رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أكاذيب بنى إسرائيل 2.. لماذا اختلق الكيان الصهيونى أسطورة أرض كنعان؟

اليهود
اليهود

يواصل “الدستور” نشر حلقات سلسلة أكاذيب بني إسرائيل، ويتحدث خلالها الدكتور شريف شعبان الخبير الأثري والذي أصدر أكثر من كتاب عن اليهود.

وفي هذه الحلقة يتحدث “شعبان” عن أكاذيب اليهود حول أسطورة أرض كنعان.

ويقول شريف شعبان: "أسطورة أرض الميعاد من الأساطير المحببة لبني إسرائيل وأحفادهم، مفادها أن الرب قد منحهم أرض كنعان وهي فلسطين الحالية ليعودوا إليها تحـت قيادة الماشيَّح (المسيح المخلص)، أي الأرض التي سـتشهد نهاية التاريخ.

ويضيف: “ولكن في حقيقة الأمر أن هذا الوعد ما هو إلا أسطورة جديدة نابعة من فكر استعماري يروج لإقامة وطن لليهود في فلسطين.. لم تكن فلسطين بداية هي الوطن المختار للمشروع بسبب الكثافة السكانية العالية فيها لكنها كانت واحدة من ثلاثة أماكن مقترحة  (فلسطين أو الأرجنتين أو أوغندا)، إلا أن فلسطين كانت الأكثر جاذبية للمهاجرين والممولين لإمكانية ربط المشروع بهدف ديني”.

ويواصل: "ولكن عند العودة لأوراق التاريخ، ومع وعد الرب لموسى وقومه بعد خروجهم من مصر  للاستقرار في كنعان، إلا أنهم نقدوا عهدهم سرعان ما خرجوا بعدما رأوا بأعينهم معجزة شق البحر الإلهية وتركوا نبي الله موسى عند الجبل وانحرفوا بعقيدتهم للشرك وعبادة العجل الوثني. حينها غضب الرب عليهم. وما أن حثهم النبي موسى للذهاب إلى كنعان كان ردهم المماطلة والسخرية وهو ما ظهر في قول الله تعالى في سورة المائدة (قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24)، فجعلهم الله تيهًا في أرض سيناء طيلة 40 عامًا حتى يخرج منهم جيلًا صالحًا يعود إلى عبادة الله الواحد. 

ومن هذا  الجيل جاء يهوشع والذي ذكره القرآن الكريم بإسم يوشع بن نون وهو الذي قاد بني إسرائيل إلى مشارف أرض كنعان. 

ويستطرد: "وتذكر لنا التوراة قصة دامية في حصار مدينة أريحا، أقدم مدينة في التاريخ، عندما حاول بنو إسرائيل غزوها وما أن أطبقوا عليها حتى حتى رفعوا سيوفهم وأطلقوا رماحهم وذبحوا كل من قابلهم من سكان المدينة من رجال ونساء وشيوخ، حتى الماشية والأغنام وأشعلوا النيران في كل البيوت والدكاكين حتى التهمت كل ما بلغته أسنتها.

وتابع: “لذلك نجد أن فكرة الذبح والتصفية وإراقة الدماء من أدبيات بني إسرائيل التي يفتخرون بها. وهذا ما خرج به علينا نتنياهو في استناده على التوراة حيث القصص التي تعج بالدماء والمذابح”.

وفي العصر الحديث، عاودت الحركة الصهيونية استهداف أرض فلسطين وخرج علينا مؤسسو الحركة مثل إسرائيل زانجويل وثيودور هيرتزيل بالعبارة الشهيرة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، في إشارة إلى أرض فلسطين. وعند تحليل تلك العبارة الكارثية وتقسيمها إلى شقين: الأول هو أرض بلا شعب.

وأكمل: “ويتضح الكذب في أن أرض فلسطين عندما جاءها أول فوج من المهاجرين اليهود في أوائل القرن العشرين وجدوا حياة كاملة لشعب منظم ذى حضارة وتراث وليس مجرد براري غير مأهولة كما صورها لهم زعمائهم”.

واختتم: “أما الشق الثاني ويبرز كذبه في أن اليهود لم يكونوا في يوم شعبا، بل هم أشخاص اتبعوا الدين اليهودي ولا يجمعهم إلا الدين فقط، بينما الشعب فلابد من توافر صفات عامة له كوحدة اللغة والمصير والإقامة على أرض تحت سلطة واحدة وهذا غير متوافر عند اتباع الديانة اليهودية، لذلك يبقى هذا الشعار كاذبا في شقيه كارثيًا في تطبيقه”.