رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحية كاريوكا.. تجليات الفن والسياسة

تحية كاريوكا
تحية كاريوكا

تحل ذكرى رحيل الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا، غدا، التى رحلت فى ٢٠ سبتمبر من عام ١٩٩٩، بعد أن قدمت عددًا كبيرًا من الأعمال الفنية التى تظل علامة فى تاريخ السينما المصرية. 

تركت تحية كاريوكا بصمة مميزة فى عالم الفن بباقة متنوعة من الأعمال التى خلّدتها طوال مشوارها الفنى. واسمها الحقيقى بدوية محمد على، وولدت فى مدينة الإسماعيلية عام ١٩١٩.

مارست الرقص والتمثيل منذ الصغر، وعملت فى البداية مع الراقصة محاسن محمد التى اكتشفت موهبتها، ثم انضمت بعدها لفرقة بديعة مصابنى فى منتصف الخمسينيات، وبعد ذلك توجهت إلى السينما والمسرح بمساعدة سليمان باشا نجيب، الذى نمّى موهبتها ثقافيًا وسياسيًا، وقد عرفت فيما بعد بأدوارها السياسية، وهو ما رصده الكاتب الكبير إدوارد سعيد فى مقال قائلًا إنها انتمت إلى اليسار الوطنى، وسُجنت فى عهد عبدالناصر فى الخمسينيات لانتسابها لعصبة السلام، المنظمة الموالية لموسكو.

شهرة الفنانة تحية كاريوكا الحقيقية

بدأت شهرة الفنانة تحية كاريوكا الحقيقية عام ١٩٤٠ عندما قدمت رقصة «الكاريوكا» العالمية فى أحد عروض فرقة بديعة مصابنى، وهى الرقصة التى التصقت بها بعد ذلك حتى صارت لقبًا لها. تركت تحية كاريوكا الرقص من أجل التفرغ للتمثيل فى السينما، بالرغم من أسلوبها الفريد فى الرقص، الذى وضعت قواعده وحمل بصمتها، وقامت ببطولة عدد كبير من الأفلام البارزة، منها: «لعبة الست، شباب امرأة، خلى بالك من زوزو، أم العروسة، وداعًا بونابرت، والسقا مات». وعملت تحية كاريوكا، كذلك فى المسرح مع الفنان إسماعيل يس، كما أسست فرقة مسرحية مع الفنان فايز حلاوة، وعرفت بأنها آخر العظماء فى تاريخ الرقص الشرقى حيث طورت أسلوبها الخاص، كما تزوجت ١٤ مرة، وبذلك تكون صاحبة الرقم القياسى فى عدد الزيجات بين الفنانات.

فى عام ١٩٧٣ ابتعدت عن الأضواء بسبب زيادة وزنها، فاضطرت للسكن فى غرفة على السطح فى حارة شعبية بعدما خسرت أموالها، بجانب معاناتها من وجود مياه بيضاء على عينيها، وتكفل بعلاجها الأمير السعودى «فيصل بن فهد».

توفيت تحية يوم ٢٠ من سبتمبر فى عام ١٩٩٩ فى معهد ناصر الطبى، عن عمر يناهز ٨٠ عامًا، إثر إصابتها بأزمة حادة فى الجهاز التنفسى.