رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"لا نُفرِّط فى أرضنا".. رسالة مصر للعالم فى 25 أبريل

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

"تحرير سيناء" نموذج محترف وفريد لانتصار سياسي وعسكري ودبلوماسي في آنٍ واحد، فتح طريق السلام بالقوة ورد للدولة المصرية سيادتها وهيبتها على كامل ترابها الوطني برحيل آخر جندي إسرائيلي مُحتل من عليها، لتعود تلك الأرض المقدسة إلى مصر التي خرجت من المعركة بجيش عظيم مصنف اليوم عالميًا قادر على حماية أمننا القومي وردع كل من تسول له نفسه الاقتراب من حبة رمل واحدة من بلادنا.

وأجمع دبلوماسيون في تصريحات صحفية، اليوم الخميس، على أن 25 أبريل حمل رسالة مصرية للعالم بأن شعب مصر لا يفرط في شبر واحد من وطنه بالحرب أو بالسلام، منوهين بالجهود المضنية التي بذلتها الخارجية المصرية بالتنسيق مع الجهات المعنية خلال تلك السنوات للإعداد لمعركة استرداد الأرض.

استكمال المعركة بالسلام

وفي هذا الإطار، أبرز السفير الدكتور صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن "عيد تحرير سيناء" هو ذكرى عزيزة على كل الشعب المصري، إذ تذكره بنصر حرب أكتوبر المجيدة التي خاضها الجيش المصري، ونجح في هزيمة العدو وأجبر إسرائيل على الجلوس للتفاوض، حتى استكملنا المعركة بالسلام وحررنا أرض سيناء.

وشدد على أن عيد تحرير سيناء مناسبة لنذكر الأجيال الحالية والقادمة بعظمة جيشنا وعزيمة آبائهم وأجدادهم الذين قدموا التضحيات ودفعوا حياتهم فداء لتراب الوطن ولكي نحيا اليوم كرامًا أعزاء في وطن حر ذى سيادة.

وتابع أنه بجانب دور القوات المسلحة فقد كان للدبلوماسية المصرية دور محوري ومُقدر، لا سيما فيما يتعلق بالتفاوض والتوصل لاتفاق السلام، حيث ساهمت في إدارة المباحثات بكفاءة حتى امتثل الإسرائيليون إلى تنفيذ المعاهدة وخرج آخر جندي محتل من أراضينا.

وأوضح السفير صلاح حليمة أن الانتصار الدبلوماسي الذي يضاف إلى الانتصار العسكري أعاد لمصر هيبتها وسيادتها على أراضيها، وجعل دول العالم تقدر وتحترم كفاح شعب وثق في قيادته وجيشه ودولته حتى عادت إليه كل حبة رمل من أرض وطنه.

الدبلوماسية المصرية

ويقول السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الدبلوماسية المصرية لعبت دورًا مهمًا، بدءًا من الإعداد للحرب وخطة الخداع الاستراتيجي وحتى مراحل ما بعد الحرب وصولًا لمعاهدة السلام.

وأضاف أن 25 أبريل كان امتحانا قويًا لطول النفس المصري وقدرته على ضبط النفس والتحرك المدروس دون تهور حتى يعيد كامل أراضيه إلى تراب الوطن، مستشهدًا: "زرت سيناء في تلك الفترة، وكنت شاهدًا على الأحداث، إذ كانت هناك مماطلة من قبل إسرائيل لعدم تنفيذ معاهدة السلام والانسحاب من الأراضي، إلا أن القيادة السياسية آنذاك ومعها دبلوماسيتها حبست أنفاسها ونجحت في إدارة تلك المعركة باحترافية بفضل الإصرار والعزيمة وكذلك الخبرة والحكمة، حتى خرج الإسرائيليون من العريش وتبقت مدينة طابا تحت الاحتلال نتيحه تلاعب إسرائيل بعلامات الحدود إلى أن عادت فيما بعد بالتحكيم الدولي".

وأثنى الدبلوماسي المخضرم على قدرة الدولة المصرية بمؤسساتها المعنية على التفاوض باحترافية حتى حررت بالنهاية سيناء دون التنازل عن شبر واحد من تلك الأرض العزيزة على كل شعب مصر، مشددًا على أن المصريين لا يفرطون في شبر واحد من أرضهم مستقوين بجيشهم الوطني العظيم الذي يضم خير أجناد الأرض.

ونوه بأن الدولة المصرية وبعد أن اقتلعت جذور الإرهاب خلال سنوات ما بعد ثورة يونيو تولي اليوم أرض الفيروز أهمية وأولوية غير مسبوقة، إذ أطلقت معركة بناء، لا سيما في ضوء حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي على تخطي كافة التحديات وإقامة المشروعات القومية العملاقة التي تصب في مسيرة التنمية المستدامة الجارية بالبلاد، وكذلك لخدمة أهل سيناء ومنحهم حياة كريمة ومستقبلًا مشرقًا.

استعادة تراب الوطن

من جهته، أكد السفير على الحفني، نائب وزير الخارجية السابق، أن عيد تحرير سيناء جاء خاتمة لجهد كبير بذلته كافة مؤسسات الدولة في سبيل تحقيق استعادة كامل تراب الوطن، إذ مثل نتاجًا لحرب أكتوبر ولمسيرة السلام والدبلوماسية التي تجعل كل مصري يفتخر بهذا الإنجاز طالما يحيا.

وأشار إلى أن مصر دولة كبيرة ذات ثقل في المنطقة وتحظى بمكانة متميزة وسط بلاد العالم، ومن ثمَّ فلم يكن من المقبول استمرار احتلال سيناء ذات الموقع العالمي الفريد، كما أن شعبنا المناضل الذي أخرج كل المستعمرين من أرضه لم يكن ليقبل باستمرار اغتصاب تلك البقعة المقدسة التي كرمها الله بالتجلي لها، ما جعلها أغلى أرض في الوجود.

وسلَّط الضوء على الدور البارز الذي اضطلعت به الدبلوماسية المصرية إزاء التعامل في هذا الشأن، سواء فيما يتعلق بمعاهدة السلام وتحرير سيناء أو في قضية استرداد طابا، حيث بذلت جهدًا كبيرًا ومساعي حثيثة في المحافل الدولية، وبصفة خاصة في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، حتى تحققت كامل أهدافنا باسترداد أرضنا.

ودعا نائب وزير الخارجية السابق، شباب مصر إلى الالتفاف والاصطفاف حول قيادته الوطنية، لا سيما في هذا التوقيت الحرج الذي تشهد فيه كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة توترات وصراعات تهدد السلم والأمن الإقليميين، مشددًا على أهمية رفع الوعي لدى الأجيال الجديدة إزاء المخاطر التي تواجهها البلاد وإعطائهم النصائح والدروس المستفادة من معركة سيناء وحثهم على المحافظة على استقرار وطنهم ومكتسبات المشروعات التنموية الكبرى التي يتم تنفيذها بمختلف أرجاء مصر.