رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تقترب أمريكا وإيران من تفاهمات نووية بعد صفقة تبادل السجناء؟

ايران وامريكا
ايران وامريكا

آثارت صفقة تبادل السجناء بين ايران والولايات المتحدة الأمريكية خلال اليومين الماضيين، الكثير من الجدل حول عودة العلاقات بين إيران وأمريكا، فبعدما أفرجت إيران يوم الإثنين عن خمسة سجناء أمريكيين بموجب اتفاق توسطت فيه قطر، وتضمن أيضًا تحويل حوالي 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة، والإفراج عن خمسة سجناء إيرانيين في الولايات المتحدة.

لقد استغرق الاتفاق المصمم بعناية سنوات عديدة، ويُنظر إليه على أنه اختراق دبلوماسي كبير للخصمين، حسبما أفادت شبكة "سي إن إن" الأمريكية. 

هل كان الاتفاق يشير إلى ذوبان الجليد؟ 

ولكن في إشارة إلى أن الاتفاق لا يشير إلى ذوبان الجليد على نطاق أوسع في العلاقات، وقال مسئول كبير في إدارة بايدن إن الاتفاق "لم يغير علاقتنا مع إيران بأي شكل من الأشكال، وبعد فترة وجيزة من إقلاع السجناء الأمريكيين من إيران، فرضت إدارة بايدن عقوبات جديدة على النظام".

ويقول العديد من الخبراء، إن صفقة السجناء هي مثال على طريقة جديدة للترتيبات غير المكتوبة بين واشنطن وطهران، حيث يتم تبادل تنازلات متبادلة أصغر في غياب اتفاق رسمي أوسع مثل ذلك الذي تم التوصل إليه في عام 2015 والذي تخلى عنه ترامب.

وقد يكون من الصعب على الجانبين التوصل إلى اتفاق جديد واسع النطاق مع توجه الولايات المتحدة إلى الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2024.

 ومن المرجح أن يواجه مثل هذا الاتفاق مقاومة من الكونجرس الذي سيحتاج إلى موافقته، ومن وجهة نظر إيران فإن الجهود الرامية إلى صياغة اتفاق جديد مع الإدارة الأمريكية التي من المحتمل أن يتم الإطاحة بها في تلك الانتخابات ستكون عديمة الجدوى إذا تخلى عنها الرئيس المقبل.

وقالت سانام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مركز تشاتام هاوس البحثي في لندن، إنه من غير المرجح أن تنخرط إدارة بايدن في "إحياء هادف" للاتفاق النووي لعام 2015. 

وساطة قطرية 

ووفقًا لصحيفة آراب نيوز، فقد تعتزم قطر الوساطة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء الخلاف حول الاتفاق النووي الإيراني المبرم في 2015، وانسحب منه الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2018 إثر الاختراقات الإيرانية وتهديدت بتخصيب اليورانيوم. 

وذكرت الصحيفة، أن قطر تريد الاستفادة من صفقة السجناء التي توسطت فيها الولايات المتحدة وإيران خلال أشهر من الدبلوماسية الدقيقة؛ للتوصل إلى اتفاق بشأن قضية أكثر تعقيدًا بين الخصمين اللدودين والمتعلقة بالنزاع حول البرنامج النووي الإيراني.

ربما تكون حرب روسيا في أوكرانيا على رأس الأولويات في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن طموحات إيران النووية تلقي بظلالها على الشرق الأوسط وتثير قلق الغرب، ومع استمرار النزاع، قامت طهران بشكل مطرد بتخصيب المزيد من اليورانيوم وتقربت من موسكو من خلال تزويد الجيش الروسي بطائرات دون طيار.

لا يزال التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران احتمالًا بعيد المنال، بعد خمس سنوات من قيام الرئيس السابق دونالد ترامب بتمزيق الاتفاق الذي خفف العقوبات مقابل قيام طهران بتقييد أنشطتها النووية، والانتخابات الأمريكية في عام 2024 تجعل هذه التوقعات أكثر قتامة. 

وقد واجه الرئيس الأمريكي جو بايدن بالفعل انتقادات من الجمهوريين بسبب الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية في صفقة المحتجزين.

وتهدف الاتفاقيات إلى إبطاء تخصيب اليورانيوم في طهران، بالإضافة إلى زيادة المراقبة الدولية، والحد من أنشطة الميليشيات التابعة لإيران في المنطقة ووقف صادرات الطائرات دون طيار الإيرانية، كل ذلك مقابل بعض الإعفاءات من العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيرانية، حسبما ذكرت المصادر الثلاثة.