رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمطار الشتاء تجلب المزيد من المعاناة للنازحين في غزة.. ما القصة؟

 غزة
غزة

من الممكن أن يواجه سكان غزة أزمة متفاقمة، علاوة على الهجوم الإسرائيلي الذي أودى بحياة أكثر من 13.000 شخص فلسطيني جراء الحرب الإسرائيلية بسبب تدهور الأحوال الجوية وحلول فصل الشتاء. 

وفقًا لمنظمة العمل ضد الجوع، ستضيف مياه الأمطار الوشيكة إلى تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض.

وقالت المنظمة إنَّ هطول الأمطار الحالي سيزيد من مياه الصرف الصحي التي تتدفق بالفعل عبر الشوارع، ومن المرجح أن تؤدي مياه الأمطار الممزوجة بمياه الصرف الصحي إلى زيادة الأمراض واحتمال تفشيها، والتي ستنتشر بسرعة بسبب الاكتظاظ في ملاجئ النازحين.

وقالت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة الماضي 17 نوفمبر إنها تشعر بقلق بالغ إزاء انتشار الأمراض في غزة، حيث تسببت أسابيع من القصف الإسرائيلي في اكتظاظ السكان في الملاجئ التي تعاني من ندرة الغذاء والمياه النظيفة.

وقال ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة: "إننا نشعر بقلق بالغ إزاء انتشار المرض مع حلول فصل الشتاء".

وأضاف أنه تم تسجيل أكثر من 70 ألف حالة إصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة وأكثر من 44 ألف حالة إسهال في الجيب المكتظ بالسكان، وهي أرقام أعلى بكثير من المتوقع.

وفي الملاجئ المكتظة في خان يونس، يعمل لدى المنظمة الخيرية الدولية موظفون يدعمون المدنيين الذين يواجهون أعلى مستويات الاحتياجات الإنسانية، وقد فر أكثر من 750،000 شخص إلى جنوب غزة في أعقاب الصراع العنيف، مما أدى إلى نزوح 1.5 مليون شخص بشكل عام، حيثُ ويعتمد العديد من النازحين على المساعدات المائية في الملاجئ.

ويؤدي عدم توفر المياه إلى خلق أرض خصبة لحساسية الجلد والإسهال، والتي تنتشر بسهولة في ظل ظروف الاكتظاظ في الملجأ. إذ يتم توصيل المياه كل خمسة أيام، وحتى في هذه الحالة يكون لدى الناس زجاجة مياه واحدة فقط لمسح أجسادهم.

بحسب التقارير الفلسطينية، لقد تضررت جميع خزانات المياه في منازل غزة، ولم يعد بإمكان الأهالي تخزين المياه، حيثُ انتهى بهم الأمر إلى إعادة تدوير المياه الناتجة عن التنظيف أو الغسيل، ومع قدوم العواصف والأمطار، لن يكون العديد من الأشخاص الذين يعيشون في المناطق المزدحمة مستعدين لانخفاض درجات الحرارة والفيضانات.

توصي منظمة الصحة العالمية بضرورة توفير ما بين 50 إلى 100 لتر من الماء للشخص الواحد يوميًا لضمان تلبية معظم الاحتياجات الأساسية، في حين أن الحد الأدنى المطلق هو 15 لترًا في حالات الطوارئ، ويشمل ذلك المياه النظيفة للشرب والطهي والصرف الصحي والنظافة الشخصية.

وفي الواقع، لا يوجد سوى حوالي ثلاثة لترات من الماء للشخص الواحد يوميًا لتلبية احتياجات سكان غزة، ممّا يثير مخاوف من الجفاف والفشل الكلوي وغيرها من العواقب الصحية الخطيرة، وخاصة بالنسبة للأطفال.

وتدعو المنظمات الدولية لحماية الإنسان إلى وقف فوري لإطلاق النار لضمان حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق، بما في ذلك الوصول إلى المياه والصرف الصحي والوقود والغذاء.