رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تهديدات بلينكن.. هل تترجم الولايات المتحدة غضبها من إسرائيل لعقوبات؟

أنتوني بلينكن ونتنياهو
أنتوني بلينكن ونتنياهو

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل الأخيرة لم تكن مثل الزيارات السابقة، فقد كانت لهجة بلينكن أكثر حدة، وخالية من الدبلوماسية، وقال إن إسرائيل فقدت الدعم الدولي والأرضية الأخلاقية في حربها على قطاع غزة، ولكن يبدو أن الغضب الأمريكي الذي تسعى واشنطن لتصديره فقط من خلال التصريحات لم يكن قادرًا على كبح حالة الاحتقان المتزايدة في الداخل الأمريكي، وطالب البعض بالانتقال من مجرد تهديدات شديدة اللهجة إلى أفعال وعقوبات.
 

لهجة بلينكن الغاضبة في إسرائيل لا تجبر الاحتلال على إنهاء الحرب

وأضافت أن بلينكن أوضح أن الاحتلال الإسرائيلي يتبع سياسة الأرض المحروقة في جنوب غزة مثلما فعل في شمال غزة، وكان يتعين العمل على خفض عدد الضحايا بين المدنيين، وضرورة زيادة المساعدات الإنسانية لتجنب تفاقم الأزمة الإنسانية.

وتابعت أن الإسرائيليين ادعوا أنهم انتقلوا من القصف شديد العدوانية والهجوم البري إلى استهداف استراتيجي لكبار مسئولي حماس وأكثر دقة.

وأضافت أنه بالرغم من تصريحات المسئولين الإسرائيليين فإن شدة الهجمات لم تتراجع ولم ينخفض عدد الضحايا المدنيين، ولم تدخل المساعدات الإنسانية المصطفة على جانبي معبر رفح من الجانب المصري بالشكل المطلوب.

وأشارت إلى أنه يبدو أن إسرائيل عازمة على الاستمرار في الحرب المكثفة حتى نهاية شهر يناير الحالي، ولكن يبدو أن إدارة بايدن، الحليف الأقرب لإسرائيل والمزود الرئيسي للأسلحة، غير قادرة أو غير راغبة في ممارسة تأثير ذي معنى على كيفية إدارة الجيش الإسرائيلي للحرب. 

وتابعت أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة كانت في طليعة الجهود الرامية إلى إيصال المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين هناك، إلا أن دورها المزدوج باعتبارها المدافع الرئيسي عن إسرائيل ضد عالم متزايد العداء قد قوبل بانتقادات ومطالبات دولية ومحلية متصاعدة.

وأضافت أن المعدل المرتفع للضحايا المدنيين أدى إلى دعوات من اليسار للإدارة لوضع شروط على مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية الأمريكية المقدمة لإسرائيل كل عام، وقال مات دوس، نائب الرئيس التنفيذي لمركز السياسة الدولية والمستشار السابق للسيناتور بيرني ساندرز: "إذا كان الرئيس محبطًا حقًا، فلديه الكثير من الأدوات التي يمكنه استخدامها، الوعد بالدعم غير المشروط والعقوبات".

وأشارت إلى أنه حتى الآن لم تترجم إدارة بايدن غضبها من إسرائيل إلى أفعال، ولكن استمرار الضغط المحلي واقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكي قد يدفع الرئيس جو بايدن لاتخاذ إجراءات أكثر فاعلية لإجبار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وقف الحرب.