رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل باثنين من قديسيها

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، بعدة مناسبات مهمة أبرزها ذكرى نياحة القديس أنبا بولا أول السياح، وبهذه المناسبة قال السنكسار الكنسي ان في مثل هذا اليوم من سنة 341 م تنيح القديس العظيم الأنبا بولا أول السواح.

كان هذا القديس من الإسكندرية، وكان له أخ يسمي بطرس، وبعد وفاة والدهما ، شرعا في قسمة الميراث بينهما، فلما اخذ أخوه الجزء الأكبر تألم بولس من تصرف أخيه وقال له : لماذا لم تعطني حصتي من ميراث أبي؟ فأجابه لأنك صبي واخشي إن تبدده ، أما انا فسأحفظه لك، وإذ لم يتفقا، مضيا للحاكم ليفصل بينهما.

وفيما هما ذاهبين، وجدا جنازة سائرة في الطريق، فسال بولس أحد المشيعين عن المتوفى، فقيل له إنه من عظماء هذه المدينة وأغنيائها ، وهوذا قد ترك غناه وماله الكثير، وها هم يمضون به إلى القبر بثوبه فقط، فتنهد القديس وقال في نفسه: “ما لي إذن وأموال هذا العالم الفاني الذي سأتركه وأنا عريان”.

ثم التفت إلى أخيه وقال له: “ارجع بنا يا أخي ، فلست مطالبا إياك بشيء مما لي، وفيما هما عائدين انفصل عنه بولس وسار في طريقه حتى وصل إلى خارج المدينة، فوجد قبرا أقام به ثلاثة أيام يصلي إلى السيد المسيح إن يرشده إلى ما يرضيه، أما أخوه فانه بحث عنه كثيرا، وإذ لم يقف له علي اثر حزن حزنا عظيما وتأسف علي ما فرط منه”.

أما القديس بولس فقد أرسل إليه الرب ملاكا أخرجه من ذلك المكان وسار معه إلى إن آتى إلى البرية الشرقية الداخلية، وهناك أقام سبعين سنة لم يعاين أثناءها أحدا، وكان يلبس ثوبا من ليف، وكان الرب يرسل إليه غرابا بنصف خبزة في كل يوم، ولما أراد الرب إظهار قداسته وبره، أرسل ملاكه إلى الأب العظيم أنطونيوس، الذي كان يظن انه أول من سكن البرية، وقال له: "يوجد في البرية الداخلية إنسان لا يستحق العالم وطأة قدميه، وبصلاته ينزل الرب المطر والندي علي الأرض ، ويأتي بالنيل في حينه.

كما تحيي الكنيسة ذكرى نياحة القديس لونجينوس رئيس دير الزجاج وقال عنه سنكسار الكنيسة أن في مثل هذا اليوم تنيح القديس الطاهر الأنبا لونجينوس رئيس دير الزجاج، وكان من أهل قيليقية، ترهب في أحد الأديرة التي كان قد ترهب فيها والده لوقيانوس بعد وفاة زوجته، وحصل بعد نياحة رئيس هذا الدير، إن أراد الرهبان إقامة القديس لوقيانوس رئيسا عليهم فلم يقبل، لأنه كان يبغض مجد العالم واخذ ابنه لونجينوس وآتى به إلي الشام وأقاما هناك في كنيسة . وقد اظهر الله فضائلهما بأجراء عدة آيات علي أيديهما ، وخوفا من مجد العالم ، استأذن لونجينوس أباه في الذهاب إلي مصر، ولما وصل قصد دير الزجاج غرب الإسكندرية، فقبله الرهبان بفرح، إلي إن تنيح رئيس الدير، ونظرا لما رأوه في القديس لونجينوس من الفضائل والسلوك الحسن فقد أقاموه رئيسا خلفه، وبعد قليل أتى إليه أبوه لوقيانوس، وكانا يصنعان قلوع المراكب ويقتاتان من عملهما واجري الله علي أيديهما آيات كثيرة، ثم تنيح الأب لوقيانوس بسلام ولحقه ابنه بعد ذلك.