رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أماكن محدودة.. كيف ستصل المساعدات إلى غزة بعد توقف المعابر؟

مساعدات
مساعدات

في أعقاب التوغل الإسرائيلي في رفح هذا الأسبوع، أغلق الجيش الإسرائيلي لفترة وجيزة معبر كرم أبوسالم واستولى على معبر رفح من جهة غزة، مما أدى إلى خنق تدفق الغذاء والوقود والإمدادات الطبية التي تشتد الحاجة إليها، في الوقت الذي يعتقد فيه الخبراء أن أجزاء من غزة تعاني من نقص الغذاء وأخرى تعاني بالفعل من المجاعة وتوفي العديد منهم بسبب سوء التغذية.

ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة، بلغ عدد شاحنات المساعدات التي دخلت غزة منذ أكتوبر ما مجموعه 1،674 شاحنة عبر معبري كرم أبوسالم ورفح، وهما نقطتا الدخول الرئيسية للمساعدات إلى القطاع. ولكن منذ يوم الأحد، لم تدخل أي شاحنات مساعدات إلى غزة من أي من نقطتي الدخول، حتى بعد أن قالت دولة الاحتلال إنها أعادت فتح معبر كرم أبوسالم يوم الأربعاء.

وتفرض الدولة الصهيونية قيودًا شديدة على دخول المساعدات إلى غزة منذ بدء الحرب، الأمر الذي خلق ما يقول خبراء المساعدات إنها أزمة جوع من صنع الإنسان، ويحذر العاملون في المجال الإنساني من أن الأزمة ستتفاقم بدون الوقود اللازم لتشغيل المخابز والمستشفيات، وفيما يلي نظرة على الطرق الرئيسية للمساعدات إلى غزة وحالتها:

معبر كرم أبوسالم

أغلقت إسرائيل معبر كرم أبوسالم بعد هجوم شنته حماس يوم الأحد الماضي، أدى إلى مقتل أربعة من جنودها في المنطقة.

وادعت يوم الأربعاء أنها أعادت فتح المعبر، لكن الأمم المتحدة وآخرين شككوا في هذا الادعاء لأنه لم يسمح للشاحنات بالمرور، وبعد ظهر يوم الجمعة، سمحت إسرائيل بدخول ما لا يقل عن 157 ألف لتر من الوقود، وفقًا لسكوت أندرسون، المسئول الكبير في وكالة الأمم المتحدة لشئون الفلسطينيين "الأونروا"، لكنه أضاف: "أنه لم تدخل أي مساعدات إنسانية، بما في ذلك الإمدادات الغذائية والطبية، منذ يوم الأحد".

ويعد معبر كرم أبوسالم شريانًا رئيسيًا للمساعدات إلى غزة منذ افتتاحه في ديسمبر، وهو المكان الذي تدخل إليه الآن معظم شاحنات المساعدات. 

وقبل التوغل الإسرائيلي في رفح، دخل ما متوسطه 185 شاحنة إلى المعبر المعروف أيضًا باسم "كيرم شالوم" يوميًا الأسبوع الماضي، وبلغت ذروتها عند 270 شاحنة يوم الجمعة الماضي، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة. 

وقالت جماعات الإغاثة منذ أشهر، "إن هناك حاجة إلى 300 شاحنة على الأقل يوميًا لمنع المزيد من سوء التغذية وتفاقم الجوع".

معبر رفح

لا يزال معبر رفح مغلقًا، وهو يشكل بوابة مهمة لخروج المصابين والمرضى من القطاع لتلقي العلاج في الخارج. 
وقالت وزارة الصحة في غزة: "إن العشرات من المصابين بأمراض مثل سرطان الثدي وسرطان الغدد الليمفاوية لم يتمكنوا من مغادرة غزة منذ يوم الأحد".

معبر إيريز 

جدير بالذكر أن معبر إيريز على الحدود الشمالية لغزة مفتوح، لكن المساعدات المحدودة تتدفق عبره، وفقًا لبيانات من مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق المحتلة، ومسئول في الأونروا. 

ومعبر إيريز هو المعبر الحدودي الوحيد في الشمال، ولم يتم افتتاحه إلا الشهر الماضي بعد ضغوط من الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية المحتلة على موقعها الإلكتروني: "إن 36 شاحنة مساعدات وشاحنة وقود واحدة مرت عبر معبر إيريز يوم الخميس". 

وقال مسئول الأونروا إن الوكالة التابعة للأمم المتحدة "أرسلت 67 شاحنة عبر معبر إيريز يوم الأربعاء، ولم يمر أي شيء منذ ذلك الحين، ولم يتضح على الفور سبب التناقض بين الأرقام والأيام".

إن إرسال المزيد من المساعدات إلى شمال غزة سيكون أمرًا حاسمًا لمنع المزيد من الوفيات المرتبطة بسوء التغذية في المنطقة.

وفي شهر مارس، توقع خبراء الصحة أن شمال غزة سيواجه قريبًا مجاعة، وفي يوم السبت، قالت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي: "إن أجزاء من غزة تعاني بالفعل من المجاعة". 

وحتى منتصف أبريل، قال مسئولو الصحة في غزة: "إن 28 طفلًا على الأقل تقل أعمارهم عن 12 عامًا ماتوا بسبب سوء التغذية في المستشفيات، وربما عشرات آخرين خارج المراكز الطبية".

طريق البحر

بما أن غزة لا يوجد بها رصيف دولي خاص بها، حيث منعت إسرائيل لسنوات بناءه، قال الجيش الأمريكي في مارس: "إنه سيبني رصيفًا مؤقتًا لإيصال المساعدات عن طريق البحر"، وهو جزء مما قال إنه "جهد متعدد الجوانب لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة".

وقال البنتاجون يوم الخميس: إنه تم الانتهاء من بناء الرصيف العائم والجسر، لكن سوء الأحوال الجوية والبحر حالت دون تركيبهما، ولا يزالون في ميناء أشدود الإسرائيلي.

وقال البنتاجون: إن سفينة شحن أمريكية تدعى "ساجامور" غادرت قبرص يوم الخميس، وأظهرت مواقع تتبع السفن أن السفينة متمركزة في أشدود.

وتحمل سفينة ساجامور أكثر من 170 طنًا متريًا من ألواح التغذية، وفقًا للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ولكن لا يمكن تفريغها وتوزيعها في غزة حتى يتم تركيب الرصيف. ومن غير الواضح متى قد يتم ذلك، حيث قال البنتاجون: "إن التثبيت سيعتمد على الظروف الأمنية والطقس".

الإنزال الجوي

قال مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق المحتلة يوم الخميس: "إنه تم إسقاط 117 طردًا جويًا في شمال غزة في ذلك اليوم، ولم تبدأ عمليات الإنزال الجوي إلا في شهر مارس لمحاولة منع وقوع كارثة إنسانية أكبر مع تزايد الجوع في الأراضي الفلسطينية". 

لكن خبراء الإغاثة انتقدوا عمليات الإسقاط الجوي باعتبارها ربما الطريقة الأكثر فعالية لإيصال المساعدات إلى غزة، وفي بعض الحالات تكون مميتة. 

وسقطت طرود المساعدات التي أسقطتها الطائرات في شهر مارس على العديد من الفلسطينيين في مدينة غزة، مما أسفر عن مقتل خمسة وإصابة عدد آخر، وفقا لمسئولي الصحة في غزة، وفي حالة أخرى، غرق عشرات الفلسطينيين أثناء محاولتهم استعادة الطرود التي تم إسقاطها عمدًا فوق الماء لمنع المزيد من الوفيات إذا فشلت المظلات في الفتح.