رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رفح على أعتاب جريمة جديدة.. وفلسطينيون: "غزة كلها نازحين.. والاحتلال لم يعد يُرهبنا"

جريدة الدستور

على مدار 4 أشهر من اشتعال الحرب في غزة، خاضت الأسر الفلسطينية رحلة النزوح القاسية شمالًا وجنوبًا، بالتزامن مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على القطاع والذي تعرض للحصار والتجويع ومُنعت عنه المساعدات لزيادة معاناة المدنيين.

ظن الأهالي من أصحاب الأرض والبيوت أن رفح ستكون آخر وجهة لهم، إلا أن الأيام المقبلة ربما تحمل مزيدًا من الشتات لهم، خاصة مع التلميحات الإسرائيلية بإطلاق عملية برية بمدينة رفح التي بات يعيش فيها الآن، أكثر من نصف سكان القطاع بعدما نزحوا إليها هربًا من القصف والحصار الإسرائبلي في الشمال.

اجتياح بري محتمل لرفح  

وصدق جيش الاحتلال، على إطلاق عملية عسكرية في رفح، ما يهدد ما يقرب من مليون و400 ألف فلسطيني الذين لم يعد لهم مأوى آخر سوى تلك المنطقة، بعدما قصفت إسرائيل القطاع بأكمله.

وأثار تصديق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عملية عسكرية في مدينة رفح المكتظة بالنازحين، حالة من الغضب الدولي، الذي وصف العملية بكارثة إنسانية.

وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن النشاط العسكري الإسرائيلي جنوب غزة ينبئ بمزيد من التصعيد، كما أن زيادة العمليات العسكرية في القطاع ستكون له نتائج وخيمة، محذرًا من أي تصعيد إضافي.

والسؤال الذي يطرح.. ماذا سيفعل أهالي رفح حال تنفيذ الاحتلال للاجتياح البري؟.

 

سناء: «أرض غزة كلها أصبحت نازحين»

سناء عبدالهادي سيدة فلسطينية نزحت مع ما تبقى من أسرتها قرابة 5 مرات، فكلما رحلت من مكان لحقها القصف والتحذير الإسرائيلي: «حفظنا التحذير الإسرائيلي الذي يخرج كل فترة بالنزوح من مكاننا إلى جهة جديدة بدعوى أنها أمنة إلا أننا نتعرض للقصف.. الاحتلال لم يعد يُرهبنا».

وفي إحدى المرات نزحت سناء من دير البلح إلى مخيم النصيرات خوفًا من القصف الإسرائيلي وتنفيذًا للتحذير، إلا أنها حين استقرت في المخيم فوجئت بقصف المخبز واستشهد ابنها أثناء انتظار نصيب أسرته من الخبز.

تقول السيدة الفلسطينية: «لم نعد نهتم بقيام الاحتلال بعملية برية في رفح أو لا.. نحن نازحون الأرض كلها تسعنا وكل بيت في فلسطين أصبح لديه شهيد أو أكثر".

أمجد: «العملية البرية تعني مزيد من الشهداء»

وعير أمجد مسعود، فلسطيني عن حزنه العميق لما حدث في بلاده، مؤكدًا أن غزة دكت بأكملها من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي ولم يعد بها مكان أمن للعيش فيه، والمخيمات في كل مكان والانتقال من رفح إلى أي مكان آخر لن يمثل فارق للنازحين.

يقول: «نزحنا عدة مرات وفي كل مرة نعرف أننا سننزح مجددًا والعملية البرية لا تعني سوى سقوط مزيد من الشهداء والجرحى والمصابين في وقت خرجت فيه المستشفيات والصيدليات والمراكز الصحية عن الخدمة وذلك ما كانت تستهدفه إسرائيل منذ البداية بسبب الحصار المشدد على القطاع».

وفق للأنروا خلال تقرير أخير لها فإن ما يصل إلى 1.9 مليون شخص نزحوا في أنحاء قطاع غزة منذ بداية الحرب في ٧ أكتوبر الماضي، بينما تقول الأمم المتحدة إن رفح تستضيف أكثر من 1.3 مليون نازح، يمثلون نحو نصف سكان قطاع غزة، بينما ترفع تقديرات أخرى ذلك العدد إلى 1.5 مليون شخص.