رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"هيا بنا يا رفاق".. ما هى طقوس مجدى يعقوب داخل غرفة العمليات؟

د.مجدي يعقوب
د.مجدي يعقوب

"لقد تعلمت أن الجراحة في حقيقتها حالة ذهنية.. تعلمت ألا أرفع صوتي أبدًا في أحد، وأن أطلب من زملائي ألا يتكلموا، ويشغلوا موسيقى كلاسيكية، وأنظر إلى زملائي وأقول هذه عملية بسيطة وآمنة. فهيا بنا يارفاق"؛ بهذه الكلمات كشف الدكتور مجدي يعقوب عن طقوسه داخل غرفة العمليات؛ وذلك في حديثه الذى أدلى به لكل من سيمون بيرسن وفيونا جورمان صحفيي التايمز؛ وصدرت في كتاب بعنوان "مذكرات مجدى يعقوب.. جراح خارج السرب"؛ ترجمته الدار المصرية اللبنانية للنشر للعربية بواسطة المترجم أحمد شافعي.

ما قاله السير مجدي يعقوب مغاير تمامًا لما تعلمه من الطبيب اللورد "بروك" الذى كان يقول لزملائه في غرفة العمليات "إن هذه جراحة صعبة وخطيرة"؛ مثيرًا قلق رفاقه، كما كان دائما يرفع صوته في حديثه مع زملائه، وعن "بروك" يقول "يعقوب": "اللورد بروك اعتاد على الصياح.. فكان يمكن سماع صوته من الطرقات أتذكره ذات مرة وهو يصيح في طبيب تخدير في غرفة العمليات.. أتذكره إذ يقول بصوت عال: إنك سوف تقتل مريضي".

مذكرات مجدي يعقوب: جراح خارج السرب

وتخرج يعقوب في كلية الطب بجامعة القاهرة، وغادر إلى بريطانيا 1962، ليعمل هناك عدة سنوات اكتسب خلالها شهرة عالمية، خاصة في تخصص زرع القلب؛ ليعود محملا بخبرة عريضة إلى بلاده وينشئ مؤسسة "مجدي يعقوب" لعلاج أمراض القلب.

ووقع اختيار مؤسسة مجدي يعقوب على الدار المصرية اللبنانية من بين عدة دور مصرية شهيرة لإصدار الكتاب باللغة العربية، لتبدأ الدار رحلتها في البحث عن مترجم، ويستقر اختيارها على المترجم المصري البارع أحمد شافعي الذي نقل إلى العربية أعمالًا شديدة الأهمية بلغة راقية.

يقول شافعي: “اعتبرت الكتاب فرصة سنحت أمامي لأقول شكرًا لمجدي يعقوب، وأظن أن مائة مليون مصري يريدون أن يوجهوا شكرًا مماثلًا.. هذا رجل كان بوسعه أن ينعم بتقاعد مريح في أي مكان في العالم، وكان بوسعه أن يكمل حياته المهنية محققًا ثروات يلهث وراءها غيره، لكنه قرر أن يكمل هذه المسيرة هنا، في مصر، وأن يهبنا سنين من عمره، ولذلك أنا ممتن لهذا الكتاب الذي جعلني أعيش مع مجدي يعقوب شهورًا من الجمال”.