رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شريف شعبان: مصر اتخذت مواقف حاسمة في دعم القضية الفلسطينية على مر عقود من الصراع

القضية الفلسطينية
القضية الفلسطينية

تحدث الدكتور شريف شعبان الباحث في الآثار المصرية، عن أصول وتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وعن قراءته للمشهد الحالي حول الأزمة الفلسطينية وما يدور من نكبات على الأراضي الفلسطينية المحتلة، قائلا: "ما شاهدناه في الأيام الماضية ما هو إلا حلقة من حلقات الصراع المتجدد على تلك الأرض المقدسة".

وأضاف شعبان، خلال حديثه مع “الدستور”، أنه يسيل على تراب أرض فلسطين دماء العديد من الشهداء المدنيين الذين يدفعون ثمن قرارات سياسية غاشمة لا تشعر بذرّة إنسانية. 

دور مصر في دعم القضية الفلسطينية

وأشاد بالموقف المصري الداعم لحقوق الفلسطينيين، قائلًا: "على مر تلك العقود من الصراع، نجد القيادة السياسية في مصر قد اتخذت مواقف حاسمة في دعم القضية الفلسطينية دون المساس بتراب المصري، وها نحن نجد الرئيس السيسي وهو يقود الأزمة باحترافية شديدة كمن يقود السفينة وسط الضباب، وحذر العالم من المخاطر الوخيمة الناتجة عن تصاعد العنف".

وأضاف: كما دعا الرئيس السيسي القوى المدنية لإرسال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين العزل، تلك القوافل التي تسارعت نحو معبر رفح والوقوف بالساعات والأيام لنجدة إخواننا المستضعفين، وهو ما ينم عن أن الشعب المصري دائما ما يقف على قلب رجل واحد خلف القيادة السياسية. 

نظرة تاريخية إلى الصراع العربي الإسرائيلي

وعن جذور الصراع العربي الإسرائيلي، يلقى الدكتور شريف شعبان نظرة تاريخية لها الصراع، قائلًا: يعد واحدًا من أكثر الصراعات التاريخية الممتدة والتي تزيد عن خمسين عاما متواصلة وأكثر، حيث تمتد جذور ومصادر الصراع إلى أواخر القرن التاسع عشر وحتى قيام الكيان الصهيوني في فلسطين عام 1948. فمنذ أن طاف مؤسس الصهيونية ثيودور هرتزل العالم كي يحصل على وطن لشتات اليهود، قام بارتداء عباءة الدين كي يحصل على تعاطف العالم وحشد أكبر عدد من اليهود مدعيًا بأن الحصول أرض الميعاد هو تمهيد الطريق للمشيّا المنتظر. 

وأكمل: ولا نجد الدعم الغربي لتلك الحركة الاستعمارية جديدًا، فسريعًا ما دعمت الإمبراطورية البريطانية المؤتمرات الصهيونية التي انعقدت مع أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وتأسس البنك الأنجلو فلسطيني لدعم التواجد اليهودي بأرض فلسطين، حتى جاء الوعد المشئوم المعروف بوعد بلفور كتصريح حكومي مباشر بإنشاء وطن لليهود في أرض فلسطين. حتى أن سلطان الدولة العثمانية عبد الحميد الثاني والذي أشيع عنه دفاعه عن فلسطين، قد منح هرتزل بوسام رفيع المستوى عوضًا عن تقبل فكرة تنازله عن أرض لليهود، بعدما أيقن أن العرب لن يتسامحوا في التفريط بشبر واحد من أراضيهم، وبعد الحرب العالمية الثانية لعبت الولايات المتحدة الأمريكية الدور البريطاني في دعم الدولة الناشئة وتمويلها بالمساعدات المادية وأحدث الأسلحة، مما أخل بميزان القوى والعدالة في المنطقة عبر عقود من الزمن.

وأوضح شريف شعبان: وإذا ما كان سياسيو إسرائيل الحديثة وحاخاماتها يركنون إلى وجود مملكة قديمة تحمل نفس الاسم في أرض كنعان في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، فإن الرب قد منح تلك الأرض لنبيه داوود بوعد إلهي كي يصلح بين الناس ويقيم عليها الحق والعدل، بينما لم يعد هرتزل أو أي من خلفائه بأي أرض أو حق. 

واختتم الباحث في الآثار المصرية، حديثه بأنه يدعو الجميع بأن يقلب صفحات التاريخ كي "لا ننسى أصول الصراع".