رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى القدّيس داماسُس الأوّل

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة اللاتينية اليوم الإثنين، بذكرى القدّيس داماسُس الأوّل، البابا، الذي ولد في اسبانيا عام 305 تقريباً. 

وانضم الى الإكليروس في روما عام 366 سيم أسقفاً على كنيسة روما في أيام مليئة بالكوارث وجمع المجامع لمقاومة الهراطقة والمنشقين. شجع إكرام الشهداء وزين مدافنهم بالآيات وبالشعر. توفي عام384.

عظة احتفالية للكنيسة اللاتينية 

والقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها: أيّها المسكين آدم! عمّ كنت تبحث غير الحضور الإلهي؟ لكنّك جاحد، وها أنت تجترّ إثمك: لا، سأكون مثل الله!. يا له من كبرياء لا يُحتمل! لقد صُنعت للتوّ من الطين والوحل، وتريد بكلّ وقاحة أن تصبح مثل الله؟ هكذا أوصلت الكبرياء إلى العصيان، سبب مأساتنا.

أيّ تواضع يمكن أن يعوّض عن هكذا غرور؟ أيّ طاعة إنسان يمكن أن تلغي أثر إثم كهذا؟ كيف يستطيع الإنسان، وهو أسيرٌ، تحرير أسير؟ وكيف يستطيع تحرير إنسانٍ دَنِس وهو بدوره دنس؟ هل ستفنى خليقتك، يا الله؟ "أنَسيَ اللهُ رأفَتَه أَم حَبَسَ مِنَ الغَضَبِ أَحشاءه؟" . لا! قال الربّ: "لِأَنِّي أَعلَمُ أَنَّ أَفْكارِيَ الَّتي أُفَكِّرُها في شَأنِكم هي أَفْكارُ سَلامٍ لا بَلْوى" 

إذًا، أسرعْ، يا ربّ؛ تعال بسرعة! شاهدْ دموع الفقراء؛ "ولْيَبلغْ إِلى أمامِكَ تَنَهّدُ الأسير". أيّ زمن سعادة، أيّ يوم ممتع ومرغوب فيه، حين يصرخ صوت الآب قائلاً: "مِن أَجْلِ اْغْتِصابِ البائِسينَ وتَنَهّدِ المَساكين، أَقومُ الآن"... أجل، "خَلِّصْ يا رَبُّ، فإِنَّ الصَّفيَّ قدِ أنقَرَض والأَمينَ مِن بَني آدَمَ قد زال".

و"أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ". يا إخوتي، إنّ طريق الربّ الذي يُطلَبُ منّا إعداده يتمّ من خلال السير عليه، ونحن نسير عليه أثناء إعداده. حتّى لو قطعتم مسافة طويلة على هذا الطريق، يبقى عليكم دائمًا أن تعدّوه، كي تتمكّنوا، من النقطة التي بلغتموها، من البقاء مشدودين نحو الأبعد. بهذه الطريقة، ومع كلّ خطوة تقومون بها، تلاقون الربّ الذي تعدّون طريقه، الربّ المتجدّد دائمًا والأعظم دائمًا. 

لهذا السبب، يصلّي البارّ بهذه الطريقة: "عَلِّمْنِي يَا رَبُّ طَرِيقَ فَرَائِضِكَ فَأَحْفَظَهَا إِلَى النِّهَايَةِ". رُبَّما أُسمِي "الطريق الأبدي" لأنّه إذا أعدّت العناية الإلهيّة طريق كلّ إنسان وحدّدت له نهايته، فإنّ طيبة ذاك الذي تتقدّمون باتّجاهه غير محدودة. لذا، سيقول المسافر الحكيم والمصمّم إنّه ما زال في بداية الطريق حين يكون قد بلغ نهايته؛ سينسى ما يوجد وراءه ليقول كلّ يوم: “يَهُمُّني أَمرٌ واحِد وهو أَن أَنْسى ما ورائي وأَتَمطَّى إِلى الأَمام”.