رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"جيوب المجاعة" تضرب غزة.. ومؤسسات دولية تكشف "كذبة" الاحتلال بشأن المساعدات

المجاعة
المجاعة

سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في تقرير، الضوء على أوضاع المدنيين في شمال غزة والنازحين إلى جنوب القطاع، بعد مرور أكثر من مائة يوم على العدوان الإسرائيلي، مشيرة إلى أن "جيوب المجاعة" باتت موجودة بالفعل، حيث يضحي الآباء بما تبقى من طعام لأطفالهم.

وأشار التقرير، المنشور اليوم الثلاثاء، إلى أن وصول وكالات الإغاثة إلى شمال غزة، حيث لا يزال يعيش 300 ألف شخص وسط الأنقاض، أصبح أكثر صعوبة بسبب القتال المستمر.

ولفت إلى أن فرق الإغاثة تشتبه بشدة في وجود "جيوب مجاعة" في شمال غزة، لكن نقص البيانات حول سوء التغذية بين الأطفال ووفياتهم يعني عدم استيفاء المعايير الرسمية لإعلان المجاعة"، منوهًا بأن الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الإثنين، أظهرت المئات وهم يهرعون إلى شاحنة تجلب الطعام.

وأوضح أن الحرب التي تشنها إسرائيل ضد حماس في غزة، أدت إلى إلحاق أضرار جسيمة بمساحات واسعة من القطاع وتشريد معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، منوهة بأن العديد منهم أجبر على الانتقال خمس أو ست أو سبع مرات، وفقدوا معظم ممتلكاتهم وأموالهم أثناء بحثهم عن الأمان.

ولفتت إلى أنه في مدينتي رفح وخان يونس، في جنوب القطاع، تغطي الخيام والمساكن المؤقتة جميع الأراضي المتاحة تقريبًا، حيث تتكدس العديد من العائلات في الشقق أو في الملاجئ التي تديرها الأمم المتحدة في المدارس أو تنام على أرضيات المستشفيات.

 

 

لا طعام ولا ماء ولا تدفئة

 

ونقل تقرير "الجارديان" عن اثنين من النازحين من شمال غزة إلى رفح وخان يونس، إنهما يشعران بالموت من البرد؛ حيث لا يوجد طعام ولا ماء ولا تدفئة.

وأشار إلى أن النازحين في حالة جوع دائمة؛ حيث يتناولون وجبة واحدة فقط في اليوم، من الخبز المصنوع من الدقيق والملح، ربما مع بعض الفاصوليا المعلبة إذا تمكنوا من شرائها من "السوق السوداء".

وذكر أنه من المفترض أن تصل المزيد من المساعدات إليهم، لكنه لا يوجد شىء باستثناء بعض الفاكهة باهظة الثمن، منوهة بأن ثمن التفاحة الواحدة الواحدة بلغ 8 دولارات ما يعادل (6.30 جنيه إسترليني)، وأن الوقود اللازم للطهي يكاد يكون من المستحيل العثور عليه.

وأوضح أن العديد من النازحين لم يعد لديهم أي أموال بعد ثلاثة أشهر من الحرب ولا يستطيعون حتى شراء الأساسيات لصنع الخبز، مبينة أن سعر خمسة وعشرين كيلوجرامًا من أكياس الدقيق يبلغ الآن 50 دولارًا، أي ستة أضعاف سعرها قبل الحرب، كما ارتفع سعر الملح بنسبة 1800%، في حين الوقود الوحيد المتوفر هو الخشب المقطوع من الأشجار الحية، الذي يحترق بشدة وباهظ الثمن.

ونقلت "الجارديان" عن الأطباء في غزة قولهم: إن الأطفال، الذين أضعفهم نقص الغذاء، توفوا بسبب انخفاض حرارة الجسم، وأن العديد من الأطفال حديثي الولادة الذين كانت أمهاتهم تعاني من سوء التغذية لم ينجوا لأكثر من بضعة أيام.

وقال تيس إنجرام، المتحدث باسم مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة في رفح: "ليس لدينا أرقام ولكن يمكننا القول إن الأطفال يموتون نتيجة للوضع الإنساني على الأرض وكذلك بسبب التأثير المباشر للقتال".

 

إسرائيل تعرقل دخول المساعدات

 

وقالت وكالات الأمم المتحدة، إن غزة بحاجة ماسة إلى المزيد من المساعدات الإنسانية، حيث أفادت السلطات الفلسطينية بأن عدد الشهداء في القطاع خلال العدوان الإسرائيلي هناك ارتفع إلى أكثر من 24 ألف شخص.

وأضاف برنامج الأغذية العالمي واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية في بيان مشترك، أنه يجب فتح طرق دخول جديدة إلى غزة، ويجب السماح لمزيد من الشاحنات بالدخول كل يوم، ويجب السماح لعمال الإغاثة وأولئك الذين يبحثون عن المساعدة التحرك بأمان.

ولفت إلى أن تسليم المساعدات تعرقل بسبب فتح عدد قليل للغاية من المعابر الحدودية من إسرائيل، وبطء عملية فحص الشاحنات والبضائع المتجهة إلى غزة، واستمرار القتال.