رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد مأساة العامرية.. كيف يمكن الحد من حوادث الطرق؟

حادث تصادم
حادث تصادم

وقعت حادثة كبيرة باصطدام سيارة نقل مقطورة بأربع سيارات ميكروباص، خلّفت عنها خمسة عشر شخصًا لقوا حتفهم في الحال، وسبعة آخرين أصيبوا بجروح خطيرة، على طريق كوبري الثروة السمكية في العامرية غرب المحافظة.

الحادث الذي فتح الباب للبرلمان من خلال محمود عصام، عضو مجلس النواب، بتقديم طلب إحاطة إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة، بشأن تكثيف كشف المخدرات للسائقين على الطرق والمحاور الرئيسية، وذلك بعد تزايد معدلات الحوادث خلال الفترة الأخيرة.

النائب المصري أكد أنه من وقت لآخر يعاني الشارع المصري من حوادث تزهق فيها عشرات الأرواح ويكون السبب الرئيسي فيها هو عدم وعي السائقين، خاصة النقل الثقيل بسبب التعاطي المستمر للمواد المخدرة وما يتبع ذلك من سرعات زائدة في مختلف الطرق الرئيسية والمحاور المرورية. 

تأتي تلك الحوادث وقد قامت الدولة المصرية، خلال السنوات الأخيرة، بتطوير وتحسين شبكة الطرق على مستوى العالم، حيث تضم أكثر من ١٠٠ ألف كيلومتر من الطرق المختلفة، بين طرق سريعة ومحلية وزراعية وصحراوية، تربط بين مختلف المحافظات والمدن والقرى.

ويقدّم الدكتور مظهر صالح، أستاذ الإنشاءات والكباري بجامعة القاهرة، رؤية للحد من حوادث الطرق التي تشهدها مصر بشكل متكرر، والتي تسبب خسائر بشرية ومادية كبيرة، قائلًا: "حوادث الطرق تحدث في أي دولة في العالم، ولكن المقياس ليس في وجودها من عدمه، بل في نسب وقوعها".

وأضاف "صالح"، في حديثه مع "الدستور"، أن نسبة الحوادث في مصر انخفضت كثيرًا عن السابق، موضحًا أن الحادثة تحدث بسبب أحد ثلاثة أسباب رئيسية: "المركبة أو السائق أو الطريق"، سواء لم يكن الطريق ممهدًا جيدًا، أو لم تكن المركبة في حالة جيدة وتفتقر إلى وسائل الأمان اللازمة، أو عدد من السائقين الذين يعانون من مشاكل صحية أو نفسية، أو يتعاطون المواد المخدرة أو يتجاوزون السرعات المحددة.

إجراءات وقائية وحلول مقترحة 

وعن الحلول أوضح أستاذ الإنشاءات والكباري بجامعة القاهرة أنه لا بد من تحديد السرعات على الطرق، ورفع كفاءة بعض الطرق بقدر المستطاع، بجانب أن الحل الرئيسي هو زيادة كفاءة خطوط السكة الحديد وتوسيع شبكتها لتستوعب جزءًا كبيرًا من حركة النقل في الدولة، لأن حوادث السكة الحديد أقل بكثير من حوادث الطرق.

وأكمل "صالح" أن هناك مهمة كبيرة لـ الرادارات لرصد الخطأ بعد وقوعه، ولكنها لا تمنع الحوادث أو تقلل منها، لأن السائق يقوم بتهدئة السرعة عند الرادار ويزيدها بعد ذلك، فيجب إدراك ذلك برادارات أكثر تطورًا ترصد السرعة من الرادارات وبعضها والمدة التي قطعها السائق المخالف للسرعة القانونية. 

هذا هو الطريق الأمثل لتقليل الحوادث

في الوقت نفسه، يقول المهندس مجدي صلاح، أستاذ هندسة الطرق والمرور بجامعة القاهرة، إن السبب الرئيسي للحوادث المرورية هو العامل البشري، أي السائق، الذي يستخدم شبكة الطرق والكباري بشكل سيئ، ويتصرف بخطأ، سواء بزيادة السرعة أو عدم الالتزام بقواعد المرور.

وأضاف "صلاح"، في حديثه مع "الدستور"، أنّ حالة السيارة تمثل أهمية أقل من تصرف السائق، موضحًا أنّ التقدم في صناعة السيارات أدى إلى زيادة الأداء والسرعات، لكنه لم يغير من السبب الرئيسي للحوادث، وهو تصرف السائق.

وطالب أستاذ هندسة الطرق والمرور بجامعة القاهرة بتطبيق قانون المرور بجدية، وعدم السماح بتكرار حوادث السائقين المتهورين، الذين يثبت أنهم لهم سوابق في الحوادث، والتدقيق في استخراج رخص القيادة، لضمان أنّ الذين يقودون السيارات لديهم الخبرة الكافية.

وأكد خبير الطرق والمرور على ضرورة زيادة الرقابة في حركة المرور، لفرض التزام أكبر بقواعد المرور، وتشديد العقوبة ورفع رخص القيادة من المتهورين.