رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع الاحتفال بذكرى القديس لونجينوس مؤسسه.. ماذا تعرف عن دير الزجاج؟

الكنيسة القبطية
الكنيسة القبطية

تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ذكرى نياحة القديس لونجينوس رئيس دير الزجاج، وعلى خلفية الاحتفالات تواصلت “الدستور” مع مينا ميخائيل المتخصص في الشؤون التاريخية بالكنيسة، والمتعمق في التاريخ الرهباني على وجه الخصوص، والذي تحدث عن دير الزجاج، مشيرا إلى أنه يقع دير الزجاج غربيّ الإسكندرية، على مقربة من بحيرة مريوط، وعند ناحية مندثرة باسم "منية الزجاج"، كانت قديمًا من ضواحي الإسكندرية، فَنُسِبَ الدير إليها.

كما كان على مسافة 9 أميال من مدينة الإسكندرية، فَسُمِّيَ بالرومية "دير الهانطون" أي "دير الميل التاسع"، وغالبًا موقع هذا الدير اليوم غربي الدخيلة؛ حيث يوجد كوم أثري يُسَمَّى "كوم الزجاج"، يشير إلى ناحية “منية الزجاج المندثرة”، وقُرب منه يوجد كوم آخر باسم "كوم الهانادون".

كما حمل الدير أسماء متعددة غير اسم دير الزجاج مثل دير طوهانادون، دير هاناطون، دير الأناطون، دير طون باتارون، دير الغار، دير الميل التاسع، وفي التاريخ الكنسي ورد ذكر هذا الدير في رهبنة الشهيد الأنبا صرابامون أسقف نقيوس، ومن الدير اختاره البابا ثاؤنا البطريرك 16 أسقفًا في أواخِر القرن الثالث الميلادي. وفي القرن الخامس الميلادي جاء ذِكْر لنجينوس رئيس دير الزجاج، كما جاء في سنكسار 2 أمشير زمن مرقيان الملك عام 451 م، وخبر أجساد شيوخ المدفونين بمغارة الدير، ونُقِلَ إلى الدير جسد أنبا مركيا الهبيل (وهو الأنبا مرقس التائب) في 10 هاتور.

وفي القرن السادس تم رسامة البابا بطرس الرابع 34 في الدير، وفي عام 799 م. قضى فيه البابا مرقس الثاني البطريرك 49 فترة الصوم الأربعيني المقدس، وفي القرن الحادي عشر ذَكَرَ الدير كل من "ابن مماتي" و"أبو المكارِم"، وآخر خبر وُرِدَ عن الدير في قصة زيارة القديس يوحنا الريان تلميذ القديس أنبا حديد القس قبل نياحة أبيه الروحي في عام 1286 م.

وبعد أن طرد الخلقيدونيين بابوات الكرسي المرقسي من كراسيهم اتخذوا من الدير مقرًا لإدارة الكرازة المرقسية على مدى 49 عامًا (567-616 م.)، وهم البابا بطرس الرابع، البطريرك 34، البابا داميانوس، البطريرك 35، البابا أنسطاسيوس، البطريرك 36، كما أنه في الدير تمت سيامة الآباء البطاركة (34، 35، 36)، وأقاموا فيه، ومنه دبَّروا أمور الكرازة المرقسية.