رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مقتل الجنود يفضح مخططات الاحتلال السرية بشأن غزة.. وغضب في أمريكا وأوروبا

جنود الاحتلال في
جنود الاحتلال في غزة

كشف تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن الاحتلال الإسرائيلي يعيش أكثر الأيام دموية منذ بدء حرب غزة بعد انهيار مبنيين على جنود كانوا يشاركون في عملية أثارت تساؤلات حول مخططات حكومة نتنياهو السرية، ومضيها قدماً في خططها لإنشاء منطقة عازلة داخل قطاع غزة، الأمر الذي أثار غضب وقلق الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين.

مخططات سرية


وقال مسؤولون إسرائيليون، إنهم سيتخذون خطوات لضمان أمن المجتمعات الإسرائيلية القريبة من الحدود، ومنع تكرار عملية طوفان الأقصى مرة أخرى.

وأشار بعض القادة في إسرائيل، إلى أنه ستكون هناك حاجة إلى منطقة حدودية خالية من السكان. 


وبحسب تقرير الصحيفة الأمريكية، فإن إنشاء مثل هذه المنطقة العازلة قد يؤدي إلى تفاقم التوترات بين إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الآخرين الذين حذروا من انكماش قطاع غزة، ولم يقدم المسؤولون الإسرائيليون علنًا تفاصيل حول الشكل الذي قد تبدو عليه أي منطقة أو كيف ستعمل،  ودعت الولايات المتحدة إسرائيل إلى عدم احتلال غزة أو تهجير السكان بشكل دائم أو تقليص مساحة الأراضي الفلسطينية.


وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن يوم الثلاثاء:"لقد كنا واضحين للغاية بشأن معارضة أي تغيير دائم في التكوين الإقليمي لغزة".


وأشار مصدر مطلع على المناقشات، إلى أن إسرائيل أخطرت الولايات المتحدة بنيتها بناء منطقة عازلة بطول كيلومتر واحد على طول الحدود بين غزة وإسرائيل في غضون أسابيع من بدء الحرب، وقال المصدر إنه من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة قد ثبطت إسرائيل عن تنفيذ خطتها في ذلك الوقت.


وقال مسؤولون عسكريون إن 21 جنديا إسرائيليًا من بين 24 جنديا قتلوا الإثنين، عندما انهار مبنيان كانا يعدانهما للهدم، بعد أن أطلق مسلحون قذائف صاروخية على أحد المباني ودبابة مجاورة، ما أدى إلى اشتعال المتفجرات.


وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن الجنود الإسرائيليين كانوا يعملون داخل غزة على بعد حوالي 600 ياردة غرب كيبوتس كيسوفيم.


وفي مناقشة مقتل الجنود، استخدم القائد العسكري الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي مصطلح "المنطقة العازلة"، وقال إنهم قُتلوا أثناء عملهم في المنطقة العازلة بين المجتمعات الإسرائيلية وغزة كجزء من الجهود الرامية إلى خلق الظروف الأمنية للإسرائيليين للعودة إلى منازلهم بالقرب من الحدود مع غزة.


وأشار مسؤول أمريكي، إلى أن أي إجراءات تتخذها إسرائيل لحماية مواطنيها في المناطق الحدودية يجب أن تكون مؤقتة وقابلة للتراجع عنها، ويشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق إزاء تدمير المباني في غزة لأنه ليس من الواضح من سيعيد البناء هناك.


وأوضحت تقرير "وول ستريت جورنال"، أن حادث يوم الإثنين أدى إلى رفع عدد القتلى من الجنود الإسرائيليين في غزة إلى 221 على الأقل ويمثل حوالي 10% من إجمالي عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا منذ بدء الحرب، ويأتي ذلك أيضًا في الوقت الذي تعمل فيه إسرائيل على تقليص وجودها في غزة من خلال إرسال جنود الاحتياط إلى منازلهم، ويعود العديد منهم إلى عائلاتهم للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر.


وقال مسؤول إسرائيلي، إن "منطقة أمنية عازلة مؤقتة يمكن أن تكون جزءا من عملية نزع السلاح في غزة".


واستمر القتال العنيف يوم الثلاثاء، وتركز في مدينة خان يونس المحاصرة جنوب قطاع غزة، والتي يعتقد أنها آخر معقل رئيسي لحركة حماس، وتعتقد إسرائيل أن زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، يدير المعركة من مخبأ تحت الأرض هناك.


وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانيال هاجاري يوم الثلاثاء، إن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من 100 مقاتل خلال اليوم الماضي وسط توغلها الأولي في جنوب غرب خان يونس، المنطقة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في المدينة التي دخلتها إسرائيل حتى الآن. 


وقال المسؤولون الأمريكيون، إنهم لا يتوقعون أن تغادر إسرائيل القطاع على الفور، لكن إنشاء منطقة أمنية هناك قد يصل إلى حد ضم أراضي من غزة هو انتهاك القانون الدولي.


وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في وقت سابق من هذا الشهر:"إنهم لن يكتفوا بالتحرك ويتركوا فراغاً أمنياً كاملاً في غزة، لذلك يجب أن تكون هناك فترة انتقالية من نوع ما".
وقال جاكوب ناجل، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إن إسرائيل ستسعى على الأرجح إلى إنشاء شريط من الأرض على طول الحدود مع غزة حيث لا يحجب أي شيء أي محاولات تسلل إلى إسرائيل.


وفي شمال غزة، ادعت إسرائيل أن قواتها تمكنت من هزيمة حماس إلى حد كبير، وتركز الآن على تفكيك البنية التحتية العسكرية للحركة، بما في ذلك تدمير الأنفاق ومواقع إطلاق الصواريخ، وتطهير الحدود مع إسرائيل من الهياكل التي يمكن أن تحجب محاولات التسلل إلى إسرائيل.