رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفوز المستحيل.. كيف دمرت أنفاق حماس حلم إسرائيل بإعلان النصر فى غزة؟

 أنفاق حماس
أنفاق حماس

سلطت مجلة فورين بوليسي الأمريكية الضوء على معركة إسرائيل ضد حركة حماس، وفشلها حتى الآن في تحقيق هدفها المتمثل في إضعاف القدرات العسكرية للحركة وتدمير شبكة الأنفاق الواسعة لها، حيث تُشير التقديرات وحجم الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي مدى تطور أنفاق حماس، والتي فاقت توقعات الجميع في إسرائيل، وأصبح من الصعب على إسرائيل إعلان انتصارها في معركتها مع حركة حماس في غزة.


إسرائيل فشلت في حربها مع حماس.. فهل تنجح في تفكيك أنفاقها؟

وأفادت المجلة، في تقريرها، بأنه خلال الأسابيع العشرة التي تلت إطلاق إسرائيل حملتها البرية ضد حماس في قطاع غزة، اكتشفت قواتها ورسمت مسار سلسلة من الأنفاق تحت الأرض، وهى جزء من شبكة واسعة بنتها حماس على مدار ما يقرب من عقدين من الزمن.

وتشكل الشبكة- التي يستخدمها مقاتلو حماس لإخفاء أنفسهم وأسراهم، والتخطيط للعمليات، وتخزين الأسلحة، ونصب الكمائن للجنود الإسرائيليين- جزءًا مهمًا من البنية التحتية العسكرية للجماعة، وأثبتت أنها أكبر نقطة ضعف لإسرائيل في الحرب، وأصبح تدميرها ضروريًا لإضعاف الحركة، ولكن يبدو أن الأمر صعب ومعقد أكثر من ما اعتقد القادة العسكريون في جيش الاحتلال.

وأضافت المجلة أنه مع بداية العام الجديد، يلوح في الأفق سؤال كبير الآن بالنسبة للمخططين العسكريين والمحللين الذين يسعون إلى استخلاص الدروس من هذه الحملة: ما مدى اقتراب إسرائيل من تدمير شبكة الأنفاق؟ وكم من الوقت سيستغرق الأمر حتى تنتصر قواتها على هذا التهديد؟

وتابعت أن حرب الأنفاق كانت دائمًا واحدًا من أكثر أشكال القتال فتكًا وتعقيدًا، خلال الحرب العالمية الأولى، مات عدة آلاف من القوات البريطانية وهم يحاولون تدمير المواقع الألمانية تحت الأرض، وبعد سنوات، كافحت الولايات المتحدة لهزيمة أعدائها الراسخين في فيتنام وأفغانستان والعراق.

وأشارت إلى أنه عادة ما تنشر الجيوش، التي تواجه هذه التهديدات الجوفية، أقوى أسلحتها، بما في ذلك طائراتB-52، وقاذفات اللهب، والأسلحة الحرارية، والقنابل الخارقة للتحصينات، وغيرها من الصواريخ الجوية الموجهة بدقة، وفي كثير من الأحيان، فشلت هذه التدابير في القضاء على العدو، الذي يعمل من الكهوف والأنفاق وغيرها من الهياكل الجوفية الاصطناعية أو التي من صنع الإنسان.

وأوضحت أن الحرب الشرسة التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة تعد هي الأولى في القرن الـ21 التي تصبح فيها الأنفاق هي النقطة المحورية، حيث دخل جيش الاحتلال في الحرب الحالية وهو يمتلك قدرات عسكرية هائلة بفضل الدعم الأمريكي المطلق، وبالرغم من هذا التقدم فقد فشلت الآليات العسكرية الإسرائيلية والتكنولوجيا المتطورة في تدمير أنفاق حماس أو وقف الهجمات القادمة من تحت الأرض، وتكبدت أكثر الوحدات الإسرائيلية تقدمًا خسائر كبرى بسبب الأنفاق المفخخة.

وتابعت أن هذه الحرب كشفت مدى تطور أنفاق حماس، والتي تم تعزيز هياكلها البدائية التي تعود لأوائل القرن الحالي، بألواح خشبية، حيث تعد الشبكات الحالية أعمق وأكثر صلابة، وتشبه أنفاق التسلل الكبيرة في كوريا الشمالية، واستخدمت حماس تقنيات حفر مدنية متقدمة لحفرها، رافعة بقدراتها الجوفية إلى المستوى التالي.

وأضافت أن جهود حماس الكبرى لتطوير الأنفاق أتت بثمارها، فكانت الحفر نفسها، والطرق المبتكرة التي استخدمت بها حماس الأنفاق، وبقاء الجماعة تحت الأرض لفترة طويلة، كانت أمورًا غير مسبوقة.

وأشارت إلى أن هذه الحرب جعلت من الواضح أن إسرائيل غير قادرة على اكتشاف أو رسم خريطة لشبكة أنفاق حماس بالكامل، لذا لن تتمكن إسرائيل من إعلان النصر على حماس في غزة ما لا تقم بتدمير ما لا يقل عن ثلثي شبكة أنفاق حماس، وهو أمر مستحيل عمليًا.