رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من الغطرسة والعنف لضعف الشخصية والفوضوية.. ماذا حدث لنتنياهو بعد حرب غزة؟

نتنياهو
نتنياهو

كشفت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، عن أن الغضب ورفض استمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منصبه يشتعل خلف الأبواب المغلقة في الولايات المتحدة الأمريكية، فالعديد من القادة الأمريكيين يرفضون استمراره في الحكم، ويعتقدون أن فترة ولايته انتهت عمليًا، ويتعين إيجاد بديل في أسرع وقت يمكن التفاوض معه لإنهاء حرب غزة، ووصفه بعض المسئولين الأمريكيين بأنه أصبح ضعيف الشخصية وفوضويا ومثيرا للأزمات، لقد تغير نتنياهو بشكل كامل بعد حرب غزة.


نتنياهو ما بين الماضى والحاضر.. ماذا حدث؟

وأفادت المجلة بأن نتنياهو له تاريخ سيئ مع القيادة الأمريكية، خصوصًا الحزب الديمقراطي، الذي لم ينسَ عدم احترام نتنياهو للرئيس الأمريكي باراك أوباما، وتودده لخليفته دونالد ترامب قبل الانتخابات، واستغلاله الانقسامات الحزبية الأمريكية.

وتابعت أن الرئيس جو بايدن ومساعديه على اتصال منتظم مع رئيس الوزراء وفريقه، عبر الهاتف أو افتراضيًا، إن لم يكن شخصيًا، ويزور وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، إسرائيل مرة أخرى هذا الأسبوع كجزء من جولة رابعة في الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر.

ووفقًا لمسئول إسرائيلي، فإن نتنياهو اليوم أكثر تهذيباً وتعباً وتجويفاً مما كان عليه في الماضي، عندما كان مشهوراً بغطرسته، قائلاً: "اليوم هو أكثر هدوءًا، يتحدث دائمًا بصوت منخفض، يجيب عن أي أسئلة في الاجتماعات الوزارية، على عكس ما كان عليه في السابق".

وتابع: "أصبح أكثر حذرًا وعمليًا، حتى في تصريحاته فهو يخشى دائمًا رد فعل الائتلاف اليميني"، بينما قال مسئول أمريكي إن نتنياهو يبدي رفضه بعض المقترحات الأمريكية خوفًا من الائتلاف اليميني الذي أصبح التيار الوحيد الذي يدعمه.

ويعتقد المسئولون الأمريكيون أن الضغط السياسي من اليمين المتطرف هو أحد الأسباب التي تجعل نتنياهو يتراجع عن طلبات الولايات المتحدة للسماح بوصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث يعاني العديد من الفلسطينيين من الجوع.

وأفاد المسئول بأن نتنياهو يواجه طموحات بن غفير وسموتريتش المتعلقة بإجبار سكان غزة على الهجرة الطوعية، سواء إلى مصر أو إلى بلدان العالم المختلفة، وضم غزة للأراضي الإسرائيلية، وانتقدت الخارجية الأمريكية هذه الطموحات ووصفتها بغير المسئولة.

وتابع أن واشنطن لم تسعَ لبناء علاقة مع بن غفير وسموتريتش خوفا من أن يحاول الاثنان استخدام مثل هذا الاتصال كوسيلة لإضفاء الشرعية على أفكارهما اليمينية المتطرفة.

وأضاف المسئول الأمريكي: "نتنياهو على الرغم من أنه ضعيف ومثير للمشاكل على المستوى الشخصي، إلا أنه ليس أيديولوجياً مجنوناً مثل هؤلاء الرجال".

ويقول بعض المسئولين الأمريكيين إنه كلما طال أمد الحرب كان من الأسهل على نتنياهو أن يؤخر إجراء تحقيق جدي في أسباب فشل إسرائيل في منع هجوم حماس.. إن النجاح في هزيمة حماس قد يؤدي أيضاً إلى تقليص الغضب الشعبي الإسرائيلي تجاهه.