رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تاريخ طويل من الدعم.. فلسطين في قلب السياسة الخارجية المصرية

فلسطين
فلسطين

لم تدخر مصر جهدًا في الشروع في حل القضية الفلسطينية منذ 1948 وحتى اليوم، فقد اتخذت على عاتقها، منذ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، مسؤولية رعاية كل ما يخص القضية، ودعم كل السبل التي قد ينتج عنها حلول عادلة ومرضية للفلسطينيين.

وبذلت مصر أيضا جهودا لحل قضية الخلافات الفلسطينية الفلسطينية الموجودة بين الفصائل وبعضها، وكانت دائما الداعم الأكبر لتجاوزها وإقامة الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال رعاية القاهرة لحوارات الفصائل الفلسطينية من عام 2002، وكان آخرهم الاجتماع الذي عُقد نهاية يوليو الماضي، بمدينة العلمين الجديدة.

ويعد ارتباط مصر بقضية فلسطين دائم ثابت تمليه اعتبارات الأمن القومي المصري وروابط الجغرافيا والتاريخ والدم والقومية مع شعب فلسطين، لذلك لم يكن الموقف المصري من قضية فلسطين في أي مرحلة يخضع لحسابات مصالح آنـية، ولم يكن أبدًا ورقة لمساومات إقليمية أو دولية، لذلك لم يتأثر ارتباط مصر العضوي بقضية فلسطين بتغير النظم والسياسات المصرية، فقبل ثورة 23 يوليو 1952 كان ما يجرى في فلسطين موضع اهتمام الحركة الوطنية المصرية، وكانت مصر طرفًا أساسيًا في الأحداث التي سبقت حرب عام 1948، ثم في الحرب ذاتها التي كان الجيش المصري في مقدمة الجيوش العربية التي شاركت فيها ثم كانت الهزيمة في فلسطين أحـد أسباب تفجر ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة الضباط الأحرار الذين استفزتهم الهزيمة العسكرية.

وبعد تولي الرئيس السيسي ظلت القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لمصر وبذلت العديد من الجهود لوقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها، فضلًا عن الجهود الإنسانية التي قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطيني.

فرغم ما تعرض له مصر من أزمات اقتصادية في السنوات الأخير، لم تغب فلسطين عن السياسة المصرية الخارجية، فقد كانت محور هام في حديث المسؤولين المصريين مع نظرائهم الغربيين، ناهيك عن العلاقات الشعبية بين مصر وفلسطين وما تتمتع به من أخوة وترابط، فالمصري وكل عربي يعتبر القضية الفلسطينية قضيته ويتمنى زوال الاحتلال وعودة الحق الفلسطيني المغتصب.

مؤتمر الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الأخير الذي عُقد بمدينة العلمين الجديدة، والذي جاء برعاية مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي، أكد مكانة مصر التاريخية بالنسبة لفلسطين، باحتضانها اجتماعات تخص ترتيب البيت الفلسطيني، وهذا أكبر دليل على ثقة كل الأطراف الفلسطينية بوفاء مصر وإخلاصها لهذه القضية التاريخية النابع من حرصها على حلها بالشكل الذي يرضي الشعب الفلسطيني المناضل، وهذا ما دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقول "إن مصر لها الحق التدخل في الشأن الفلسطيني"، وهذا أكبر دليل على مكانة مصر الاستثنائية لدى الفلسطينيون.

وتسعى مصر بكل ما تملك من أدوات سياسية ودبلوماسية، لتقريب وجهات النظر وحل الخلافات العالقة بين للفصائل الفلسطينية، لأن وحدتها يساعد كثيرا ويعزز موقفها في التفاوض مع القوى الغربية فيما يخص القضية الفلسطينية، وبكل تأكيد سيساعد هذا أيضا على توحيد الجهود ضد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وعودة الأرض الفلسطينية.