رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» ترصد خطة الوصول إلى 18 مليون سائح بنهاية 2024

مليون سائح
مليون سائح

استطاعت السياحة المصرية التفوق على نفسها خلال العام المنقضى ٢٠٢٣، ورغم ما شهده العالم من أزمات دولية معقدة ومتشابكة أثرت على الحركة السياحية فى مختلف المناطق، نجح القطاع فى الوصول إلى رقم قياسى لم يُحقق من قبل، وهو استقبال ١٤.٩٠٦ مليون سائح، ليتفوق بذلك على الرقم القياسى المسجل فى ٢٠١٠، وهو ١٤.٧٣١ مليون سائح.

وشهد الربع الرابع من عام ٢٠٢٣ زيادة كبيرة فى حركة السياحة الوافدة إلى مصر، عبر استقبال ٣.٦ مليون سائح، بمعدل زيادة ٨٪؛ مقارنة بنفس الفترة من العام السابق عليه، كثانى أكبر زيادة ربعية فى تاريخ مصر.

ورغم ضخامة هذه الأرقام، فإنها أقل من المخطط لعام ٢٠٢٣، فقد كان من المتوقع أن يختتم القطاع السياحى العام الماضى بتحقيق ١٥ مليون سائح، وفقًا لاستراتيجية وزارة السياحة والآثار لتنمية القطاع، لكن الحرب على غزة حالت دون تحقيق هذا الرقم.

«الدستور» تكشف فى السطور التالية: كيف وصلت مصر إلى تحقيق هذه الأرقام القياسية؟، وكيف يمكن أن نحافظ عليها خلال العام الجارى، بل زيادتها إلى الرقم المستهدف وهو ١٨ مليون سائح؟ 

غادة شلبى: إضافة 5443 غرفة فندقية.. وتجهيز 11 مطارًا لاستقبال السائحين 

أرجعت غادة شلبى، نائب وزير السياحة والآثار، تحقيق رقم قياسى فى أعداد السائحين الزائرين لمصر فى ٢٠٢٣، إلى ما وصفته باكتمال منظومة العمل الثلاثية، التى تضم وزارة السياحة والآثار، والجهات المعنية الأخرى فى الدولة، وصولًا إلى القطاع الخاص كضلع ثالث.

وأضافت نائب وزير السياحة والآثار: «حققنا العديد من الإنجازات فى إطار هذه المنظومة، بداية من زيادة الغرف السياحية، خاصة فى القاهرة والأقصر وأسوان والساحل الشمالى، التى كانت تعانى نقصًا شديدًا فى الاستثمارات الفندقية، حيث إنه كان تأتى إليها طلبات ولا نستطيع استقبالها بسبب انخفاض أعداد الغرف السياحية».

وواصلت: «عملنا فى هذا الملف بجدية، حيث شهد العام الماضى إضافة وتشغيل ٥٤٤٣ غرفة فندقية، بين إقامة منشآت فندقية جديدة، وتنفيذ توسعات فى أخرى قائمة بالفعل، فى عدد من المحافظات والمدن السياحية، منها جنوب سيناء والبحر الأحمر والقاهرة والجيزة والإسكندرية ومطروح والساحل الشمالى وسيوة والأقصر وأسوان وبورسعيد والعين السخنة والمنيا، مع تنفيذها وفقًا للاشتراطات والمواصفات الموجودة فى معايير تصنيف المنشآت الفندقية HC، التى تضمن أن يكون الفندق الـ٥ نجوم مستحقًا لهذه الدرجة».

ونبهت، أيضًا، إلى التعاون الكبير مع وزارة الطيران المدنى، فى ظل أن أكثر من ٩٥٪ من الحركة السياحية القادمة إلى مصر تأتى عبر الطيران، مضيفة: «أصبح لدينا الآن ١١ مطارًا سياحيًا لاستقبال السائحين من مختلف الدول، بالتزامن مع عقد لقاءات مستمرة مع شركائنا بالخارج من القائمين على شركات الطيران الأجنبية، لزيادة عدد رحلاتها إلى مصر، مقابل تقديم الحوافز والدعم اللازم لها».

وتطرقت نائب وزير السياحة إلى محور آخر أسهم فى الوصول إلى نحو ١٥ مليون سائح فى ٢٠٢٣، وهو تحسين التجربة السياحية للسائحين القادمين إلى مصر، فى المواقع والمتاحف الأثرية، وذلك من خلال إضافة الخدمات السياحية التى تليق بمصر وزوارها فى هذه المواقع، وإطلاق منظومة الدفع الإلكترونى بها، لتسهيل دخول الزوار ومنع حالات الزحام السابقة.

هشام زعزوع: الاستقرار الأمنى والسياسى والترويج فى المحافل الدولية

قال الدكتور هشام زعزوع، وزير السياحة الأسبق، إن طفرة قطاع السياحة بدأت من قبل العام الماضى، ويعتبر الاستقرار الأمنى والسياسى الذى تتمتع به الجمهورية الجديدة السبب الرئيسى وراء تحقيقها، فالسائح لن يأتى إلى بلد يعانى اضطرابًا أمنيًا أو سياسيًا، ولذلك فإن هذا الاستقرار أسهم فى الجذب السياحى وتحقيق الأرقام القياسية فى ٢٠٢٣.

وواصل: «لا ننسى كذلك جهود الدولة فى الترويج والتسويق للمقصد السياحى المصرى فى المعارض الخارجية والمحافل الدولية، الذى أسهم فى إبراز صورة جيدة لمصر، وأنها المقصد الآمن لأى سائح، بالإضافة إلى التعاون الكبير مع القطاع الخاص». وأضاف: «كما يجب التعاون وفتح المجال أمام شركات الطيران الأجنبية، للدخول بكل فئاتها إلى مصر، سواء منخفض التكاليف أو المنتظم، إلى جانب التوسع فى استخدام وسائل التواصل الاجتماعى لتسويق الحملات الدعائية للسياحة المصرية».

سها عبدالوهاب: برامج لتأهيل طلاب «السياحة والفنادق» لسوق العمل.. وملتقى توظيف بالكليات

كشفت الدكتورة سها عبدالوهاب، عميد كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان، عن تنفيذ الكلية برامج جديدة لتأهيل طلابها لسوق العمل، خاصة طلاب الفرقة الرابعة، وذلك فى ظل زيادة الحركة السياحية المتوقعة خلال الفترة المقبلة، التى ستقابلها زيادة فى أعداد العاملين بالقطاع السياحى.

وأوضحت عميد «السياحة والفنادق» بجامعة حلوان، أن من بين هذه البرامج برنامج «إدارة عمليات الطيران»، كأول برنامج من نوعه فى منطقة الشرق الأوسط لتأهيل الطلاب للعمل فى مجال الطيران، إضافة إلى عقد شراكات مع كبرى المنشآت السياحية لتدريب الطلاب وإكسابهم الجانب العملى.

وأضافت: «ننفذ برنامجًا آخر قائمًا على تلقى الطالب المناهج الدراسية فى الكلية، نصف فصل دراسى، والنصف الآخر داخل أحد الفنادق المشاركة معنا فى عملية التأهيل، مع السعى لوضع برامج أخرى للجمع بين الجانبين النظرى والعملى». وأفادت بأن هناك نسبة قليلة جدًا من العاملين فى المجال السياحى من خريجى كليات السياحة والفنادق، رغم افتقار أغلب المنشآت السياحية والفندقية إلى العمالة المدربة والمؤهلة، ولذلك تسعى الكلية إلى وضع برامج مشتركة مع القطاع الخاص السياحى؛ للاستعانة بطلاب هذه الكليات. وتابعت: «نظمنا ملتقى توظيف داخل الكلية، ومن خلاله استعان عدد من ممثلى القطاع الخاص بالطلاب والخريجين، وسنواصل تنظيم مثل هذه الفعاليات خلال الفترة المقبلة؛ لمساعدة الطلاب والخريجين فى العمل فى مجال دراستهم».

 

 

هشام وهبة: استعادة ثقة القطاع الخاص بـ«إعفاءات كورونا» 

أشاد هشام وهبة، عضو مجلس إدارة غرفة «المنشآت السياحية»، بالإجراءات المنفذة من قبل الدولة فى القطاع السياحى، خلال فترة جائحة فيروس «كورونا»، لمساهمتها فى حماية القطاع، واستعادة الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، خاصة ما يتعلق باعتماد استراتيجية تسويقية وتحفيزية لاستعادة هذه الحركة.

وأوضح «وهبة» أن من بين هذه الإجراءات إرجاء المديونيات والرسوم المستحقة على القطاع السياحى، وإطلاق مبادرات من قبل البنك المركزى لدعم المستثمرين السياحيين، والإعفاء من سداد رسوم التأشيرة السياحية، بالإضافة الى التسهيلات التى قُدمت للسائحين الوافدين فيما يتعلق بالحصول على التأشيرة، حتى أصبح هناك أكثر من ١٨٠ جنسية يمكنها الحصول على تأشيرة الدخول فور وصولهم المنافذ المصرية، بالإضافة إلى ٧٨ جنسية يمكنها الحصول على «التأشيرة الإلكترونية».

حسام هزاع:  المشاركة الواسعة فى المعارض العالمية

نبه الدكتور حسام هزاع، عضو «الاتحاد المصرى للغرف السياحية»، إلى عامل مهم فى جذب سائحين بأعداد كبيرة إلى مصر فى ٢٠٢٣، وهو المواقع الإلكترونية الدولية المهتمة بالسفر والسياحة، من خلال التقارير التى نشرتها على مدار العام، وسلطت فيها الضوء على المواقع الأثرية والسياحية فى مصر.

وقال «هزاع»: «هذه التقارير الدولية كانت عاملًا مؤثرًا فى زيادة الحركة السياحية القادمة إلى مصر من مختلف الأسواق، خلال العام المنقضى، سواء من أجل السياحة الشاطئية أو الثقافية، بالإضافة إلى جهود القطاع الخاص، والمشاركة فى البورصات والمحافل السياحية».

وأضاف: «لا يوجد معرض إلا وستجد به عددًا من شركات السياحة المصرية لعرض برامجها، ولقاء منظمى الرحلات المشاركين فى هذه المعارض، وهذه أداة مهمة من أدوات الترويج للمنتج السياحى المصرى، سواء بين الشركاء بالخارج أو الجمهور المستهدف نفسه».