رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قاض مصرى: نتنياهو يخدع العالم المسيحى بتهنئة عيد الميلاد

نتنياهو
نتنياهو

على هامش دراسته الوطنية المتميزة بعنوان "من قلب إسرائيل: وثيقة بروتوكول سيفر 1956 أشهر مؤامرة حربية موثقة في التاريخ الحديث ضد مصر" قال المستشار الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى، نائب رئيس مجلس الدولة، إنه منذ أيام وأثناء الحرب الدائرة بين إسرائيل وغزة التى ما زالت جاثمة على سكان قطاع غزة، خاصة الأطفال والنساء، بعث رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، برسالة تهنئة بعيد الميلاد إلى "المجتمع المسيحي العالمي" في جميع أنحاء العالم، مدعيًا "أن إسرائيل لا تزال تواجه غياب السلام الدائم"، مفترضًا- بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الإسرائيلية– "أن يكون عيد الميلاد وقتًا لحسن النية لجميع الرجال والسلام على الأرض، وليس لديه سلام على الأرض، ولا يرى حسن النية تجاه جميع الرجال. ويواجه وحوشًا قتلوا قومه"، قاصدًا حركة المقاومة الفلسطينية حماس.

 

ويوضح استمرار نتنياهو فى خداع العالم المسيحي، وهو يقف ملفوفًا بوشاح على خلفية القدس البيضاء، بحجة القيم والتاريخ المشترك بين اليهود والمسيحيين، قائلًا فى خبث وخداع: "إننا نحتفل بعيد الميلاد معكم، ونعلم الأهمية التي تولونها لتراثنا المشترك، ولدولة إسرائيل، ومدينة القدس، حيث تمت صياغة الكثير من تاريخنا المشترك".

 

ويذكر الدكتور محمد خفاجى أن: نتنياهو يخدع العالم المسيحى فى جميع أنحاء العالم بتهنئة عيد الميلاد، وهو لم يتورع عن تفجير جثث موتى المسلمين والمسيحيين بفلسطين، وعلى الرغم من أن عدد المسيحيين في إسرائيل بلغ 177 ألف نسمة تقريبًا، بما يشكل نحو 2.1% من عدد الإسرائيليين البالغ عددهم (9) ملايين و450 ألف نسمة، إلا أنه يخدعهم مع مسيحى العالم. وهل تعلم دول التطبيع أن حلم الصهاينة بـ"إسرائيل الكبرى" تشمل حدود مصر جنوبًا وإيران شمالًا ودول الخليج العربي وتغطي منطقة الشرق الأوسط بأكملها؟! دون أن يتعمقوا دهاليز التاريخ ويدركوا أنه لولا مصر لأصبحوا لقمة سائغة فى فم إسرائيل! إن قادة إسرائيل بحربهم على قطاع غزة بهذا الدمار وتلك الوحشية ليسوا قادة بل شياطين الجحيم وقوى الظلام.

 

ويشير الدكتور خفاجى إلى أنه: حتى أن بنى قوم نتنياهو يرونه أعظم كارثة حلت بإسرائيل منذ تأسيسها عام 1948، هو جزار القرن الحادى والعشرين وقاتل الأطفال في غزة، لديه الشراهة فى الإبادة الجماعية لسكان قطاع غزة، والرغبة المحمومة في محو الجنس الفلسطيني بأكمله وتطهيره عرقيًا، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والقسوة المطلقة وإبادة الجنس البشري بقتل آلاف الأطفال والنساء فوق الأرض، ولم يرحمهم حتى من تحت أنقاض انهيار المنازل، وتشريد الأحياء منهم، لا فرق عنده بين مسلم ومسيحى، وجعل مئات الآلاف بلا طعام أو مياه نظيفة وبلا مأوى فى عز الصقيع وويلات الحرب، مما اضطرهم إلى النزوح ومغادرة منازلهم، فضلًا عن ضرب أهداف أخرى في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحاصرة، وهى من أكثر حملات القصف كثافة في التاريخ الحديث.

 

ويؤكد أن: الحقيقة الغائبة عند إخواننا المسيحيين أنه لا قيمة للإنسان بفلسطين عند قادة إسرائيل، مسلمًا كان أو مسيحيًا، فقادة إسرائيل قتلوا اَلاف المدنيين في غزة في شهرين أكثر مما قتله– من ساعدوهم بالسلاح- الأمريكان من المدنيين خلال عشرين عامًا من سنوات الاحتلال وشن الحرب ضد طالبان في أفغانستان! وبلغت الوحشية بهم أنهم انتقموا من الموتى بعد موتهم حتى المشرحة والمقابر لم تسلم منهم ولم يُسمح لجثث الموتى أن ترقد بسلام. وبدلًا من دفنها تحت التراب بعد أن صعدت أرواحهم إلى بارئها، قاموا بقصفها وتفجيرها. إن أشلاءهم الطاهرة تناثرت بعد موتهم مرتين على الأرض، حتى المقابر تم تدنيسها. وهو ما يدل على أن قادة إسرائيل فقدوا الاتصال بالحياة، هم ليسوا قادة بل متعطشين للدماء، ومصابون بجنون العظمة الهمجية، هم شياطين الجحيم وقوى الظلام.

 

ويضيف أن: الهدف الدفين لقادة إسرائيل القضاء على الشعب الفلسطيني وإبادته نهائيًا، وإخراجه من سياق  التاريخ، ومحو كل ذكرى له، وطردهم إلى صحراء سيناء، بقصد  إقامة دولة صهيونية توراتية قديمة لها حدود مع مصر جنوبًا وإيران شمالًا، وتغطي منطقة الشرق الأوسط بأكملها ودول الخليج العربى لالتهام نفط العرب، تحقيقًا لحلم ما يزعمه الصهاينة بـ"إسرائيل الكبرى"، ودرة الشرق الأوسط. 

ويذكر الدكتور خفاجى: لمن لا يعلم من الدول العربية الشقيقة التى هرولت إلى التطبيع مع إسرائيل بركيزة السلام دون رؤية حقيقة عمق التاريخ، فإن "إسرائيل الكبرى" تشمل كامل فلسطين، وكل الأردن وأجزاء من العراق ولبنان وسوريا ومصر وتركيا والمملكة العربية السعودية ودول خليجية، وجعل العرب يركعون للدولة الصهيونية الشريرة التي تعتبر اليهود الجنس السيد والشعب المختار، والتي تنظر إلى الآخرين، مسلمين ومسيحيين وعرب وأفارقة وآسيويين، على أنهم حيوانات من القردة دون البشر، ليس لهم أي حقوق ويجب معاملتهم على سبيل السخرة لليهود مجرد عمال الحقول وعلف الكهنة والعبيد، وهذه أوهام خيالية لن تتحقق رغم خراب رؤية أهل التطبيع بحجة علو الحق فى السلام، الذى لا يأتى على حساب حق شعب عربى شقيق فى تقرير مصيره، وتقرير مصير شعب فلسطين هو تاج حق السلام فى العالم إن أراد السلام.

 

ويختتم: إنها حرب للعقاب الجماعي والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني مسلمين ومسيحيين، وليس فقط القضاء على حركة المقاومة الفلسطينية حماس كما يزعمون، إن حماس تكئة لإبادة شعب فلسطين بأكمله، وهذا لا يجعلها مجرد جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية، بل أيضًا تعبير عن نية غير قانونية ومتعمدة لارتكاب هذه الجريمة، جريمة التطهير العرقي البشعة لشعب فلسطين.