رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أكاذيب بني إسرائيل 4".. قصة إمبراطورية اليهود المزعومة من النيل إلى الفرات

الدكتور شريف شعبان
الدكتور شريف شعبان الخبير الأثري

يواصل “الدستور” نشر حلقات سلسلة أكاذيب بني إسرائيل، ويتحدث خلالها الدكتور شريف شعبان الخبير الأثري والذي أصدر أكثر من كتاب عن اليهود.

وفي هذه الحلقة، يروي “شعبان” تفاصيل المخطط الصهيوني لتحقيق حلم الإمبراطورية المزعومة من النيل إلى الفرات.

ويقول الدكتور شريف شعبان: "دائما ما تطل علينا أبواق الاعلام الصهيوني حول حق إسرائيل في التواجد بأرض الميعاد وهي الأسطورة التي ناقشناها من قبل، بل يزيد الغلاة منهم سواء على المستوى السياسي أو الإعلامي أو الثقافي في حق إسرائيل في التوسع بناء على نبوءة الدولة الكبرى من النيل إلى الفرات.

ولكن دعونا نقلب صفحات التاريخ لنصل إلى أصول مملكة إسرائيل القديمة. فقد حاول الأسباط جمع شتاتهم مرة أخرى في عصر القضاة على يد صموئيل النبي، آخر قضاة بني إسرائيل، ولكن تلك المرة كان الفكر في الاتحاد مغايرًا، حيث تجمعت رؤوس القبائل وأرادوا منه أمرًا جديدًا وهو أن ينصب عليهم ملكًا يحاربون تحت لواءه ويبسط سيطرته على كافة القبائل ليدافع عنها أمام قبائل الفلستيين القادمة من جزر البحر المتوسط واستوطنت أرض كنعان قبلهم. وجاء أول ملك لإسرائيل هو شاؤول والمذكور في القرآن الكريم بإسم طالوت وهو الذي واجه زعيم الفلستيين جليات أو جالوط إلا أنه مني بهزيمة قاسية ولم ينجده سوى الشاب داوود النبي والذي ضرب جالوط ضربة بمقلاعه أرداه قتيلًا. 

ويضيف:" إلا أن التوراة تبلغنا بأن نار الغيرة قد دبت في قلب الملك شاؤول خاصة وبعد أن أبلغه صموئيل النبي قبل موته بأن الرب لا يرغب فيه كملك خاصة فأبعد داوود عن الجيش وقلل من أهمية من نصره ووصل به الأمر بأنه حاول قتله حتى هرب داوود وأصبح طريدًا. 

ويواصل:" وبعد موت شاؤول اعتلى داوود عرش الملك، ونجح في تأسيس مملكة متحدة جمع فيها كل الأسباط تحت سيطرته إلا أن تلك الممكلة لم تزد مساحتها ما بين أطراق البحر الميت وحدود سيناء جنوبًا وصيدا وبحيرة طبرية شمالًا، فقد دخل داوود في معركة ضد مملكة إدوم الواقعة أقصى حدود كنعان ملاصقة لحدود مصر وانتصر على ملكها وذبحه، بينما هرب إبنه إلى مصر وهو ما أشعل بعض  التوتر بين المصريين والمملكة الجديدة، ورغم حالة الفوضى والاضطراب التي كانت تخوضها مصر، ظلت مملكة داوود في نظر المصريين مملكة بربرية، فلم تكن الكتابة والقراءة قد شقت طريقها بين مختلف طبقات قبائل الأسباط، ولم يكن التعليم قد اوجد له مكانًا بين أناس لم يعرفوا سوى الزراعة والرعي والسلاح. 

ويتابع:" وبعد وفاة إبنه وخليفته سليمان النبي انقسمت المملكة إلى مملكتين: إسرائيل في الشمال وعاصمتها السامرة ويهوذا في الجنوب وعاصمتها أورشليم، حيث انكمشت المملكتان جراء ضربات الآشوريين والبابليين حتى أصابهما الفناء. 

ولكن هل هناك بالفعل مملكة يبلغ مداها من النيل إلى الفرات؟

ويختتم:" بالفعل كان هناك مملكة عظمى بلغت تلك المساحة المهولة، ألا وهي المملكة المصرية القديمة في عصرها الذهبي، حيث وصلت حدود مصر في عصر الملك العظيم تحتمس الثالث من الجندل الرابع جنوبًا إلى أقاصي الشام وجزيرة قبرص شمالًا ومن برقة غربًا حتى نهر الفرات شرقًا.

وما أن وصلت القوات المصرية إلى نهر الفرات حتى أطلقت عليه النهر المعكوس لأنه يسير عكس اتجاه نهر النيل والذي كان بالنسبة للمصري هو النموذج الطبيعي. وهنا نجد أن بني إسرائيل قديمًا وكعادتهم في تقليد كل ما هو مصري ونسبه إليهم حتى يصل إلى مرحلة الأسطورة التي يتشدقون بها عبر العصور.