رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المشروع الأمريكى أمام مجلس الأمن لوقف إطلاق النار.. مؤامرة أم خطوة للحل؟

غزة
غزة

تأجل تصويت كان مقررًا اليوم السبت، في مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار جديد يطالب بوقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة، حتى يوم الإثنين، في محاولة لتجنب فشل آخر بعد استخدام روسيا والصين الجمعة حقهما في النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار أمريكي.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور صلاح عبدالعاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، أن طرح الولايات المتحدة الأمريكية مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق في غزة، يعد تطورًا لافتًا في المشروع الأمريكي.

وأضاف عبدالعاطي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذا الموقف الأمريكي يأتي في إطار فرض المزيد من الضغوط وبالذات على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للاستجابة إلى اتفاق ووقف إطلاق النار دائم وخاصة في ظل ممانعته، وإدراك الولايات المتحدة الأمريكية والعالم أن نتنياهو يسعى للمضي في الحرب باعتبارها هدفًا لبقائه في الحكم هو وائتلاف اليمين الحاكم.

وتابع عبدالعاطي "وبالتالي نحن وإن كانت لنا تحفظات على مشروع وقف إطلاق النار لأنه يساوي ما بين الضحية والجلاد، إلا أننا نرحب بأي خطوات تدفع باتجاه وقف العدوان وضمان تدفق المساعدات الإنسانية وضمان أيضًا تشكيل حماية للفلسطينيين وإن كنا نعتقد أن المشروع الأوروبي المقدم لمجلس الأمن والذي يدرس فيه هو أكثر أفضلية للشعب الفلسطيني.

وأوضح عبدالعاطي أن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت حق النقض الفيتو إزاء ثلاثة مشاريع قرارات سابقة عطلت بموجبها موضوع وقف إطلاق النار، متابعًا "ولكن التطور اللافت هي أن الولايات المتحدة باتت الآن مقتنعة بأن وقف إطلاق النار بشكل دائم وضرورة حماية المدنيين في ظل الكارثة والمجاعة التي يعاني منها المدنيون". 

وأكد عبدالعاطي أن هذا يتطلب البناء عليه والضغط باتجاه صياغة مشروع قرار أو تعديل في مشروع القرار بما يلزم أيضًا صيغة الحل السياسي للقضية الفلسطينية والذي يقوم على مقاربة الشريعة الدولية بالالتزام بمسار يفضي إلى دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو 1967، مشيرًا إلى أن هذا ربما أن يتطرق إليه المشروع الأوروبي.

أبوغزالة: الموقف الأمريكي كشريك أساسي في الحرب في حيرة من الأمر

وحول جولة وزير الخارجية الأمريكي الأخيرة للمنطقة، قال محمود أبوغزالة المؤرخ المقدسي، لا شك أن جولة أنتوني بلينكن للشرق الأوسط، والتقاءه المسئولين والقادة خلال جولته قبل  توجهه إلى إسرائيل أمس، لها دلالات وأبعاد جوهرية.

وأضاف أبوغزالة في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن حرب غزة في شهرها السادس خلفت دمارًا هائلًا في كافة مناحي الحياة في قطاع غزة، وارتفاع عدد الشهداء إلى 32 ألف شهيد وحوالي 76 ألف جريح دون أن تحقق إسرائيل الأهداف الثلاثة التي أعلنت عنها منذ الشهر الأول للحرب، وهو القضاء على حركة حماس عسكريًا وسياسيًا وتحرير المحتجزين ولن تكون غزة مستقبلًا. 

وأوضح أبوغزالة أن المواقف الدولية الحالية أمام الإبادة والمجاعة واستهداف المساعدات حتى من أقرب الدول التي كانت تدعم وتؤيد إسرائيل بداية الحرب مثل بريطانيا وفرنسا وكندا، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي يريد وقفًا لإطلاق النار الدائم والمستدام.

وتابع أبوغزالة "لا يخفى على أحد أن هناك محتجزين أمريكيين لدى حماس"، موضحًا أن هناك مدنًا أمريكية عدة تطالب بإنهاء الحرب والإفراج عن الرهائن، وهذه المقدمات تؤثر سلبًا على مكانة الولايات المتحدة دوليًا، كما ستؤثر على موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن الانتخابي.

وأكد أبوغزالة أن الموقف الأمريكي كشريك أساسي في الحرب في حيرة من الأمر، وهو موقف ضبابي متذبذب بين مصالح أمريكا وأمن إسرائيل وبين المواقف الدولية ومصالحها ووجودها في المنطقة.