رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يسري عبد الله: استعادة وتكريس التأثير الحيوي للثقافة المصرية فى محيطها الإقليمى والدولي

د. يسرى عبد الله
د. يسرى عبد الله

هنأ الدكتور يسرى عبد الله، أستاذ الأدب والنقد بجامعة حلوان،  الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونتمنى له كل التوفيق في الولاية الجديدة، التي تأتي تعزيزا لقيم الدولة الوطنية، وتفعيلا لسياسة الإنجاز، وتطلعات الجمهورية الجديدة صوب المستقبل. وربما يصبح سؤال الثقافة سؤالا محوريا فى صياغة أفق جديد للدولة المصرية تستنهض فيه قدراتها الشاملة، وتخلق فيه الثقافة حالة مجتمعية تتجاوز عبرها الأسوار الضيقة، والقاعات المغلقة.

وأضاف فى تصريحات لـ"الدستور"، إن قدرة الثقافة على خلق خطاب فكرى وجمالى متماسك، ومتعدد فى الآن نفسه، وداعم للغايات الفلسفية الكبرى (الحق والخير والجمال)، وملهم للأجيال الجديدة، ومعزز لقيمة الانتماء، ومحفز على تطوير الذات، ووصلها بالطاقات الإيجابية، وترسيخ الثقة داخلها، مكونات أساسية لا غنى عنها هنا. وفي هذه اللحظة الفارقة التي ننشد فيها تغييرا ثقافيا فاعلا، يراد من خلاله استعادة وتكريس التأثير الحيوي للثقافة المصرية فى محيطها الإقليمى والدولى. 

وتابع قائلاً: "ولكى تبلور الثقافة الخطاب العام للجمهورية الجديدة، يجب أن تعتمد على إطلاق طاقات الخيال الإبداعى، بحيث تصبح كل الفنون، وتنويعات الأدب، والفكر، أدوات فاعلة فى صياغة الوجدان المصرى، والشخصية المصرية عبر آليات التكامل المعرفى والإبداعى الذى يجعل من صناعة الجمال غاية، وبما يعزز داخل المصريين من قيم التسامح والتعدد، وما يستتبعه ذلك من الاحتفاء بقيم التنوع الثقافى، وإدراك الخصوصية الجمالية المصرية، من دون انغلاق على مكوناتها الحضارية، بل رحابة واتساع فى التفاعل مع العالم المحيط.

وأوضح، أنه يجب أن تكون وزارة الثقافة ومؤسساتنا الفكرية والإبداعية على قدم وساق مع المسئولية التي تفرضها اللحظة الراهنة والتحديات التي نواجهها، وان تخوض المؤسسة الثقافية معركة الأمة المصرية ضد عصابات التطرف والإرهاب، والمشاركة الفعالة في توكيد قيم الهوية الوطنية، وبناء الشخصية المصرية ابنة الآن وهنا. ويستلزم هذا كله تعزيز قيم العقل النقدى، القائم على المراجعة المستمرة، والمتكئ على الاحتفاء بالتفكير والتأمل، والمتصل على الدوام بنظرية المعرفة وتحولاتها.

واستطرد:"امتلاك الاستراتيجيات الثقافية المعتمدة على آليات إجرائية تستدعى قيم الخيال الإبداعى والتفكير النقدى، وتنطلق من الخصوصية الحضارية، والمكونات المحلية، إلى مدى أبعد يحوى داخله التماس الفاعل مع المحيط العربى والعالمى، واعتماد سياسة المبادرات الثقافية الخلاقة، والتخلي عن البيروقراطية الثقافية،  واعتماد سياسة المبادرات، التي رأيناها في قطاعات متعددة، وإدراك العلاقة الجدلية بين السياسى والثقافى، والاهتمام بالفعل الثقافى بوصفه فعلا جماهيريا وليس انعزاليا، قد تنتجه النخبة لكى يصل إلى الجماهير، وهذه جميعها طرائق أصيلة فى مسار حتمى يمكن من خلاله  تحقيق التأثير الثقافى، وجعله قيمة مضافة إلى متن الدولة الوطنية، وجزءا أصيلا من تطلعات الجمهورية الجديدة فى الاستفادة من كل القدرات الشاملة التى تحويها الأمة المصرية في لحظتها الراهنة"‪.