رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أزمة إنسانية حادة.. أهالى غزة يواجهون رحلة "شتاء قاسية" لحلم البقاء

غزة
غزة

شهد قطاع غزة ما يكفي من مذابح خلال 40 يومًا ماضية، حيث تواصل إسرائيل عدوانها، بينما تقيد الوصول إلى كل الاحتياجات الأساسية.

وبالنسبة لعشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين شردهم جيش الاحتلال الإسرائيلي قسرًا من غزة، ينتظرهم المزيد من المحن مع دخول فصل الشتاء، ومع عدم استعداد الكثيرين للطقس البارد، ودون الملابس أو البطانيات المناسبة، فإن المخاوف بشأن البقاء على قيد الحياة مرتفعة.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أمس الأحد إن عدد الفلسطينيين الذين اسشتهدوا ارتفع إلى أكثر من 11 ألفا، بينهم 4506 أطفال و3027 امرأة، كما نزح ما يقرب من 1.6 مليون شخص داخليا منذ السابع من أكتوبر، أي أكثر من نصف سكان غزة.

ويدفع القتال أعدادًا متزايدة من المدنيين إلى الفرار جنوبًا، وتعيش أعداد متزايدة من الناس في المستشفيات وحولها، على أمل أن تكون أكثر أمانًا من منازلهم أو ملاجئ الأمم المتحدة في الشمال، التي تعرض العديد منها للقصف بشكل متكرر.

ورغم أنَّ المياه محدودة للغاية، وقد تم نفاد الغاز في جميع المحطات، والمواد الغذائية إما انتهت صلاحيتها أو من المستحيل الحصول عليها، والكهرباء التي انقطعت منذ الساعات الأولى من يوم 13 أكتوبر. لكن من المتوقع أن يصبح هذا الوضع المتردي بالفعل أسوأ مع دخول فصل الشتاء. 

انخفاض درجات الحرارة

وفقًا للمراكز الوطنية للمعلومات البيئية NOAA، يمكن أن تنخفض درجات الحرارة في فصل الشتاء في غزة إلى حوالي 9-10 درجات مئوية، وتنخفض درجات الحرارة هذه أحيانًا بشكل أكبر خلال جبهات الضغط المنخفض.

كما سيشهد يوم الشتاء في قطاع غزة ما يقرب من 2-3 ساعات من الشمس - وفي بعض الأيام أقل من ذلك، وهذا سيشكل مشاكل إضافية لمحطات المياه التي تستخدم الألواح الشمسية لتوليد الطاقة، حيثُ تحتاج هذه الألواح إلى ما لا يقل عن 5 ساعات من الشمس الجيدة لتعمل طوال اليوم، وبالتالي فإنَّ فصل الشتاء سيقلص جهود هذه المحطات ويضيف المزيد من الصعوبة لهؤلاء الأشخاص في الحصول على المياه.

العيش فى منازل غير آمنة

وفقًا لإحصائية صادرة عن المجلس النرويجي للاجئين (NRC) في فبراير 2023، كان أكثر من 120 ألف فلسطيني في غزة يعيشون في 21500 منزل ليس بها نوافذ أو أسطح أو أبواب آمنة، مما يترك العائلات تواجه ظروف الشتاء في ملاجئ غير محمية.

وقد تسببت هذه الحرب على غزة في زيادة مفاجئة في هذه الأعداد، فيما تؤكد تقارير في آخر تحديث لها عن الوضع في قطاع غزة أن أكثر من نصف الوحدات السكنية في القطاع المُحاصر – حوالي 40 ألف وحدة – دُمر بالكامل جراء القصف الإسرائيلي.

ويواجه سكان غزة حاليًا أزمة إنسانية حادة، ومع إعادة توطين معظم الناس في المدارس أو الخيام أو المستشفيات، أصبحت هذه المناطق الآن مكتظة للغاية وتفشل في تلبية الاحتياجات الأساسية للناس.

واضطرت الأغلبية الذين اضطروا الآن إلى مغادرة منازلهم إلى القيام بذلك دون أن يتمكنوا من أخذ أساسيات مهمة للطقس البارد معهم أثناء التنقل، وهذا يعني أن الكثير من الناس سيواجهون شتاءً صعبًا للغاية دون ملابس دافئة أو سترات أو بطانيات أو حتى مراتب للنوم عليها.