رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى القدّيس مارون الناسك

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة اللاتينية اليوم الجمعة، بذكرى القدّيس مارون الناسك.

“الناسك" كان كاهناً من سورية الثانية تنسَّك على قمة جبل قورش وحوَّل هيكلاً للاصنام معبداً لله.. جاهد في الزُهد ليل نهار مُحتملاً حرّ الصيف وبرد الشتاء، فقصده المؤمنون من كل الأصقاع.

كان الله قد وهبه نعمةً لشفاء النفس والجسد. فتتلمذ الكثيرون على يده. ومنهم مَن اصبح قديساً.. انتقل إلى الحياة الأبدية بين عام 410 و423.

العظة الاحتفالية 

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها: "علينا أن ندقّق في ما يجعل الإنسان أصمًّا. إنّ جَدَّيْنا الأوّلَيْن هما أوّل مَن أصبح أصمًّا لأنّهما أعارا السَمع إلى إيحاءات العدوّ وأصغيا إلى كلامه. 

وهذا ما أصابنا أيضًا من بعدهما، فلم يعد باستطاعتنا لا أن نسمع إلهامات الكلمة الأزليّ المُحِبَّة ولا أن نفهمها. لكنّنا نعلم جيّدًا بأنّ الكلمة الأزليّ موجود في أعماق كياننا، وشديد القرب منّا ومترسّخ فينا لدرجة أنّ كياننا وطبيعتنا وأفكارنا وكلّ ما يمكن أن ندعو ونفعل ونقول ونفهم، كلّ ذلك ليس قريبًا جدًّا منّا وليس حاضرًا فينا بقدر الكلمة الأزليّ

والكلمة تنطق دومًا في داخل الإنسان. لكنّ الإنسان لا يسمع أيًّا من ذلك بسبب الصمم الذي أصابه... كما أنّ إصابته كبيرة جدًّا في باقي الحواسّ أيضًا فأصبح معقود اللسان يجهل حتّى ذاته. فإن أراد التكلّم عن داخله، لما استطاع لأنّه لا يعلم بما آلت إليه حاله ولا يعلم كيف أنّه يحيا.

ما طبيعة همسات العدوّ المضرّة هذه إذًا؟ إنّها فيض من الأخطاء يجعلك ترى الجانب المضيء منها فقط، ويقنعك بأن تقبلها مستخدمًا لذلك أحجية الحبّ أو البحث عن أشياء هذا العالم المخلوقة وكلّ ما يتعلّق بها: الممتلكات والأمجاد الأرضيّة والأصدقاء والأهل وحتّى طبيعتك الخاصّة، أي كلّ ما يمنحك تذوّقًا لخيرات هذا العالم الفاني. إنّ همساته تحتوي هذا كلّه..

وهنا جاء ربّنا: وضع إصبعه المقدّس في أذن الإنسان، واللعاب على لسانه، فاستعاد الإنسان النطق.