رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة مريم المصرية.. رحلة من الخطيئة إلى القداسة

مريم المصرية السائحة
مريم المصرية السائحة

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بذكرى نياحة مريم المصرية السائحة، وقال السنكسار الكنسي عنها إنها ولدت بمدينة الإسكندرية نحو سنة 61 ش (345م ) من أبوين مسيحيين، ولما بلغت اثنتي عشرة سنة خدعها عدو البشر، فجعلها له فخا وشركا فاصطاد بها نفوسا كثيرة لا تحصي ومكثت علي هذه الحال الآثمة سبعة عشر عاما حتى أدركتها محبة الله فرأت قوما ذاهبين إلى بيت المقدس فسافرت معهم وإذ لم يكن معها أجرة سفرها، أسلمت ذاتها لأصحاب السفينة حتى وصلت إلى بيت المقدس وهناك أيضا كانت تأتي هذا الآثم ولما أرادت الدخول من باب كنيسة القيامة شعرت بقوة خفية جذبها من الخلف، وكانت كلما أرادت الدخول تشعر بمن يمنعها وللحال تحققت أن ذلك لسبب نجاستها، فرفعت عينيها وهي منكسرة القلب وبكت مستشفعة بالسيدة العذراء وسألتها بدموع حارة أن تتشفع فيها لدي ابنها الحبيب ثم تشجعت وأرادت الدخول مع الداخلين فلم تجد ممانعة فدخلت مع الساجدين وصلت إلى الله طالبة أن يرشدها إلى ما يرضيه.

ثم وقفت أمام أيقونة العذراء البتول الزكية وتوسلت إليها بحرارة أن ترشدها إلى حيث خلاص نفسها، فأتاها صوت من ناحية الأيقونة يقول: إذا عبرت الأردن تجدين راحة وطمأنينة " فنهضت مسرعة وخرجت من ساحة القيامة، وفي الطريق قابلها إنسان، وأعطاها ثلاثة دراهم من الفضة ابتاعت بها ثلاثة أرغفة من الخبز ثم عبرت نهر الأردن إلى البرية ومكثت بها سبعا وأربعين سنة منها سبع عشرة سنة وهي تقاتل العدو ضد الآثم الذي تابت عنه حتى تغلبت بنعمة الله وكانت تقتات طول هذه المدة بالحشائش.

وفي السنة الخامسة والأربعين لساحتها خرج القديس زوسيما القس إلى البرية حسب عادة الرهبان هناك في مدة صوم الأربعين المقدسة للاختلاء والتنسك، وبينما هو يسير في البيداء رأي هذه القديسة عن بعد فظنها خيالا وصلي إلى الله أن يكشف له أمر هذا الخيال، فألهم أنه إنسان، فأراد اللحاق به فكان يهرب أمامه ولما رأت أنه لم يكف عن تعقبها نادته من وراء أكمة قائلة: يا زوسيما، ان شئت أن تخاطبني فارم شيئا أستتر به لأني عارية، فتعجب إذ دعته باسمه، ورمي لها ما استترت به فجاءت إليه وبعد السلام والمطانيات سألته أن يصلي عليها لأنه كان كاهنا واستوضحها عن سيرتها، فقصت عليه جميع ما جري لها من أول عمرها إلى ذلك الوقت، ثم التمست منه أن يحضر معه في العام القادم القربان المقدس ليناولها منه.

كما تحيي الكنيسة ايضا ذكرى ظهور السيد المسيح لتوما الرسول وجاء ذلك بحسب ما ذكر السنكسار الكنسي في اليوم الثامن من القيامة المجيدة وذلك كما يقول الكتاب " وبعد ثمانية أيام كان تلاميذه أيضا داخلا وتوما معهم، فجاء يسوع والأبواب مغلقة، ووقف في الوسط وقال: سلام لكم، ثم قال لتوما هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا، أجاب توما وقال له: ربي والهي، قال له يسوع لأنك رأيتني يا توما آمنت طوبى للذين آمنوا ولم يروا "  فالقديس توما عندما وضع يده في جنب الرب كادت تحترق يده من نار اللاهوت، وعندما اعترف بألوهيته برئت من ألم الاحتراق.