رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى العاشر من رمضان.. ما هي النقطة الحصينة المتسببة في تدمير مدينة السويس؟

جريدة الدستور

تحتفل مصر اليوم بذكرى انتصارات العاشر من رمضان؛ لإحياء تاريخ الشهداء الذين ضحَّوا بأنفسهم وأرواحهم لحماية تراب مصر وشعبها، ويوافق هذا اليوم السادس من شهر أكتوبر عام 1973، لنثبت للعالم أن الجيش المصري قادر على مواجهة العدو بشراسة وحماية أرضه من العدو.

ذكرى العاشر من رمضان

ومن خلال معركة مصيرية استطاع الجيش المصري تحقيق انتصارًا كبيرًا في حرب أكتوبر أمام قوات الاحتلال الإسرائيلي للحفاظ على أرض مصر وترابها، واستعادة حق شهدائها.

وبعد انتصار حرب أكتوبر، قام الجيش المصري بعمل مزار سياحي مفتوح في منطقة عيون موسى عند المنطقة العسكرية التي كانت تسمى النقطة الحصينة وهي من أهم المناطق التي تحصت عليها مصر بعد تلك الحرب المدوية.

ما هي النقطة الحصينة؟

 النقطة الحصينة هي مكان اتخذته قوات الاحتلال الإسرائيلية لتشن منه هجوم ضاري بالمدافع على رؤوس أهالي مدينة السويس الباسلة وبورتوفيق، ومنطقة جبل عتاقة ومنطقة عتاقة وميناء الأدبية وشط الطور.

وكانت تقوم بشن هجمات عليهم بلا أي رحمة  تجعل جميع الناس يهرعون فى خوف وفزع لمدة أربع سنوات كاملة انهارت خلالها المنازل وهجر أهل المدينة الباسلة إلى القاهرة والإسكندرية.

وعلى الرغم من تماسك الجيش المصري وقتها إلا أنه لم يعرف من أين تأتي كل تلك المدافع التي تضرب مدينة السويس ولكن عن طريق الصدفة فقط تم الكشف عن أهم نقطة حصينة لقوات الاحتلال الإسرائيلي في سيناء، بتعاون أحد رجال البدو مع المخابرات المصرية.

وأبلغ الرجل البدوي المخابرات المصرية أن هناك نقطة تمركز لقوات الاحتلال الإسرائيلي تبعد حوالي 17 كيلومتر فقط عن مدينة السويس، وتوجد على مقربة من آبار عيون موسى.

وقام بوصفها أنها تعتبر قلعة للمدافع الإسرائيلية الموجهة نحو مدينة السويس وتوجد داخل دشم خرسانية، تم بناؤها تحت الأرض من الحجارة وقضبان السكك الحديد التى كانت تربط مصر بفلسطين عن طريق سيناء.

لتقوم القوات الإسرائيلية بوضع مدافعها في داخلها فى مأمن ويقومون بإخراجها  بطريقة ميكانيكية لتطلق قذائفها البعيدة لنحو 30 كيلومتر، تصيب أهدافها بدقة داخل سيناء وخارجها وفى داخل مدن القناة حتى وصلت إلى منطقة بور توفيق والغريب، ثم تعود أدراجها مرة أخرى إلى داخل التبة الخرسانية.

وقامت القوات الإسرائيلية بتأمين تلك النقطة على أعلى مستوى، من خلال مدافع مضادة للطائرات، وتحصينات شديدة، وألغام أرضية مضادة للدبابات وأفراد يحيطون بالموقع، ما دفع بعض الجنود المصريين لإلقاء أنفسهم على تلك الألغام لكى تعبر القوات تجاه النقطة التى استسلمت من المفاجآة التي قام بها الجيش المصري.

 

مزار عسكري سياحي مفتوح

وبعد مرور كل تلك الأعوام على تلك الحرب الضارية، قام الرئيس الراحل أنور السادات بالأمر بجعل هذا المكان مزار عسكري سياحي حتى يأتيه الناس من كل حد وصوب ليتعرفوا إلى بطولات سطرها الجيش المصري وسطرها أهالي مدن السويس الباسلة التي فدى الكثير من أهلها مصر بدمائهم .

وما زال الموقع كما هو كما تركته قوات الاحتلال الإسرائيلي ويقوم باستقبال الزوار عسكري مصرى كمرشد داخل ذلك المكان ويروى للزائرين تاريخ تلك النقطة الحصينة.

محتويات المتحف المفتوح

هناك غرفة قائد العسكري وبداخلها علم كبير لإسرائيل والنشيد الوطنى الإسرائيلي مكتوب، وأوراق من التوراة وبعض الأسلحة الخفيفة، وساعة القائد الشخصية، وبطاقته العسكرية، إلى جانب خريطة لسيناء بالكامل التي أخذت بالقمر الصناعى الأمريكى وأهدتها الولايات المتحدة لإسرائيل، وكانت تستخدم فى قصف مدن القناة.

وهناك ٦ دشم عسكرية من الحصى، ممزوجة بقضبان السكك الحديدية التى خلعها جنود العدو من خط قطار قطاع الحجاج الذي كان يتنقل بين القاهرة وفلسطين عن طريق سيناء.

وصممت تلك الدشم لكى تتحمل قنبلة وزنها 1000 رطل، نظراً لتشكيلها من حوائط سميكة مغطاة بقضبان سكة حديد وفوقها سلاسل من الصخور والحجارة، وضع الإسرائيليون فى كل دشمة مدفع هودزر، يخرج بشكل هيدروليكى يقوم بإطلاق القذائف على مدينة السويس، ثم يرجع من فرط قوة القذيفة ويغلق عليه على الفور باب يخفيه، وهو ما صعب مهمة اكتشاف مكان تلك النقطة الحصينة.

وكان يتميز المدفع بمدى إصابة من 23 إلى 27 كيلو، فى الوقت الذى تبعد الدشمة فيه عن مدينة السويس 17 كيلو، ما يضع المدينة بأكملها تحت دانات المدفع، وكانت الدانة تستطيع تدمير أكثر من 50 متراً مربعاً لأنها شديدة الانفجار، وملحق بالدشمة 12 فتحة تهوية، حيث كان ينفث المدفع دخانه بالكامل داخل الدشمة بعد ارتداده للداخل عقب الإطلاق، وحتى يخرج الدخان من الدشمة على مراحل فلا يظهر للطائرات لتكشفه مكان الإطلاق.

والمكان مدهون بالكامل بالفولاذ والكروم، وهو ما يحميها من الصدأ والتآكل وعوامل التعرية، كما أن تلك المواد تعكس درجة حرارة الجو خارج الدشمة، فحين تكون درجة الحرارة مرتفعة فى الخارج، تكون الدشمة فى أقصى درجات البرودة، وكانت الدشمة تحتوى علي بعض الأجهزة المتطورة وقتها، بجانب غرف للعساكر والضباط ومجموعة من طلقات برايمر، المحرمة دولياً، حيث تفتت تلك الطلقات الصفات الوراثية داخل الإنسان وتجعله شخصاً مجهول الهوية.

 

 

كيف تم اكتشاف النقطه الحصينة؟

كان البدو يتابعون نقل الحصى وقضبان السكك الحديدية للمنطقة، ولكن بدون علم على ما يبنيه قوات الاحتلال الإسرائيلي وبالصدفة شاهد أحد المشايخ الذى كان يتعاون مع المخابرات المصرية فى نقل أخبار وتحركات الجيش الإسرائيلى، مدفع اسمه أبوجاموس وهو يخرج لإطلاق قذائفه فأخبر المخابرات المصرية فوراً.

ساعد البدو المخابرات المصرية في التواجد فى وسط القبيلة لأسابيع قليلة حتى يقوموا لجمع المعلومات و كان الضابط المعروف باسم أحمد الشيندي يرتدى ملابس البدو، ويأكل من قمامة معسكرات العدو، حتى لا تشك قوات الاحتلال الإسرائيلي فيه، وظنوا أنه من فقراء البدو الذين اعتادوا الأكل من قمامة المعسكرات وجمع ما كان يتبقى من طعامهم، وظل الشاب المصرى يتابع تلك النقطة ويجمع كل المعلومات ثم عاد بها إلى القاهرة.

وبعد عبور القوات المصرية قناة السويس، فى اليوم الثالث صدرت الأوامر لمجموعة الاقتحام، التى تشكلت من إحدى فرق الوحدات الميكانيكية، بالسيطرة على النقطة الحصينة فى 9 أكتوبر، وكان برفقتها بدوى من قبيلتهم يدعى عليان أبوعودة، وحينما وصلوا لموقع عيون موسى لم تتوقف طلقات الضرب على القوات ولم تستطع القوات التحرك والتقدم حتى لا تتكبد الكثير من الخسائر ولكن عليان هو من وجه القائد العسكرى لضرورة مهاجمة النقطة من الخلف حتى يكون هناك عنصر المفاجأة، ودلّه على الطريق الخلفى عبر ممر رملى غير مرئى للعدو، ونجحت تلك المعركة بعدما استسلمت القوات الإسرائيلية من الخوف من الجنود المصريين الذين ألقوا بأنفسهم على الألغام لتأمين طريق عبور القوات.

95_big
95_big
90_big
90_big
1200px-مزار_عيون_موسى_السياحي_(22) (1)
1200px-مزار_عيون_موسى_السياحي_(22) (1)
1200px-مزار_عيون_موسى_السياحي_(22)
1200px-مزار_عيون_موسى_السياحي_(22)
1200px-مزار_عيون_موسى_السياحي_(14)
1200px-مزار_عيون_موسى_السياحي_(14)
مزار_عيون_موسى_السياحي_(10) (2)
مزار_عيون_موسى_السياحي_(10) (2)
images (18)
images (18)
مزار_عيون_موسى_السياحي_(10) (1)
مزار_عيون_موسى_السياحي_(10) (1)
images (17)
images (17)
images (16)
images (16)
images (15)
images (15)
800px-M-1950-beyt-hatotchan-2
800px-M-1950-beyt-hatotchan-2
images (14)
images (14)
images (13)
images (13)
images (12)
images (12)
2023-638322273549577708-957
2023-638322273549577708-957
images (11)
images (11)
images (10)
images (10)
images (9)
images (9)
images (8)
images (8)
images (7)
images (7)
images (6)
images (6)
images (5)
images (5)
images (4)
images (4)
images (3)
images (3)
images (2)
images (2)
images (1)
images (1)
images
images