالإضافة إلى الهاء نفسها وتفريغ الشحنة السلبية والتواصل مع طبيب نفسي إذا لزم الأمر هذا أمر هام للغاية ولابد أن تكون الفتاة لديها الوعي الكافي بذلك.

فيما علق د.محمد سعيد، رئيس شعبة شبكات البرمجيات للجمعية المصرية  للمعلومات والاتصالات، كافة الأطراف لديها التزام واجب عليها وهذا ليس تبرير لما يحدث فما يحدث بالطبع أمر لا بد له من وقفه وعلى الفتاة أن تلتزم بمشاركة الموقع الخاص بها بالإضافة إلى قراءة التعليقات في التطبيق على السائق، وتفعيل خاصية الاستغاثة وتشغيل المايك، وعلى الشركة ضمان موثوقية المعلومات عن السائق حتى لا يتم التلاعب بأمان الفتيات.

واقترح  محمد سعيد خلال حديثه  لـ«الدستور» أن يكون هناك ما يسمي داش كاميرا وهي كاميرا لايف تشجل ما يحدث داخل السيارة، وعلى الفتاة وقتها وفي حالة تعطل هذه الكاميرا لا تركب مع السائق، وغير مسموح للسائق من جانب الشركة أن يتم وقف الكاميرا وإلا في هذه الحالة السيارة لا تعمل بهذا الاقتراح يتوفر جزء من الأمان كبير لمستخدم هذه التطبيقات.