رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"عدنا للعصر الحجرى وعشنا فيلم رعب".. كواليس ليلة دامية عاشتها غزة

غزة
غزة

أكدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن سكان قطاع غزة تحملوا أعنف ليلة من القصف الإسرائيلي من الجو والبر والبحر منذ بداية الحرب التي اندلعت قبل ثلاثة أسابيع، حيث كشف السكان عن كواليس ليلة دامية انقطعت فيها كافة الاتصالات والكهرباء، حيث غرق القطاع في ظلام دامس، وانعزل عن العالم بشكل كامل، وقال شهود العيان: "عدنا للعصر الحجري وعشنا فيلم رعب لا ينتهي".

تدمير أحياء غزة بالكامل وانعزال عن العالم

وتابعت الصحيفة أن الهجمات الليلية أدت إلى مقتل المئات وتدمير العديد من المباني، حسب مسئولين في غزة، حيث قال مسئولو الصحة إن التعتيم الذي فرضته إسرائيل على الاتصالات أدى إلى قطع الخطوط الأرضية والهواتف المحمولة والإنترنت، ما أعاق إجلاء الجرحى، مع عدم إمكانية الوصول إلى خدمة الإسعاف.

وأضافت أنه لا يزال العديد من الأشخاص تحت أنقاض منازلهم، حسب سلطات الدفاع المدني.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس السبت، إن عدد القتلى في القطاع منذ بدء الهجوم الإسرائيلي قبل ثلاثة أسابيع ارتفع إلى 7650، مع مقتل 377 شخصا منذ يوم الجمعة، واتهمت إسرائيل بارتكاب "53 مجزرة"، أي الاعتداء على منازل 53 عائلة.

وأوضحت الصحيفة أن لقطات التقطتها طائرة دون طيار وبثتها قنوات فضائية، يوم السبت، تكشف عن مبانٍ سويت بالأرض في بلدة خان يونس بجنوب قطاع غزة، ومنزل منهار، وقد استشهد 18 فردا من أسرة واحدة كانوا داخل هذا المبنى، فيما ظهر الناس وهم يعملون بأيديهم لإخراج الناجين.

وقال أبومحمد بركة، من منطقة الرمال بمدينة غزة: "جثث الشهداء والجرحى كانت في الشارع ولا توجد سيارات إسعاف لنقلها، وتطوع بعض أصحاب السيارات لنقلهم إلى المستشفيات، ووصلت سيارة الإسعاف بعد ساعتين".

وأضافت الصحيفة أنه في الجانب الغربي من المدينة، في مخيم الشاطئ للاجئين، الذي استهدفه الإسرائيليون بكثافة، وصف جهاد مهدي الهجمات بأنها "فيلم رعب".

وأضاف: "لم تكن هناك اتصالات ولا إنترنت، لقد عدنا إلى العصر الحجري، لا يمكنك التحقق من أي شخص، لقد رأينا الجثث في الشوارع".

وقالت الأونروا، وكالة الأمم المتحدة الرئيسية التي تقدم الخدمات للاجئين الفلسطينيين، إنها فقدت الاتصال بفرقها في غزة، ولم يكن لديها سوى اتصال متقطع مع مديرها المحلي الذي كان في رفح، على الحدود مع مصر، وتقوم الوكالة بإيواء أكثر من 600 ألف نازح في المدارس التي تستخدم كملاجئ.

وقالت جولييت توما، المتحدثة باسم الأونروا، إن "الظروف في غزة تزداد سوءا، لا نستطيع الحصول على صورة واضحة عن الوضع الأخير بسبب انقطاع الاتصالات".

وفقدت الوكالة 53 موظفًا منذ بداية الحرب، وقالت "توما" إنها غير قادرة على تأكيد ما إذا كان قد سقط المزيد من القتلى منذ أن كثفت إسرائيل هجومها ليلة الجمعة.

وأشارت الصحيفة إلى أن تحركات الأونروا في غزة باتت ضئيلة بسبب القصف وانعدام الاتصالات وانعدام الوقود، بعد أن منعت إسرائيل دخول الوقود إلى الأراضي المحاصرة، وهو حيث حذرت منظمات الإغاثة من أنه سينفد قريبا.

انتقادات دولية كبرى لإسرائيل

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك: "إننا نذكّر جميع الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان".

وتابع: "إن قصف البنية التحتية للاتصالات يعرض السكان المدنيين لخطر شديد، ولم تعد سيارات الإسعاف وفرق الدفاع المدني قادرة على تحديد مكان المصابين أو آلاف الأشخاص الذين يقدر أنهم ما زالوا تحت الأنقاض".

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن وكالة أخرى تابعة للأمم المتحدة، وهي منظمة الصحة العالمية، انتقدت انقطاع الاتصالات، ونشر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على موقع X، أن التقارير عن القصف كانت "مؤلمة للغاية".

وتابع: "لا يمكن إجلاء المرضى في مثل هذه الظروف، ولا العثور على مأوى آمن، كما أن انقطاع التيار الكهربائي يجعل من المستحيل على سيارات الإسعاف الوصول إلى الجرحى، لا نزال بعيدين عن التواصل مع موظفينا".