رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى الخلاص من العبودية.. محطات في تاريخ تجار الرقيق بمصر

الرق في مصر
الرق في مصر

في مثل هذه الأيام، تحل ذكرى الانتهاء من الاتجار في الرقيق الأسود الذي أعلنته منظمة اليونسكو، بسبب ما حدث في 1791 بسانتو دومينغو «هايتى والدومينيكية» حين اندلعت انتفاضة شعبية أدى إلى إلغاء الاتجار في الرقيق الأسود عبر المحيط الأطلسى ومن هنا جاء الاحتفال باليوم العالمي لذكرى الاتجار في الرقيق الأسود وإلغائه.

 في التقرير التالي تعرف على تاريخ الرق في  مصر:

تجارة الرقيق ودخول الأغريق مصر 

تشير موسوعة مصر القديمة (الجزء الرابع عشر) الإسكندر الأكبر وبداية عهد البطالمة" إلى إن تجارة الرقيق بالمعنى الحقيقي لم تكن موجودة في مصر على ما يظهر عند دخول الإغريق مصر بصورة مُحَسَّة.

لكن باستيطان المقدونيين والإغريق للديار المصرية كانت تعد تجارة الرقيق مورد دخل لملوك البطالمة، والواقع أن الوثائق الديموطيقية التي يرجع تاريخها إلى القرن الأخير قبل الفتح الإسكندري يُفهم منها أنه إذا كان الفلاحون وأصحاب الحِرَف في الوجه القبلي لا يزالون مرتبطين بصورة ما بالأرض أو بِحِرَفهم فإنهم لم يكونوا في الوقت نفسه عبيدًا أرقَّاء.

الأوضاع الاجتماعية للرقيق في مصر

يستعرض كتاب "الأوضاع الاجتماعية للرقيق في مصر" للكاتب محمد مختار، تاريخ العبودية في مصر، ويشير إلى ان أشهر واقعة لسبي مصريين أحرار في تاريخ مصر القديم والوسيط كانت على يد جنود الخليفة المأمون في سنة 831، عندما ثار أهالي منطقة البشرود الساحلية بين فرعي دمياط ورشيد ذد ظلم ولاة المأمون ، الذين أشرفوا في جمع الضرائب، بخلاف الجزية فكان أن أخمد جنود المأمون ثورة الفلاحبين بكل قسوة وقام جيش الحامية بسبي كل نساء وأطفال المحتجين ضد الظلم، وهى واقعة طبقت عليها القواعد الشرعية في استرقاق باكل، لأن من وقعوا في الرق هنا ليس جيش محارب بل ذرية ذميين يخضعون للدولة الإسلامية وما ارتكبوه هو الثورة ضد الظلم والتعسف فليسوا محاربين وليسوا في دار حرب، بل هم ذميين وقع عليهم العسف والجور فكان جزاؤهم السبي والاسترقاق .

الرق في المجتمعات

 يؤكد الكتاب أن مؤسسة الرق في كل المجتمعات هي مؤسسة متوحشة قامت على دماء ودموع مئات الملايين من البشر عبر التاريخ ، بما في ذلك المجتمع المسلم وتحت راية الدين الإسامي بشر لم يكن لهم ذنب في شيء إلا انهم وقعوا أسرى أو ولدوا ارقاء لأسياد اسرتقوهم بمباركة مؤسسة الحكم والدين في كل العصور.

يلفت محمد مختار إلى ان بالرغم حديث النبي صلي الله علية وسلم "من قتل عبده قتلناه " إلا ان هذا  لم يمنع ازدحام قصور خلفاء المسلمين واثريائهم بأسراب من بشر سيء الحظ ، لم يكتف الأحرار لسلب لحريتهم  فحسب بل سلبوا إنسانيتهم  أيضا. 

الخصيان 

يشير الكتاب إلى انتشار ظاهرة الخصيان في ذلك الوقت، ويرجع أسباب تفاقمها إلى  تأكيد النصوص الدينية على عدم الاختلاط بين الرجال والنساء، ونتيجة تقديس هذه الفكرة انتشرت ظاهرة امتلاك "الخصيان" للخدمة في اجنحة الحريم الملكية.

يلفت الكتاب إلى أن العملية كان تتم بقطع  القضيب والخصيتيين عندما يكون العبد طفلا أقل من العاشرة، ويفضل أن يكون في سن السادسة أو السابعة وأدت هذه العملية الوحشية إلى ذبح عشرات الآلاف من الأطفال؛ لأن نسبة نجاحها لم تكن تتجاز الـ10%؛ بسبب النزيف الحاد وانعدام  ادوات التعقيم.