رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تحقق زيارة بلينكن نتائج فعلية لخفض توترات الشرق الأوسط؟

بلينكن
بلينكن

تهدف جولة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن منطقة الشرق الأوسط لدعم الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ودول المنطقة وتعزيز الأمن والسلام في ظل التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

يرى مراقبون أن بلينكن سيحاول إظهار الالتزام الأمريكي بالمنطقة، والتواصل مع جميع الشركاء الرئيسيين، والتأكيد على دعم حل الدولتين كأساس للسلام العادل والشامل. 

مع ذلك، فإن الزيارة من المهم أن تحقق نتائج فعلية ملموسة، وتتناول القضايا الجوهرية والمعقدة التي تعوق عملية السلام، مثل حالة الحرب الإسرائيلية في غزة واللاجئين والحدود والمياه والأمن والملاحة البحرية.

وفي ظل عدم وجود رؤية واضحة ومشتركة للحل السياسي، وعدم وجود ثقة وتفاهم بين الأطراف، وعدم وجود ضغط دولي كافٍ ومتوازن، فإن زيارة بلينكن تبقى خطوة ومحدودة في طريق طويل لتحقيق أجندة فعالة ومستدامة للسلام في الشرق الأوسط.

هل تحقق أجندة زيارة بلينكن خطوات فعلية؟

يقول د. طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، في تقديري أن هناك فرصة أمام بلينكن ليثبت صدق تحركاته السياسية في هذا التوقيت، خصوصًا أن هذه الجولة تأتي بعد جولة باريس الاستخباراتية التي ضمت أجهزة المعلومات وتأتي في وقت له دلالته من حيث الأهمية ومن حيث انفتاح مشهد المفاوضات بعد 120 يومًا وأكثر، فنحن أمام تطورات مفصلية خطيرة.

أضاف فهمي لـ"الدستور" أما أن تثبت الإدارة الأمريكية جديتها وتحول الأقوال إلى أفعال، وأما أن يستمر المشهد العبثي الهزلي الحالي.

وتابع فهمي: يملك بلينكن القدرة على الضغط على إسرائيل، القضية ليست تغيير مكونات الائتلاف ولكن بطبيعة الحال التصميم على إدارة المشهد السياسي بهذه الصورة.

وأضاف: الأمر الثاني انخفاض شعبية الرئيس الأمريكي، وأيضًا وجود تجاذب كبير داخل الإدارة الأمريكية في إشارة مهمة لضرورة وجود توافقات كبيرة.

تابع: لذلك بلينكن له مصالح محلية ودولية خاصة أنه جاء بعد الضربات العسكرية التي وجهتها الولايات المتحدة لعدة مناطق في الشرق الأوسط، وعسكرة الأزمة بضرب العراق وسوريا واليمن، بسبب ارتدادات حرب غزة.

أردف فهمي: لذلك سيستمع بلينكن من قادة الدول التي سيزورها رسالة تؤكد على ضرورة وقف أمريكا لاستخدام الخيار العسكري، وإلا ستحدث تداعيات سلبية ومؤثرة على المشهد، فهل تنجح الزيارة؟ نتمنى ذلك.

أضاف استاذ العلاقات الدولية: "خصوصًا أن جهود الوسطاء تهدف إلى خفض حدة التوتر، وعلى رأسها التحركات المصرية خاصة أن القاهرة هي من تحدد بوصلة الاتجاهات الراهنة في هذه الجولة، فإذا نجح بلينكن في إحداث فروقات في المشهد فسنرى أمرًا إيجابيًا في المفاوضات".