رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"سينما إفريقيا السوداء".. كتاب يرصد صورة العالم الثالث عند الغرب

سينما أفريقيا السوداء
سينما أفريقيا السوداء

جاء كتاب “سينما أفريقيا السوداء”، والصادر عن مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في دورته الأولى للكاتب تواشوكو فرانك أوكاديك، ومن ترجمة محمود علي، ليقدم صورة متكاملة لوضعية القارة الإفريقية وشعوب العالم الثالث في عيون السينما العالمية، وكيف قدمتهم والصورة الانطباعية والذهنية المأخوذه عن الأفارقة، والتي يتم تصديرها عالميا، صورة الوحشييين واكلي لحوم البشر، ومجتمع الغابة  والعبيد، صورة لم تكن مجرد فقط للتسلية.

 لكن جاءت الصورة كما يرصدها المؤلف عبر تشريح رؤي العديد من الكتاب العالمين  صورة الأفارقة السلبية التي صدرتها السينما والتي هدفها تبييض وجه الاستعمار. 

يرى "تيجوجي "أن الهدف الحقيقي للاستعمار هو السيطرة التامة على لغة الحياة الحقيقية وأهم منطقة السيطرة على العالم الذهني الستمر في الثقافة وكيف يرون أنفسهم وعلاقتهم بالعالم

ويشير الكتاب إلى أن  في غرب إفريقيا استخدمت البعثات التبشيرية الصور المرئية للتأثير عليهم وكأداة تعليمية وإعلامية ووسيلة للدعاية والسيطرة والتوسع الأيديولوجي، وكما أثبتت أفلام ميلييه الأولى باعتبارها وسيلة في معالجة الموضوعات الشائكة، ولأن إخراج الصور المتحركة في أوروبا قد تزامن مع ثروة الاستعمار الأوروبي فلم يكن غريبا أن تظهر الصورة العالمية عن إفريقيا والسنوات طويلة على شاشات الغرب شعورًا بالتفوق والأبوية، وبدأ مخرجو الغرب يصورونها مستغلين جمال المناظر الغرائبية مع القضاء الأفارقة خلفية الصورة.

ويؤكد الكتاب على أنه كان اندفاع تصوير الأجانب هو البحث عن الخلقية الغرائبية لتلبية المتطلبات الهروبية لدى الستثمرين الأوربيين والجمهور الغربي المستهدف من هذه الأفلام، وهي أفلام قلبت القيم الأفريقية رأسا على عقب بغرض لغة المستصر على المستعمر والتبرير المهمة الحضارية للرجل الأبيض.

وهكذا ظلت القارة ولفترة طويلة تعطي صورة زائفة للواقع الإفريقي، ومن المحتمل أن تكون الغالبية من سكان العالم قد حصلوا على كاميرا منذ اختراعها صورهم بها، وأن بعض المجموعات صورها أجانب مرار بكثافة منتهكين خصوصياتهم أكثر من غيرهم.

فيلم - George of the Jungle - 1997 طاقم العمل، فيديو، الإعلان، صور، النقد الفني، مواعيد العرض

ويؤكد الكتاب على أن الأفارقة نموذج لهذه الحلة، لأن سكانها كان ينظر أليهم كموضوعات للفرجة واختلاس النظر، كما ييقول "روبرستام: إن الأوروبيين والأمريكيين قدموا من خلال عدساتهم بصورة كاريكاتورية، سكانها متوحشون، "كقارة مظلمة" بدائيون، مهمتهم إضحاك وتسلية الباحثين عن الإثارة، ومن أجل التسلية والمتعة السريعة تبدو مناظرها عادية ومألوفة.

 ولفت الكتاب إلى أن هناك العديد من الأفلام صارت علامة مسجلة للاستعمال، ومنها: "طرزان، الرجل القرد، التاجر هورن" ذلك في ثلاثينيات القرن الفائت، "كنوز الملك سليمان، ثلوج كلمانجاري، وسافاري، وموجاميو في فترة الخمسينيات". 

 وقال روبرستام ولويزسينسن: "إن الكثير من سوء الفهم  لشعوب العالم الثالث يرجع لطابور طويل، في الفيلم المكسيكيين كسالى أو العربي المخادع أو الأفريقي المتوحش أو الغراب الآسيويين".

 يذكر أن العديد من أفلام الرحلات التي قدمتها أفريقيا على أنها أرض الأسود في الغابة.

 

نماذج الافلام التي عبرت عن الأيدلوجيا السائدة 

من النماذج التي كانت تعبر عن الأيدلوجيا السائدة  أفلام مثل: "زوج زنجي 1905، آكلو لحوم البشر 1908، العبد 1909، مسلسل سامبو 1911، بعثات تبشيرية في إفريقيا السوداء 1912"، وذلك من بين العديد من الأفلام التي تدعم فكرة تفوق الجنس الأبيض على غيره من الذين تثير أفعالهم وسلوكهم الضحك عند المشاهد الغربي.

ويشير الكتاب إلى أن التمثيل الاستعماري للأفارقة بدأ قبل اختراع الصور المتحركة بزمن طويل، وفي العديد من الأشكال كان الهدف منه تقويض وتشويه القيم الحقيقية للتراث الإفريقي عبر أعمال أدبية لـ هنري ريدها جارد وغيره من الكتاب والباحثين الأوروبيين الذين تدافعوا في سياق محموم كي يقولوا للعالم إن الاستعمار عمل خيري ومهمة حضارية هدفها القضاء على الجهل والمرض والاستبداد.