رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صور صادمة.. إسرائيل تمحو ما تبقى من غزة بسلسلة تفجيرات للمنازل

تفجير الأحياء السكنية
تفجير الأحياء السكنية في غزة

وثقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بمجموعة صور صادمة التقطتها الأقمار الصناعية ونشر بعضها جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأضرار التي تسبب فيها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتفجير منازل الفلسطينيين في غزة التي نجت من الغارات الجوية، حيث عملت إسرائيل على محو ما تبقى من غزة وتغير ملامحها بالكامل، وأدت ما لا يقل عن 33 عملية هدم إلى تدمير مئات المباني - بما في ذلك المساجد والمدارس وأجزاء كاملة من الأحياء السكنية - منذ نوفمبر، من أجل تنفيذ مخطط المنطقة العازلة، ولكن يبدو أن الأمر بدأ خارج حدود هذه المنطقة، ليثير التساؤلات عن أسباب تدمير إسرائيل لمنازل الفلسطينيين.

ادعى متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الجنود "يحددون ويدمرون البنى التحتية الإرهابية الموجودة، من بين أمور أخرى، داخل المباني" في المناطق المدنية، مضيفًا أنه في بعض الأحيان تكون أحياء بأكملها بمثابة "مجمعات قتالية" لحماس. 

مخططات إسرائيلية في غزة

وقال مسئولون إسرائيليون، إن إسرائيل تريد هدم المباني الفلسطينية القريبة من الحدود كجزء من جهد لإنشاء "منطقة عازلة" أمنية داخل غزة، ما يزيد من صعوبة الأمر على الفلسطينيين، لكن معظم مواقع الهدم التي حددتها صحيفة التايمز حدثت خارج ما يسمى بالمنطقة العازلة، وقد لا يمثل عدد عمليات الهدم المؤكدة - بناءً على توفر الأدلة المرئية - سوى جزء من العدد الفعلي الذي نفذته إسرائيل منذ بدء الحرب.

وتابعت الصحيفة الأمريكية، أنه لتنفيذ عمليات الهدم هذه، يدخل الجنود إلى المباني المستهدفة لوضع ألغام أو متفجرات أخرى، ثم يغادرون للضغط على الزناد من مسافة آمنة، وفي معظم الحالات، قامت القوات الإسرائيلية بتطهير المناطق المحيطة وتأمينها، لكن في مناطق القتال النشط، لا تخلو عمليات الهدم من المخاطر.

قُتل 21 جنديًا إسرائيليًا الأسبوع الماضي بينما كانت وحدتهم تستعد لتفجير عدة مبانٍ بالقرب من الحدود في وسط غزة، وقال مسئولون إسرائيليون إن مقاتلين فلسطينيين أطلقوا قذيفة صاروخية في اتجاههم ما أدى إلى انفجار العبوة الناسفة.

وكان الجنود يقومون بتطهير المنطقة للسماح لسكان جنوب إسرائيل بالعودة بأمان إلى منازلهم، وفقًا لادعاءات الأدميرال دانييل هاجاري، المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال، ولكن يبدو أن هذه المزاعم غير صحيحة.

ويقول خبراء في القانون الإنساني إن عمليات الهدم - التي من شأنها أن تمنع بعض الفلسطينيين من العودة في نهاية المطاف إلى منازلهم - تنتهك قواعد الحرب التي تحظر التدمير المتعمد للممتلكات المدنية.

في أحد مقاطع الفيديو لعملية الهدم في أواخر نوفمبر، أدى انفجار محكوم إلى تدمير ما لا يقل عن أربعة مبانٍ سكنية شاهقة على بعد بنايات من مستشفى كبير في مدينة غزة، ودمرت عملية هدم أخرى في ديسمبر أكثر من 12 مبنى حول ساحة فلسطين المركزية بالمدينة، والتي قال الجيش الإسرائيلي إنها تضم شبكة كبيرة من الأنفاق.

وقد تضررت أو دمرت ما لا يقل عن نصف المباني في غزة منذ بداية الحرب، وفقًا لتقديرات تحليل الأقمار الصناعية، وفي حين أن الكثير من الأضرار ناجمة عن الغارات الجوية والقتال، فإن عمليات الهدم الكبيرة الخاضعة للرقابة تمثل بعضًا من أكثر الأحداث تدميرًا.

وبعد أن أثار المسئولون الأمريكيون تساؤلات حول قرارات الهدم لجامعة غزة، قال الجيش الإسرائيلي إن الحادث قيد المراجعة، وبينما قامت القوات البرية الإسرائيلية بتطهير الموقع وتأمينه، قال مسئولون عسكريون إنه كان في السابق بمثابة معسكر تدريب لحماس ومنشأة لتصنيع الأسلحة - وهو ادعاء لم تتمكن التايمز من التحقق منه.

وقال ماركو ساسولي، أستاذ القانون الدولي في جامعة جنيف، الذي أكد: "أن استخدام مقاتلي العدو له في السابق ليس مبررًا لمثل هذا التدمير".

وتابع: "ولا ينبغي تنفيذ هذه العمليات إلا في حالة الضرورة القصوى للعمليات العسكرية، لا أستطيع أن أتخيل كيف يمكن أن يكون هذا هو الحال بالنسبة لجامعة أو مبنى برلمان أو مسجد أو مدرسة أو فندق في وسط قطاع غزة".

بالنسبة للفلسطينيين، تعتبر عمليات الهدم رمزًا آخر للخسارة والدمار في غزة، ما يثير تساؤلات حول مستقبل المنطقة بعد عقود من التهجير والحرب.