رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى القدّيس يوحنّا الأوّل البابا الشهيد

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيس يوحنّا الأوّل، البابا الشهيد، الذي ولد في مقاطعة توسكانا في ايطاليا واختير أسقفا على روما (523-526). استشهد على يد الملك الأريوسي تيودوريك الذي كان يملك على ايطاليا وقاعدته في مدينة رافنا. أرسله الملك في بعثة الى القسطنطينية، ولما رجع منها ألقاه في السجن، حيث تركه يموت جوعًا (526).

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ ذلك الّذي نزل إلى الأرض (وحده يعلم كيف) في وقت رحيله، جمع مَن أحبّهم (كيف تمّ ذلك؟ وحده هو يعلم) وذهب بهم إلى الجبل... لكي يسمو بعقلهم وبنفسهم... "كالعُقابِ الَّذي يُثيرُ عُشَّه وعلى فِراخِه يُرَفرِف. يَبسُط جَناحَيه فيَأخُذُه وعلى ريشهِ يَحمِلُه" وقال لصغاره: حميتكم "في كنفي" من كلّ الشّرور. كما أحببتكم، أحبّوني. لن أنفصل عنكم: أنا معكم وليس مَن يقوم ضدكم".

بهذه الكلمات، سبّب الربّ لرسله ألمًا كبيرًا. ربّما بكوا وقالوا...: "أتتركنا وتنفصل عن الّذين أحبّوك؟... فهذا يقلقنا لأنّ رغبتا أن نكون معك. فنحن نبحث عن وجهك... ما من إلهٍ غيرك. لا تبتعد عن الّذين أحبّوك، أبقى بقربنا وقلّ لنا:’ لن أنفصل عنكم، أنا معكم وليس مَن يقوم ضدكم‘".

وعندما رأى الربّ شكوى أحبّائه، شجّعهم كما يشجّع الأب أولاده:... "لا تبكوا يا أصدقائي، لأنّه ليس الوقت وقت بكاء... إنّها ساعة الفرح. من أجل أن أذهب عند أبي، أتّخذ أجنحتي، وأستقرّ في خيمتي، لأنّه من جلد السماء نصبت لي خيمة... كما يقول إشعيا: "يَبسُطُ السَّمواتِ كالنَّسيج ويَمُدُّها كَخيمةٍ لِلسُّكْنى".

فافرحوا إذًا الآن وابتهجوا، وليشرق وجهكم، "أَنشِدوا للِرَّبِّ نشيدًا جَديدًا فإِنَّه صَنعً العَجائِب الخَلاص بِيَمينه بِذِراعِه القُدُّوسة"، لأنّ كل ما كان متوقّعًا قد تمّ. لأنّني أحبّكم، قد نزلت إلى هنا، وذهبت إلى كلّ الأمكنة من أجل خيركم ومن أجل أن تستقبلوني. ولأنّني أحبّكم أصعد إلى السماء، لكي أحضّر لكم المكان حيث سأكون معكم، لأنّ "في بَيتِ أَبي مَنازِلُ كثيرة ولَو لم تَكُنْ، أَتُراني قُلتُ لَكم إِنِّي ذاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُم مُقامًا؟"... سأحضّر لكم بيتًا هناك وسآخذكم وما من أحد يفصلني عنكم: أنا معكم وليس مَن يقوم ضدكم.