رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سَفَرُ الَأحلَامِ

سيد أحمد
سيد أحمد

 

أنا الذى وددتُ لو أكونَ شجرةً 

تُخْرِجُ ثمرًا

أو تورد زَهرًا 

أو تُريحُ بظلها طائرًا من عناءِ السَّفرِ 

فأكونَ ذا فائدةٍ

أو أكونَ دُميةً خشبيةً 

لها حظٌّ قليلٌ من جمالِ الرسمِ 

تسكنُ دولابًا منَ الأشياءِ والذكرى 

فلا تشكو طِفلًا صارَ يهملهَا 

ولا كبيرًا صارَ ينفيهَا        

فأكونَ بلا يأسٍ

أو أكونَ قطرةً من ماءٍ 

رطبت بيومٍ من أيامِ آب

حلق فلاحٌ بأرضٍ بعيدٍ

بفرحٍ 

لم تطمحْ أن تكونَ نهرًا عنيدًا 

ولم تحزنْ لأنه لم يشكرِ التَّضحيةَ

أو أكونَ ريحًا طيبًا 

يمرُّ بالحقولِ والمنازلِ 

يتركُ نسيمًا عابرًا

أو لقاحًا لمَوْسِمٍ على وشكِ القدومِ 

ولا يحملُ افتقادًا ذا شجنٍ 

لكنِّى أنا؛ 

مجردُ إنسانٍ 

أو أحاولُ أن أكونَ

لم أكنْ نبيًا 

يتهللُ بقدومِه الجمعُ 

أو خُلدت ذكراه 

ولا متنبيًا 

أسمَعَتْ كلماته من به صممُ 

أو بَكى الليثُ من مخافتِه

ليسَ انهزامًا 

بل واقع متردٍّ 

أو غير قابلٍ للتحققِ

دونَ فائدةٍ

يائسًا 

وحزينًا 

أحملُ كثيرًا من شجنٍ 

للأماكنِ التى لن أعودَ إليها 

وللراحلينَ

والصامتينَ 

ولمرسلى استغاثاتٍ أخيرةٍ 

قبلَ الانهيارِ التامِ!