رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاحتلال يعلن مرحلة جديدة من الحرب.. والفلسطينيون يرفضون إخلاء غزة رغم الحصار والعدوان

غزة
غزة

أكدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، أنها على وشك البدء في مرحلة جديدة من حربها القاتلة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، محذرة من اقتراب القيام بالغزو البري لقطاع غزة المحاصر، حيث طالب الاحتلال الإسرائيلي أكثر من نصف سكان القطاع بإخلاء منازلهم فورًا، ولكن يبدو أن هذا النداء لم يجد صدى لدى الكثيرين منهم، الذين يتمسكون بمنازلهم وأرضهم، بالرغم من تفاقم الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحصار الإسرائيلي الشامل.

كارثة إنسانية كبرى تنتظر قطاع غزة 

وأكدت شبكة "سي إن إن" (CNN) الأمريكية أن الطائرات الحربية واصلت قصف غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث فر المدنيون جنوبًا، في أعقاب تعليمات الإخلاء المتكررة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية.

وتابعت أن الإسرائيليين يستعدون لحرب طويلة المدى في ظل تفاقم الانقسامات والخلافات الداخلية.

وأضافت أن العديد من وكالات الأمم المتحدة حذرت من أن الإخلاء الجماعي في ظل ظروف الحصار هذه سيؤدي إلى كارثة، وأن سكان غزة الأكثر ضعفًا، بما في ذلك كبار السن والحوامل، قد لا يتمكنون من الانتقال على الإطلاق.

وأشارت إلى أن إسرائيل قطعت أيضًا وصول الكهرباء والغذاء والماء إلى عامة السكان في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وكتب مارتن جريفيث، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، في بيان صدر في وقت متأخر من يوم الجمعة، أن الأمر بإجلاء 1.1 مليون شخص من شمال غزة يتحدى قواعد الحرب والإنسانية الأساسية، لقد تحولت الطرق والمنازل إلى أنقاض، لا يوجد مكان آمن للذهاب إليه في غزة.

وقال الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، إنه سيسمح للناس بالتحرك جنوبًا من أجل سلامتهم في شوارع محددة في غزة خلال فترة مدتها ست ساعات، لكن لم يكن من الواضح مدى انتشار الرسائل على الأرض، نظرًا لانقطاع الكهرباء والإنترنت على نطاق واسع أو كيف سيكون المرور الآمن.

الجثث تنتشر في شوارع غزة واستهداف للطواقم الطبية

وأوضحت الشبكة الأمريكية أنه وفي أعقاب انفجار واضح وقع يوم الجمعة، أمكن رؤية الدمار الواسع النطاق في شارع صلاح الدين– وهو الطريق الرئيسي للإخلاء– ويمكن رؤية انتشار الجثث، بما في ذلك جثث الأطفال، على مقطورة مسطحة يبدو أنها استخدمت لنقل الجثامين بعيدًا عن مدينة غزة. 

الحافلات التي ضربها الاحتلال

وتابعت أن غارات الاحتلال الإسرائيلي باتت تستهدف البنية التحتية للصحة في غزة، حيث تم قصف الطواقم الطبية والدفاع المدني مع إخلاء المستشفيات في غزة.

وأضافت أن سكان غزة لم يكن أمامهم مفر سوى الهروب من منازلهم في الشمال خوفًا من الغزو البري والقصف الإسرائيلي العشوائي، حيث تكدس المدنيون في السيارات وسيارات الأجرة والشاحنات الصغيرة وحتى العربات التي تجرها الحمير امتلأت الطرق بصفوف متعرجة من المركبات المربوطة بحقائب السفر والمراتب، ومن لم تكن لديهم خيارات أخرى ساروا حاملين ما استطاعوا.

لا مكان آمن في غزة.. التشبث بالوطن هو الحل

وأكدت الشبكة الأمريكية أن الغالبية العظمى من سكان غزة لا يغادرون منازلهم وظلوا فيها، مؤكدين أنه لا يوجد مكان آمن في غزة، والحل الوحيد هو البقاء في وطنهم، بينما يقول العاملون في مجال الصحة إنه لا يمكن إجلاء كثيرين آخرين بسبب ظروف طبية.

وتقول العديد من مرافق الرعاية الصحية في شمال غزة ومدينة غزة إنها لن تلتزم بإعلان الإخلاء الإسرائيلي، والذي وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه "حكم بالإعدام" على المرضى.

وقال المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر، نيبال فرسخ: "نحن لسنا على استعداد للإخلاء، لأننا لا نملك الوسائل اللازمة لإجلاء مرضانا، لدينا حوالي 300 مريض في المستشفى، وبعضهم في وحدة العناية المركزة.. لدينا أطفال في الحضانات، لا يمكننا إجلاءهم". 

وأضاف فرسخ: "ندعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف الكارثة الإنسانية التي تتكشف إذا قامت إسرائيل بتنفيذ التوغل البري".