رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفيلسوف الألمانى الأكثر شهرة يورجن هابرماس يرصد آثار الثورة الرقمية بكتاب جديد

الفيلسوف يورجن هابرماس
الفيلسوف يورجن هابرماس

يعد يورجن هابرماس، البالغ من العمر 94 عامًا، أحد الفلاسفة القلائل الذين ما زالوا حاضرين اليوم في المجال العام، كما كان الحال عندما ظهر كمنظر شاب غاضب من الحركات الطلابية في أواخر الستينيات. 

بمناسبة عيد ميلاده الثمانين، قال الفيلسوف رونالد دوركين عن هابرماس "إنه ليس فقط الفيلسوف الحي الأكثر شهرة في العالم، ولكن شهرته أعظم بكثير من المعرفة بنظريته المعقدة. 

كتاب جديد

في ألمانيا، يعتبر هابرماس رمزًا وطنيًا راسخًا، بمناسبة عيد ميلاده التسعين، تم تنظيم تكريم جماعي حقيقي له وسط ضجة إعلامية غير عادية، وقد تزامن عيد الميلاد مع إطلاق كتاب من 1752 صفحة يستعرض فيه كامل تاريخ الفلسفة في آخر 2500 سنة، بدءا من "العصر المحوري"؛ على حد تعبير كارل ياسبرز، وهي اللحظة التي بدأت الأديان المتطورة الأولى في التوحيد، مما أثار مزيجًا من الإعجاب وعدم التصديق. 

منذ ذلك الحين، نشر بالفعل كتابا جديدا بعنوان "التحول الهيكلي الجديد للمجال العام والسياسة التداولية"، والذي نُشر في الأصل باللغة الألمانية في عام 2022 وباللغة الإنجليزية في عام 2023. 

التحول الهيكلي للمجال العام

تم الاعتراف منذ فترة طويلة بكتاب هابرماس "التحول الهيكلي للمجال العام"، الذي نُشر لأول مرة في عام 1962، باعتباره أحد أهم أعمال الفكر الاجتماعي في القرن العشرين. 

ومن خلال المزج بين الفلسفة والتاريخ الاجتماعي، قدم وصفًا للمجال العام باعتباره مجالًا يتوسط بين المجتمع المدني والدولة، حيث يمكن للمواطنين مناقشة المسائل ذات الاهتمام المشترك والمشاركة في صنع القرار الديمقراطي من خلال تشكيل الرأي العام، والآن، في ضوء الثورة الرقمية وأزمة الديمقراطية الناتجة عنها، يعود إلى هذا الموضوع المهم.

يركز هابرماس في هذا الكتاب الجديد على الوسائط الرقمية، وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي، التي تعمل بشكل متزايد على إبعاد وسائل الإعلام التقليدية إلى الخلفية، في حين وعدت وسائل الإعلام الجديدة في البداية بتمكين المستخدمين، إلا أن هذا الوعد تم تقويضه من خلال بنية منصاتها الموجهة بواسطة الخوارزميات والتي تروج لـ "فقاعات" معلوماتية منغلقة ذاتيًا و"غرف صدى" ينقسم فيها المستخدمون إلى عدد وافر من الجماهير الزائفة. 

شهرة الفيلسوف الألماني

يقول الكاتب في موقع elpais: أكثر من أي شيء آخر، يدين هابرماس بشهرته إلى حاجته لإبداء الرأي في كل حدث يحرك الرأي العام في أي وقت؛ وهذا يعني أن شهرته ترجع إلى دوره كمثقف أكثر من فلسفته المعقدة. ولن أتفاجأ إن فاجئنا وهو في الرابعة والتسعين من عمره بنص عن الوضع الراهن في فلسطين، كما فعل مع الحرب في أوكرانيا، ومع كل الحروب والصراعات السابقة، ومع علاقة الفلسفة بالدين، ومع المناقشات حول التكنولوجيا الحيوية، والدفاع عن الاتحاد الأوروبي من منظور التكامل الفيدرالي، والقضايا الألمانية بشكل المتعلقة بإعادة التوحيد والإدارة النقدية للماضي النازي والمحرقة.