رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد حصار غزة.. تقرير أمريكى: إسرائيل تحاول دفع الفلسطينيين إلى سيناء

 الحصار الإسرائيلي
الحصار الإسرائيلي

سطلت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية الضوء على الحصار الإسرائيلي الكامل على قطاع غزة وقطع كل الإمدادات الغذائية والمياه والكهرباء عن القطاع، مؤكدة أن مثل هذا القرار يهدف لدفع الفلسطينيين إلى سيناء في مصر هربًا من جحيم الحرب والحصار.

تعهدات نتنياهو بتغيير الشرق الأوسط ودفع الفلسطينيين إلى مصر

وأوضحت الشبكة الأمريكية، في تقرير لها، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهد "بتغيير الشرق الأوسط" في حملته المتواصلة ضد حماس، بعد أن نفذ المسلحون الفلسطينيون هجومًا مفاجئًا بعنوان "طوفان الأقصى"، حيث أمر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت بفرض "حصار كامل" على غزة، ما يعني أنه سيتم منع وصول جميع المواد الغذائية والوقود والإمدادات الأخرى إلى المنطقة، ويعتقد الكثيرون أن ذلك سيؤدي إلى "كارثة مطلقة" لسكان غزة.

وتابعت أن حياة الفلسطينيين أصبحت مزرية خلال السنوات الـ16 التي تلت الحصار الصارم الذي فرضته إسرائيل، ويفتقر نحو 75% من الفلسطينيين في غزة إلى الوسائل المالية اللازمة لتوفير الغذاء الأساسي، ويعيش الآلاف تحت خط الفقر، بحسب الأمم المتحدة.

وتشير تقارير اليونيسف إلى أن 3.2% فقط من الأسر يمكنها استخدام المياه المنقولة عبر الأنابيب للشرب، ويلجأ الكثيرون إلى وسائل أخرى للعثور على مياه الشرب، ويوصف قطاع غزة بأنه "سجن مفتوح"، حيث لا يستطيع المواطنون التحرك بحرية، وفقًا لمنظمة هيومن رايتس ووتش.

وأوضحت الشبكة الأمريكية أن قطع إمدادات السلع الأساسية يمكن أن يكون مدمرًا، وقد يصل الأمر إلى حد "جرائم حرب"، كما يحذر الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، يان إيجلاند، من مجموعة المساعدات، الذي قال: "ليس هناك شك في أن العقاب الجماعي الذي تتبعه إسرائيل في غزة ينتهك القانون الدولي".

وأضاف: "إذا أدى ذلك إلى وفاة أطفال جرحى في المستشفيات بسبب نقص الطاقة والكهرباء والإمدادات، فقد يرقى إلى مستوى جرائم حرب".

وتابعت الشبكة الأمريكية أن سكان غزة يواجهون العواقب الوخيمة الناجمة عن قطع إسرائيل إمدادات الكهرباء، ويلوح في الأفق نقص في الوقود للمولدات الخاصة ومحطة الكهرباء الخاصة بالقطاع، وبينما لا تزال المحطة توفر حوالي أربع ساعات من الطاقة يوميًا، فإن الحصار سيوقف ذلك في القريب العاجل.

وأضافت أن نقص الكهرباء يعني أن السكان لا يستطيعون إعادة شحن هواتفهم، وينقطعون عن الأخبار، وغير قادرين على ضخ المياه إلى الخزانات.

وقال رئيس شبكة مناصرة فلسطين الأسترالية، ناصر المشني، إن "الناس يوفرون الكهرباء القليلة التي لديهم من أجل إرسال الرسائل النصية، والرسائل التي نتلقاها من هناك هى رعب مطلق".

ويقول الدبلوماسي السابق جيرالد فيرستين إن الصراع لن ينتهي بالتأكيد خلال الأيام القليلة المقبلة، مضيفًا: "من المرجح أن يستمر الأمر لأسبوعين على الأقل.. ثم أعتقد مرة أخرى أن الواقع هو في نهاية المطاف أنه لا يوجد حل عسكري لهذه المشكلة".

وتابع: "يحتاج الإسرائيليون إلى قبول فكرة أنه سيتعين عليهم في نهاية المطاف أن يتعلموا كيفية العيش بسلام مع الفلسطينيين، الفلسطينيون ليسوا (حماس)، وحماس ليست الفلسطينيين".

وأوضحت الشبكة الأمريكية أن الحصار سيدفع الفلسطينيين للهروب إلى سيناء في مصر عبر شبكة الأنفاق التي حفرتها حماس من قبل ومتصلة بمصر، ويعود تاريخ الأنفاق إلى معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر عام 1979، حيث تم تقسيم مدينة رفح لأول مرة بين المنطقتين، ومع ذلك، فإن الاعتماد على الأنفاق قد يكون محفوفًا بالمخاطر.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه ضرب بالفعل نفقين يستخدمهما نشطاء حماس لدخول الأراضي الإسرائيلية.

مصر الملجأ الوحيد لغزة

وأوضحت الشبكة الأمريكية أن قطاع غزة سيعتمد بشكل كبير على معبره إلى مصر المجاورة عند رفح بمجرد فرض الحصار الكامل عليه.

وقال مسئول مصري، للصحيفة، إن أكثر من طنين من الإمدادات الطبية من الهلال الأحمر المصري تم إرسالها بالفعل إلى غزة.

وأضاف: الجهود جارية لتنظيم عمليات تسليم المواد الغذائية وغيرها.

وأفادت الشبكة الأمريكية بأن مصر مدت يد العون إلى قطاع غزة، وترسل كل المساعدات الممكنة، خصوصًا بعد قطع الكثير من المنظمات الدولية مساعداتها عن الأراضي الفلسطينية.