رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شبح أزمات سلاسل التوريد تُهدد اقتصاد العالم.. معوقات الملاحة في البحر الأحمر تُثير المخاوف

تورديات
تورديات

العديد من الأزمات الاقتصادية التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة تعلقت بسلاسل التوريد، التي تأثرت بعمليات الإغلاق مع انتشار جائحة كورونا، وما تلاها من اشتعال الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وارتفاع في التضخم العالمي، واليوم يعود شبح أزمات سلاسل التوريد ليُطل على العالم من جديد بعد الاضطرابات الكبرى التي شهدتها حركة الشحن والملاحة في البحر الأحمر.
 

اضطرابات الملاحة بالبحر الأحمر 
 

 

وتابع تقرير لشبكة "دويتش فيلا" الألمانية، أنه مع حلول عام 2024، ظهر تهديد جديد لسلاسل التوريد العالمية في البحر الأحمر، حيث قامت أكبر شركات شحن الحاويات في العالم بإيقاف أو تعليق خدماتها في المنطقة بسبب ارتفاع وتيرة هجمات الحوثيين واستهدافهم للسفن التجارية.

وتقول الولايات المتحدة إنها أغرقت القوارب الثلاثة دفاعاً عن النفس بعد أن أطلقت سفن الحوثيين النار على سفينة حاويات “ميرسك” ثم حاولت عناصرها الصعود على متنها  السفينة قبل أن تضربها الولايات المتحدة.

قفزة بأسعار النفط لأكثر من 2% يوم الثلاثاء، في أول أيام التداول بعد الهجمات.

ويهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر منذ نوفمبر الماضي، في ظل اشتعال الحرب الإسرائيلية على غزة، وتجري الهجمات بالقرب من مضيق باب المندب الضيق بين أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، الذي يتحرك من خلاله ما لا يقل عن ثلث سفن الحاويات العالمية يوميًا.

وأفادت الشبكة الألمانية، بأنه على الرغم من أن الحوثيين يزعمون أنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل، إلا أنهم شنوا أكثر من 100 هجوم بطائرات بدون طيار وصواريخ على جميع أنواع السفن التي تبحر في هذا الممر منذ نوفمبر، والسفينة ميرسك التي تعرضت للهجوم في 31 ديسمبر مسجلة في سنغافورة وتديرها شركة دنماركية.

وتابعت أنه رداً على الهجمات، التي تزايدت حدتها وحجمها بشكل ملحوظ منذ منتصف ديسمبر، أنشأت الولايات المتحدة قوة عمل بحرية تضم المملكة المتحدة وفرنسا ودول أخرى في حلف شمال الأطلسي، فضلاً عن حلفاء إقليميين مثل البحرين، وهدفها المعلن، المعروف باسم عملية حارس الازدهار، هو حماية الشحن في المنطقة.

ودفع الوضع الأمني المتوتر شركات مثل Maersk وCMA CGM وHapag-Lloyd وMSC إلى إيقاف عملياتها بشكل دوري في المنطقة خلال الأسابيع القليلة الماضية، مما تسبب في تأخيرات وارتفاع التكاليف.

وأكد التقرير، أن المخاطر التي يشكلها الصراع المتصاعد على الاقتصاد العالمي كبيرة، وإذا تدهور الوضع أكثر، فسوف تستمر تكاليف الشحن في الارتفاع مع لجوء المزيد والمزيد من شركات النقل إلى خيار رأس الرجاء الصالح، ومن المرجح أن ترتفع أسعار النفط وأن يتعرض التعافي الهش من التضخم المرتفع للتهديد.

وتابعت أن هناك خطر آخر للتصعيد من التدخل الإيراني المباشر، وهو أن الشحن في بحر العرب، جنوب المملكة العربية السعودية وغرب الهند، يعتبر أيضًا معرضًا لخطر الهجمات، ويمر حوالي ثلث نفط العالم عبر هذه المياه.