رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قاضٍ مصرى: غدًا أمريكا فوق الأشواك.. مؤتمرًا صحفيًا لحاكم ولاية تكساس فى قلب متنزه شيلبى

المستشار الدكتور
المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى

فى ظل العدوان الأثيم على سكان قطاع غزة، واتهام الرئيس الأمريكى بايدن من التواطؤ مع نتنياهو فى الإبادة الجماعية بقطاع غزة وتدميرها، يشهد العالم أحداثًا مضطربة بمفاجأة مدوية بالصراع القانونى بين رئيس أمريكا وحاكم ولاية تكساس حول السيطرة على الحدود بالولاية، ذلك الصراع الخطر يتوقف عليه بقاء القوة الأولى فى العالم الولايات المتحدة الأمريكية أو انهيارها، فى قضية الأسلاك الشائكة التى أقامها جريج أبوت حاكم ولاية تكساس الجمهورى، وتمتد الأسلاك الشائكة لحوالي 30 ميلًا - 48 كيلومترًا مربعًا - على طول نهر ريو غراندي - ويشكل النهر جزءًا من الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة -  بالقرب من مدينة إيجل باس الحدودية التى تقع فى تكساس..  إنه الصراع الأمريكى الداخلى بشأن إنفاذ قوانين الهجرة ومدى صلابة أبوت إزاء ما يسميه "سياسات بايدن المتهورة بشأن الحدود المفتوحة".

95ae642b-ab01-478b-a1b8-9966b7275c37
95ae642b-ab01-478b-a1b8-9966b7275c37
b518ad2f-cedc-4381-a28c-6dcb611ca247
b518ad2f-cedc-4381-a28c-6dcb611ca247
f11ae4b2-805a-4fc9-a8fd-d1e98fe631e6 (1)
f11ae4b2-805a-4fc9-a8fd-d1e98fe631e6 (1)

وفى سبيل تنوير الرأى العام المصرى والعربى أعد المفكر والمؤرخ القضائى القاضى العربى المصرى المستشار الدكتور، محمد عبدالوهاب خفاجى، نائب رئيس مجلس الدولة دراسة خطيرة فى الشأن الدولى بعنوان: "عدالة السماء تقتص لغزة بالقتال القانوني حول تكساس الأمريكية للسيطرة على الحدود (تعرف على صراع الرئيس الأمريكى وحاكم ولاية تكساس والقضاء الأمريكى بينهما ربما بداية الانهيار). 

ونتناول فى الجزء الثانى من دراسة الفقيه المصرى لعناصر ساخنة حاكم ولاية تكساس يتهم بايدن "بالفشل في أداء واجباته لتأمين الحدود"، والأخير يضغط لإصدار تشريع يمنحه سلطة إغلاقها وقافلة من أنصار ترامب متجهة إلى تكساس لاستعادة الحدود! وهيئة تنظيم النفط بتكساس تتهتم بايدن بالانتقام لتعليقه تصدير الغاز الطبيعي المسال بالولاية الأكثر انتاجًا للنفط ورئيس مجلس النواب الأمريكي القرار "يمنح روسيا القوة"، وأن قوة أمريكا أو تفككها يتوقف على حلبة القتال القانونى بين حاكم ولاية تكساس يناصره نصف حكام الولايات وبين الحكومة الفيدرالية حول الحدود، تعرف على الحكام الجمهوريين من الولايات الأخرى الذين يحضرون مؤتمر حاكم ولاية تكساس دعمًا لموقفه عن الحدود ضد بايدن.

أولًا: غدًا الأحد حاكم ولاية تكساس فى مؤتمر صحفى بقلب متنزه شيلبي في إيجل باس مكان عبور المهاجرين مع (14) من حكام الولايات ضد بايدن لبيان الإجراءات.. وتكساس أصبحت المسرح الدراماتيكى للسياسية الأمريكية

يذكر أن المواقع الإلكترونية الرسمية بتكساس أعلنت عن أن حاكم ولاية تكساس جريج أبوت سيعقد غدًا الأحد 4 فبراير 2024، فى قلب متنزه شيلبي في إيجل باس مكان عبور المهاجرين مع (14) من حكام الولايات المتحدة الأمريكية ضد بايدن مؤتمرًا صحفيًا لمناقشة الإجراءات المتخذة لحماية الأمريكيين في ضوء سياسات الرئيس الأمريكى بايدن بالحدود المفتوحة.

ويشير إلي أن الإعلان عن عقد هذا المؤتمر بهذا الزخم من الحضور من جانب (14) من حكام الولايات الجمهوريين يؤكد أن تكساس أصبحت المسرح الدراماتيكى للسياسية الأمريكية بين جو بايدن وجريج أبوت أهم حاكم للولاية الاستراتيجية تكساس، ففى  ديسمبرالماضى عبرت عشرات الآلاف من المهاجرين نهر ريو غراندي، عبر متنزه شيلبي- وهو عبارة عن مساحة حدائق وملاعب كرة تبلغ مساحتها 47 فدانًا على ضفاف النهر- وهو الأمر الذى واجهه حاكم الولاية جريج أبوت الذى أمر قواته بالسيطرة على الحديقة، بقصد منع وصول حرس الحدود، كما أمر بإغلاق الحديقة أمام الجمهور. 

وهكذا يخطط  حاكم ولاية تكساس لاستخدام حديقة متنزه شيلبي الذى يعبر المهاجرون منه لغرض سياسي، بهذا المؤتمر الصحفى في إيجل باس بولاية تكساس مع (14) حاكمًا آخرين من الولايات الأمريكية الأخرى الذين دعموه في مواجهته مع الحكومة الفيدرالية، متعهدًا أنه سيواصل "الدفاع عن السلطة الدستورية لتكساس لتأمين الحدود ومنع إدارة بايدن من تدمير ممتلكاتنا" على حد تعبيره. 

ثانيًا: حاكم ولاية تكساس يتهم بايدن "بالفشل في أداء واجباته لتأمين الحدود" والأخير يضغط لإصدار تشريع يمنحه سلطة إغلاقها وقافلة من أنصار ترامب متجهة إلى تكساس لاستعادة الحدود!

وضيف أن أبوت حاكم ولاية تكساس أتهم الرئيس الأمريكى جو بايدن علنًا أمام الرأى العام "بالفشل في أداء واجباته لتأمين الحدود" واحتج بالواجب الدستوري لولايته بالدفاع عن نفسها ضد الهجرة على الحدود مما أسماه "غزوًا" من المهاجرين الذين يعبرون الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك بطريقة غير قانونية، بركيزة من أن "الإجراءات التي اتخذتها ولاية تكساس لحماية الأمريكيين ردًا على سياسات الحدود المفتوحة المتهورة للرئيس جو بايدن". وقد أيده فى ذلك العديد من الجمهوريين من حكام الولايات الأخرى.

 وعبرت بعض القنوات الرسمية بتكساس أنه من المنتظر أن يحضر قافلة من أنصار دونالد ترامب التى ذكرت أنها متجهة إلى تكساس من أجل "استعادة الحدود"! على حد قولها، وعلى الجانب الأخر الموقف أكثر اشتعالًا، حيث يضغط الرئيس الأمريكى بايدن من ناحيته من أجل إصدار تشريع يمنحه سلطة "إغلاق الحدود" إذا وصل معدل اعتقال المهاجرين إلى متوسط يومي يبلغ 5000 على مدار أسبوع أو 8500 في يوم واحد. 

ثالثًا: تعرف على الحكام الجمهوريين من الولايات الأخرى الذين يحضرون مؤتمر حاكم ولاية تكساس دعمًا لموقفه عن الحدود ضد بايدن 

الحكام الجمهوريون من الولايات الأخرى الذين يحضرون مؤتمر حاكم ولاية تكساس دعمًا لموقفه عن الحدود ضد بايدن حتى يبين مدى قوة القتال القانونى حول الحدود الأمريكية بين رئيسها وحاكم أهم وأغنى ولاياته:

والحكام الآخرون الذين سينضمون إلى حاكم ولاية تكساس جريج أبوت في إيجل باس حوالى (14) حاكمًا هم : حاكم ولاية يوتا سبنسر كوكس - حاكم جورجيا بريان كيمب - حاكم ولاية أيداهو براد ليتل - حاكم ولاية إنديانا إريك هولكومب - حاكم ولاية أيوا كيم رينولدز- حاكم لويزيانا جيف لاندري - حاكم ولاية ميسيسيبي تيت ريفز - حاكم ولاية ميسوري مايك بارسون - حاكم مونتانا جريج جيانفورتي - حاكم نبراسكا جيم بيلين - حاكم ولاية نيو هامبشاير كريس سونونو - حاكم ولاية داكوتا الجنوبية كريستي نويم - حاكم ولاية تينيسي بيل لي - حاكمة أركنساس سارة هاكابي ساندرز.

رابعًا: هيئة تنظيم النفط بتكساس تتهتم بايدن بالانتقام لتعليقه تصدير الغاز الطبيعي المسال بالولاية الأكثر إنتاجًا للنفط ورئيس مجلس النواب الأمريكي.. القرار "يمنح روسيا القوة"

يذكر الدكتور محمد خفاجى أن تكساس غنية بالنفط ومن أقدم الأماكن التى تم اكتشاف النفط فيها قبل أن تنتشر الاكتشافات الكبيرة في الشرق الأوسط والدول الخليجية النفطية وغيرها، وكانت نقطة تحول لاقتصاد أمريكا حول العالم. ففي عام 1901، تم تطوير اكتشاف النفط في سبيندلتوب هيل بتكساس، بالقرب من بومونت، باعتباره أكثر آبار النفط إنتاجية في العالم على الإطلاق، حيث انفجر نبع من النفط الخام من سبيندلتوب هيل في تكساس في 10 يناير 1901 وأصبحت  تُعرف باسم"ازدهار نفط تكساس"، مما أدى إلى تحويل وإثراء اقتصاد تكساس بشكل مستمر دون توقف.

ويضيف ومن أجل الأهمية الكبرى لوية تكساس النفطية لا عجب أن نرى السيدة كريستي كراديك رئيسة لجنة السكك الحديدية في تكساس، التي تعمل كمنظم للنفط لوكالة RIA، تتهم دون مواربة الرئيس الأمريكى جو بايدن بالانتقام المباشر من الولاية، حيث اتهمت هيئة تنظيم النفط في تكساس بايدن بالانتقام المباشر من الولاية. بركيزة أن قرار الرئيس الأمريكي بايدن بتعليق الموافقة على عقود تصدير الغاز الطبيعي المسال هو انتقام مباشر ضد تكساس لاتخاذها إجراءات لحماية الحدود الجنوبية مع المكسيك ومكافحة المهاجرين.علمًا بأن تكساس هي الرائدة في الولايات المتحدة من حيث إنتاج الغاز الطبيعي، وتحتل المرتبة الأولى بين جميع الولايات الأخرى، وفقًا لوزارة الطاقة الأمريكية ووفقًا للجنة السكك الحديدية في تكساس، فإن حوالي نصف صادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية تأتي من تكساس، وتمثل الولاية، إلى جانب لويزيانا، حوالي 83% من صادرات الطاقة.

وأشار إلى أن كريستي كراديك، رئيسة لجنة السكك الحديدية في تكساس، منظم النفط لوكالة  RIA، قالت كلامًا خطيرًا، حيث ذكرت أنه: "يجب أن ننظر إلى هذه التصرفات على حقيقتها: تقويض متعمد لقوة أمريكا وأمنها القومي، وانتقام مباشر من تكساس بسبب سيطرتها على الخط على حدودنا الجنوبية". مؤكدة أن تكساس ستواصل اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لحماية حدودها واقتصادها، حتى أن رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون أعلن عن أن قرار بايدن بوقف تصدير الغاز المسال "يمنح روسيا القوة" ويجبر أوروبا على الاعتماد على صادراتها. مما يهدد مصالح أمريكا.

خامسًا: قوة أمريكا أو تفككها يتوقفان على حلبة القتال القانونى بين أبوت حاكم ولاية تكساس يناصره  (25) نصف حكام الولايات وبين الحكومة الفيدرالية حول الحدود 

ويؤكد أنه بعد حكم المحكمة العليا الذى منح الحكومة الفيدرالية سلطة إزالة الأسلاك الشائكة التى أقام حاكم ولاية تكساس بتركيبها على الحدود الجنوبية، اشتعل الموقف بين الجانبين، حيث قالت وزارة الأمن الداخلي إن أمام تكساس مهلة بسيطة لمنح السلطات الفيدرالية إمكانية الوصول إلى الحدود، وعلى الجانب الآخر تمسك حاكم الولاية أبوت بموقفه بزيادة دوريات الولاية على الحدود، مضيفًا مزيدًا من الحواجز ومزيدًا من الأسلاك الشائكة، كما رفض المدعي العام في ولاية تكساس كين باكستون طلب الحكومة الفيدرالية  للوصول إلى الحدود وطالب بدليل على أن الحكومة الفيدرالية لديها السلطة لتحويل متنزه تكساس إلى "ميناء دخول". 

والرأى عندى أن قوة أمريكا أو تفككها يتوقفان على حلبة القتال القانونى بين أبوت حاكم ولاية تكساس يناصره 25 حاكمًا جمهوريًا وبين الحكومة الفيدرالية حول الحدود، إنها  قضية اختبار حقيقى للبقاء على جوهر قوة الولايات المتحدة الأمريكية القوى العظمى الأولى أمام أعين العالم؟ وبيان ما إذا كانت المحكمة العليا تتمتع بسلطة حقيقية أم لا؟ وما إذا كان يتعين على الولايات الخمسين الالتزام بها من عدمه؟

 ويختتم أن الوضع صعب للغاية للرئيس الأمريكى ذاته لأنه إذا تراجعت الحكومة الفيدرالية عن موقفها وفرض سيادتها ولو على حساب مصالح ولاية تكساس، فإنها ستفقد السلطة التي تتمتع بها فيما يتعلق بالسوابق القضائية لأعلى محكمة بالبلاد ، خاصة أن 25 حاكمًا أكدوا أن تكساس لديها الحق الدستوري في الدفاع عن النفس فى ظل تأكيد أبوت حاكم ولاية تكساس أنه يعتقد أن تلك الولايات ستكون على استعداد كامل لإرسال قوات إلى الحدود عنده إذا لزم الأمر، مما يؤجج حلبة القتال القانونى لجوهر مدى استمرارية قوة أمريكا ذاتها.