رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يمكن للأهل التعامل مع نوبات غضب أطفالهم؟

علاقات
علاقات

من أصعب الأشياء المتعلقة في التعامل بين أولياء الأمور والأطفال الصغار هي التعامل مع نوبات الغضب التي تأتي للأطفال الصغار ويصحبها صراخ وبكاء، لأن صراخ الطفل يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات التوتر لدى الأهالي والأشخاص المحيطين بهم.

وحسب موقع Hindustan times  فإنه تحد حقيقي أن يعرف الأهل كيفية الرد على نوبات غضب الأطفال الصغار خاصة الذين يبلغون من العمر عامين أو ثلاثة أعوام، لأنهم لا يقدرون على التعبير عن آرائهم واحتياجاتهم والتنفيس عن غضبهم إلا عن طريق البكاء.

قد يعتقد الأهل أن مهاراتهم في التربية هي السبب حتى  يتعلموا بعض الأساليب المفيدة للتعامل مع تلك النوبات، وصرح الطبيب سان جون الاستشاري النفسي قائلا: "على الرغم من أن نوبات الغضب قد تكون محبطة، إلا أنها شائعة في سن ما بين 12 شهرًا و4 سنوات لأن الأطفال الصغار ما زالوا يتعلمون كيفية التعبير عن أنفسهم والتعامل مع مشاعرهم، وتوجد العديد من النظريات حول أفضل السبل للرد على نوبات الغضب أو الانهيارات، ويشير  إلى أن حوالي 85% من الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وثلاثة أعوام يعانون من نوبات الغضب بشكل طبيعي جدا ويجب على الأهل معرفة كيفية التعامل مع هذه النوبات وكيفية تهدئة أطفالهم".

وأضاف: "تبدأ هذه النوبات عادة في عمر 12 إلى 15 شهرًا، وتصل إلى ذروتها بين 18 و36 شهرًا، وتهدأ تدريجيًا بحلول سن الرابعة، كما هو موضح من قبل الرابطة الوطنية لعلماء النفس في المدارس،  ويمكن استخدام المكافآت  أو الاستسلام ولكنها استراتيجيات غير فعالة للرد على نوبات الغضب، بدءًا من المطالبة بالشوكولاتة والحلويات وحتى عدم مشاركة ألعابهم مع الآخرين أو حتى البكاء كل صباح للذهاب إلى المدرسة، يحتاج الآباء إلى التعامل مع الأمر بعناية وعقلانية".

ويستكمل: “يشكل الأسبوع الأول من مرحلة ما قبل المدرسة تحديًا كبيرًا للآباء، من الشائع أن يشعر الأطفال والآباء بمشاعر معينة، عندما يترك الآباء أطفالهم في رعاية المعلمين، يبدأ الأطفال الصغار في البكاء، تشير الدراسات إلى أن  البكاء ليس لأن الطفل لا يستطيع أن يكون مستقلًا، بل لأن الأطفال يرون نقصًا في ثقة الوالدين، وهو ما يعكسه الطفل غالبً، لذلك يوصي المعلمون والمستشارون الآباء بالامتناع عن إظهار أي علامات للقلق أو التخوف أثناء المغادرة، وبدلًا من ذلك الخروج من المكان بثقة”.

استراتيجيات التعامل مع نوبات غضب الأطفال

1. الحفاظ على عقلية إيجابية أثناء نوبات غضب الطفل
من الطبيعي أن يشعر  الأهل بالإرهاق أو الإحباط عندما يواجه اطفالهم مشاعر شديدة. وفي خضم هذه الاضطرابات، من المهم أن نأخذ في الاعتبار بعض النقاط الأساسية:

● تطبيع نوبات الغضب: نوبات الغضب جزء أساسي من نمو الطفل، من الشائع أن ننظر إليها على أنها هجوم شخصي على مهارات الأبوة والأمومة، ولكن من الضروري أن ندرك أن الأطفال الصغار غالبًا ما يكافحون من أجل إدارة مشاعرهم المهمة.

● التواصل من خلال نوبات الغضب: تعتبر نوبات الغضب بمثابة شكل من أشكال التواصل لدى الأطفال الذين قد لا يمتلكون بعد المهارات اللازمة للتعبير عن مشاعرهم لفظيًا، ويعد تدريس التواصل الفعال والإدارة العاطفية عملية تعليمية تتطلب توجيهًا من الوالدين.

● الفضول: بدلًا من الرد فقط على سطح نوبة الغضب، يجب بالتعمق في فهم المحفزات مثلا هل يتجنب الطفل مهمة ما، أو يبحث عن شيء ما، أو يبالغ في التحفيز، أو يحاول إيصال حاجة لم يتم تلبيتها؟ إن الفضول بشأن السبب الجذري يعزز الاستجابة الأكثر تعاطفًا.

2. ما يجب تجنبه أثناء نوبات الغضب:
● الرشوة: قد يؤدي تقديم المكافآت لتهدئة الطفل إلى نتائج عكسية، مما يؤدي إلى غرس صلة بين سوء السلوك والمكافآت.

● الانضباط الجسدي: الضرب أو الصراخ  هي أساليب انضباط غير فعالة على المدى الطويل وقد تساهم في السلوك العدواني.

● الاستسلام: على الرغم من إغراء الطفل، إلا أن الاستسلام لمطالبه يعزز السلوك، ويجعله أكثر عرضة للتكرار، إن الحفاظ على الهدوء والوقوف على أرض الواقع أكثر فائدة.

3. نصائح وردود فعالة على نوبات الغضب:
● الحفاظ على الهدوء: قبل الرد خذ لحظة لتستجمع قواك، يتعلم الأطفال من ردود أفعال البالغين، لذا فإن الحفاظ على الهدوء أمر أساسي.

● التحقق من صحة المشاعر: اعترف بمشاعر طفلك، حتى لو كنت تعتقد أنها تبدو غير مبررة، وهذا يعزز الثقة والتواصل.

● توقعات واضحة: قم بتوصيل توقعات السلوك المقبولة بوضوح بدلًا من مجرد قول "لا".

● اعرض الاختيارات: زود طفلك بخيارين مقبولين لإدارة عواطفه، وتمكينه من الشعور بالسيطرة.

● التواصل مع المعلمين: يجب أن يكون أولياء الأمور منفتحين لقبول نوبات الغضب الناشئة التي لا يمكن ملاحظتها في المنزل، يواجه الأطفال، خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة، بيئة اجتماعية غير مألوفة لهم تمامًا، وفي هذه البيئة، قد يظهرون أنواعًا جديدة من نوبات الغضب والسلوكيات التي لم يلاحظها آباؤهم في المنزل، ولمعالجة هذه المشكلة، يأتي دور الحضانة كأولوية للمشاركة في محادثات شخصية ومفتوحة مع أولياء الأمور، وإبلاغهم بأي تغييرات سلوكية أو نوبات غضب قد يظهرها طفلهم الصغير.

● الصبر والثناء: بعد أن تهدأ نوبة الغضب، عزز السلوك الإيجابي بالثناء، وهذا يشجع الإجراءات الإيجابية في المستقبل.

● إنشاء إجراءات روتينية: توفر الإجراءات الروتينية البسيطة القدرة على التنبؤ، مما يساعد الأطفال على الشعور بالأمان.

● تعليم كلمات الشعور: زود طفلك بمفردات للتعبير عن المشاعر لتقليل الاعتماد على نوبات الغضب كوسيلة للتواصل.

● تقديم مهارات التأقلم: مثل تعليم الأطفال أخذ بعض الأنفاس العميقة أو مساعدتهم على العد التنازلي أو تغيير المكان بحيث يمكن لمكان مختلف أن يصرف انتباههم عن كل ما يزعجهم ويسبب لهم نوبة غضب.