رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأمم المتحدة تطلق النداء الأخير.. كيف يعيش النازحون مع المياه الملوثة وانتشار الأمراض؟

غزة
غزة

نزحت أنصار أبوالوفا، فلسطينية من منزلها في أول أيام عيد الفطر المبارك، نتيجة القصف الإسرائيلي على المدنيين والبيوت، وأصبحت تقطن في مخيم الشاطئ والذي تكدس منذ بداية الحرب عن بكرة أبيه نتيجة عمليات النزوح المتكررة.

كانت أكبر أزمة تواجهها هي نقص المياه الصالحة للشرب لا سيما أن أنصار لديها ثلاثة أطفال يحتاجون المياه بشكل مستمر. تقول: «المياه المتوفرة هي مياه البحر البعيدة، نجلبها ونقوم بغليها حتى يتبخر الملح وتصبح مياه عذبة، أو تناول المياه من الخزانات».

توضح أن تلك المياه ليست نظيفة والحل الثاني لا يوفر مياهًا نظيفة يمكن تناولها: «الأطفال حين يتناولون تلك المياه يصابون بألم في الأمعاء وإسهال»، وذلك ما حدث مع ابنها الأكبر: «ابني أصيب بإسهال نتيجة المياه الملوثة التي نشربها ونعد بها الطعام».

الأمم المتحدة تحذر من المياه الملوثة

ليست أنصار وحدها التي تعاني ولكن أهل القطاع بأكمله يعانون من نقص المياه وتلوثها. واتساقًا مع ذلك، أعلنت الأمم المتحدة عن تحذيرها الأخير من مخاوف انتشار الأمراض المنقولة عبر المياه الملوثة، بسبب صعوبة الحصول على المياه النظيفة وارتفاع درجات الحرارة.

وقال منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في غزة، «جيمي مكغولدريك»: «تزداد حرارة الجو بشدة في غزة ويحصل الناس على كمية قليلة من المياه، ونتيجة لذلك ظهرت أمراض بسبب نقص المياه الآمنة والنظيفة وتعطل أنظمة الصرف الصحي».

وأكد أن  استهلاك الماء الملوث وتردي منظومة الصرف الصحي يؤدي إلى أمراض عديدة مثل الكوليرا والإسهال والدوسنتاريا والالتهاب الكبدي الوبائي، وأمراض عديدة يعاني منها أهالي غزة في الوقت الحالي.

أطباء يحذرون من انتشار الأمراض المعدية في غزة

تحدثنا مع عدد من الأطباء في غزة عن انتشار الأمراض المعدية نتيجة تلوث المياه، يقول سليم عويس، مسئول الإعلام في الأمم المتحدة، إن قطاع غزة يعاني الآن من ارتفاع في درجات الحرارة وعدم وجود مياه نظيفة، ما أدى إلى انتشار الأمراض المعدية التي بلغت حتى ديسمبر الماضي إلى 360 ألف حالة أمراض معدية لا سيما في مراكز الإيواء.

ويوضح لـ«الدستور» أن هناك حالات لم تستطع المنظمة توثيقها لذلك فإن الأعداد الموجودة على أرض الواقع أكثر مما سجلته المنظمة: «أغلب الأمراض المعدية التي تم رصدها هي الإسهال بين الأطفال والجدري وهناك توقعات بزيادة تلك الأمراض نتيجة ارتفاع درجات الحرارة».

ذلك ما حدث مع نجل الزهير عمار، فلسطيني، يعيش في مخيم النصيرات، التقط ابنه عدوى معوية نتيجة شرب الماء الملوث في المخيم، يقول: «إمدادات المياه النظيفة في القطاع شحيحة للغاية، ولا تأتي بانتظام وفي نفس الوقت غير كافية للأعداد الهائلة من النازحين داخل المخيم».

يوضح أنه اعتمد خلال الفترة الأخيرة على طرق بدائية لتحلية مياه البحر إلا أن طعمها يظل مغايرًا لفترات طويلة وتحتوي على شوائب وأتربة: «في أحد الأيام ارتفعت درجة حرارة ابني وظل يعاني من الإسهال طوال اليوم وحين أجريت كشفًا عليه أخبروني أنه بسبب الماء الملوث وأن كثيرًا من أطفال المخيمات أصيبوا به».

 

مروان الهمص: “الإسهال أبرز الأمراض المنتشرة”

ينتشر في قطاع غزة 325 ألفًا و179 حالة مصابة بأمراض معدية حتى ديسمبر الماضي، وفق الدكتور مروان الهمص، مدير مستشفى أبويوسف النجار.

يؤكد في حديثه لـ«الدستور» أن هناك انتشارًا لحالات الإسهال المزمن مصحوبًا بالدم والتسمم الغذائي والصفراء بين الأطفال والدرس والجري وكلها أمراض إما معوية مرتبطة بتلوث الماء أو جلدية نتيجة قلة النظافة بسبب نقص الماء تحديدًا في مخيمات النزوح.

يذكر أنه منذ 7 أكتوبر وحتى مارس الماضي، نزح مليون و900 ألف من سكان قطاع غزة نزحوا من منازلهم نتيجة الحرب، وهناك 5 مراكز صحية فقط من أصل 22 مركزًا صحيًا تابعًا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).