رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مفقودو غزة.. حكايات من دفتر الحياة الأخرى أسفل الأنقاض

آثار الدمار فى غزة
آثار الدمار فى غزة

قُصف منزل محمد نصر الله، في منتصف نوفمبر الماضي، خلال غارة إسرائيلية في دير البلح، كان المنزل يضمه هو وزوجته واثنان من أبنائه الرجال، ماتت الزوجة ونجا "محمد" لكنه فقد الأبناء أسفل الأنقاض.

مرّ نحو 28 يومًا على ذلك الحادث، وإلى الآن لم يجد "محمد" أبنائه ولا جثامينهم أسفل الأنقاض، قائلًا: "كنت أود دفنهم إذا ما وصلت للجثامين ولكن الدفاع المدني لم يصل إلى الجثامين إلى الآن".

يوضح أنه ظل ثلاث ليالي برفقة الدفاع المدني، ينتشلون الجثث واحد تلو الآخر على أمل الوصول إلى ابنيه الاثنين من أجل دفنهما وتكريمهما إلا أن ذلك لم يحدث، ولم يصل إلى أية جثامين إلى الآن.

وهذا هو حال الكثيرين من أبناء غزة الذين تعرضوا للقصف والقتل والدمار خلال العدوان الإسرائيلي الحالي على القطاع.

7 آلاف مفقود منذ بدء العدوان

وأكد الدكتور محمد أبو سمرة، رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني، خلال مداخلة هاتفية له، أن عدد الشهداء تجاوز الـ60 ألف شهيد، وربع مليون فلسطيني ما بين جرحى وشهداء، فضلًا عن أن الدفاع المدني عاجز منذ شهرين عن أداء عمله ورفع الأنقاض وقدم أكثر من 200 شهيد.

وأوضح أنه هناك عشرات آلاف الشهداء تحت الأنقاض، وهناك آلاف الأسماء نعرفها ما زالت تحت الأنقاض، مؤكدًا أن العدو يستهدف كل من يحاول رفع الأنقاض لاستخراج الجثامين.

بينما المكتب الإعلامي الحكومي، أكد أنه وقعت 1993 مجزرة إسرائيلية، و7 آلاف مفقود منذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، ولم يتم إيجاد المفقودين أو جثثهم حتى الآن.

 

كان نجل عزيزة نوفل، فلسطينية، أحد المفقودين في تلك الأنقاض، إذ قصف الاحتلال الإسرائيلي مخيم النصيرات، والمخبز الخاص به والذي كان يقف فيه نجلها من أجل الحصول على الخبز للأسرة، إلا أنه لم يعود من يومها ولم يتم العثور على جثمانه.

تقول: «خرج ابني من أجل الوقوف في طابور مخبز النصيرات للحصول على الخبز، إلا أن إسرائيل أغارت بشكل مفاجئ على المخبز واستشهد الكثيرون، إلا إنني لم أجد جثمان ابني إلى الآن ولا أعرف أين هو وهل مصاب أم استشهد».

توضح أن المخبز والمخيمات خلفت أنقاض لكنها لا تعلم هل ابنها أسفلها أم لا: «لا هو موجود كي أعلم أنه حي ولا جثمانه موجود كي أعلم أنه استشهد وأقوم بدفنه مثل شهداء غزة، هو في عداد المفقودين فقط ولا أعلم عنه شيء منذ ذلك الحادث».

ارتكب شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 23 ألفا و843 شهيدًا 10400 طفل و7100 من النساء، بينما الغارات أصابت 60317 ألف شخص، وهناك 337 شهيدًا من الطواقم الطبية، و45 شهيدًا من الدفاع المدني، بينما  يقدر عدد المعتقلين بـ2600 معتقل بينهم 99 من الطواقم الطبية و10 صحفيين.

  117 شهيدًا من الصحفيين و7 آلاف مفقود 70% منهم من النساء والأطفال و6200 مصاب حرج يحتاج للسفر، و704 جرحى سافروا، و10 آلاف مريض سرطان و2 مليون نازح، و400 ألف مصاب بالأمراض المعدية.