رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إبراهيم نجم: علي جمعة يسعى لتطبيق الدين بطريقة تناسب الزمان والمكان

د. إبراهيم نجم
د. إبراهيم نجم

أشادالدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، بتميز  الشيخ على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، بالاعتدال والتوازن فى آرائه وفتاواه، وبحرصه على توجيه الناس نحو الوسطية والاعتدال فى الدين والحياة، واصفًا إياه بأنه من العلماء المتميزين الذين نشروا العلم والمعرفة، فى مجالات الفقه والتفسير والعقيدة، وله دور كبير فى تثقيف الناس وتوجيههم نحو الدين الصحيح.

وقال «نجم» إن الشيخ على جمعة يتمتع بروح بحثية قوية، ويعمل على دراسة القضايا والمسائل الدينية بعمق، ويسعى دائمًا للوصول إلى رؤى فقهية مبتكرة ومناسبة للعصر، ويحث على استيعاب التحديات الحديثة، وتطبيق الدين بطريقة تتناسب مع الزمان والمكان، ما جعل له دورًا بارزًا فى دعم الإصلاح والتجديد بالفكر الإسلامى.

وأضاف مستشار المفتى، متحدثًا عن المدرسة العلمية لـ«جمعة»: «يعتمد فى إصدار الفتاوى على المنهج الاستدلالى الشرعى، من خلال الاستناد إلى القرآن الكريم والسُنة النبوية والأدلة الفقهية المتعارف عليها فى الفقه الإسلامى، ويسعى دائمًا إلى تحقيق الوسطية والاعتدال فى فتاواه ودعوته ودروسه، عبر التركيز على مفاهيم العدل والمساواة والرحمة التى تمثل ركائز الإسلام، مع جعل هذه الفتاوى عملية وقابلة للتطبيق فى حياة الناس اليومية، ما يسهم فى تبسيط الدين وتوجيه الناس نحو الطريق الصحيح».

ونبه إلى الدور البارز للشيخ على جمعة فى التواصل مع الجماهير، سواء من خلال خطبة الجمعة أو وسائل الإعلام، التى يسعى من خلالها إلى تبسيط الدين، وتوجيه الناس بطريقة مباشرة لفهم المبادئ الحقيقية للدين الإسلامى.

وواصل: «لديه منهج يتميز بالاعتدال والوسطية فى الفتاوى والمواقف الدينية التى يتبناها، ويسعى دائمًا إلى الحفاظ على توازن بين النصوص الشرعية وحاجات الزمان والمكان، ما يجعله مرجعًا مهمًا للمسلمين الذين يبحثون عن إرشاد دينى متوازن».

وأكمل: «منهجية الشيخ على جمعة تأتى فى تقديم الفتاوى والمواقف الدينية بشكل يتناسب مع التطورات الحديثة وحاجات الناس فى العصر الحالى، وهو يسعى دائمًا إلى إيصال الدين الإسلامى بطريقة تتفاعل مع التحديات والتغيرات فى المجتمع، ما يجعله مرجعًا مهمًا للمسلمين الذين يبحثون عن توجيه فى القضايا الدينية المعاصرة».

وشدد على أن المفتى الأسبق يحظى بتأثير كبير على الشأن الدينى والفكرى فى مصر والعالم الإسلامى، ويُعتبر مرجعًا دينيًا للكثير من المسلمين، ويتمتع بشعبية واسعة، ويحظى بثقة الجماهير، بسبب منهجه الاعتدالى والوسطى، وقدرته على التفاعل مع القضايا الراهنة، وتقديم التوجيهات الدينية الملائمة.

وقال الدكتور إبراهيم نجم إن المنهج المؤسسى الذى أرساه «جمعة»، خلال توليه منصب مفتى مصر بين عامى ٢٠٠٣ و٢٠١٣، مثل نقطة تحول مهمة فى النظرة إلى الفتوى والعمل الدينى فى مصر، فقد أولى اهتمامًا كبيرًا بتطوير العمل الفقهى والدعوى، معتمدًا على نهج يجمع بين التقاليد العريقة والحاجات المعاصرة.

وأضاف «نجم»: «المفتى الأسبق أصدر العديد من الفتاوى التى تعالج قضايا معاصرة مختلفة، ساعيًا إلى توفير إرشادات دينية تستند إلى الوسطية والاعتدال، بعيدًا عن التطرف والغلو»، مشيرًا إلى أن «هذا المنهج لم يكن يهدف فقط إلى تقديم الفتاوى بشكل يتوافق مع الزمان والمكان، ولكن أيضًا إلى إعادة تعريف دور الفتوى فى المجتمع، جاعلًا منها أداة للتنوير والتوجيه، تعكس عمق الفهم الدينى والتزامه بمبادئ الشريعة الإسلامية السمحة».

ونوه إلى عمل الشيخ على جمعة على إرساء أسس العمل المؤسسى داخل دار الإفتاء، وجعلها مؤسسة عصرية قائمة على أسس علمية راسخة وإدارة فعالة، متابعًا: «فى فترة توليه الإفتاء، شهدت الدار تطورات كبيرة من حيث البنية التحتية، والنظم الإدارية، وطرق التواصل مع الجمهور، خاصة أنه بادر بإدخال التكنولوجيا فى عمليات إصدار الفتاوى».

وواصل: «الشيخ على جمعة له فضل كبير فى تمكن دار الإفتاء من التعامل مع حجم أكبر من الاستفسارات والتفاعل، بشكل أوسع مع المسلمين فى مصر وخارجها. كما أولى اهتمامًا خاصًا بتدريب المفتين وتأهيلهم، لضمان اعتمادهم على منهجية فقهية رصينة تسهم فى تعزيز رسالة الاعتدال والتسامح التى ينبغى أن تميز الخطاب الدينى». 

واختتم «نجم» بقوله: «بذلك، لم يكن الشيخ على جمعة مجرد مفتٍ للديار المصرية، بل كان رائدًا فى تحديث العمل الإفتائى وتعزيز دور الفتوى كجسر للتواصل الحضارى والثقافى بين الإسلام ومختلف شرائح المجتمع».